معهد واشنطن: سيطرة الانفصاليين على محافظات استراتيجية في اليمن تهدد الهدنة وتزيد حدة التوتر بين السعودية والامارات
منذ 2 ساعات
حذّر معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى من أن التحولات الميدانية الأخيرة في اليمن، عقب سيطرة قوات المجلس الانتقالي الجنوبي المدعومة من دولة الإمارات على محافظتي حضرموت والمهرة، قد تترتب عليها تداعيات خطيرة تتجاوز حدود اليمن، وتهدد الهدنة الهشة وتزيد من حدة التوتر بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة
وذكر المعهد، في تحليل أعدّته الباحثة أبريل لونغلي ألي ونُشر بتاريخ 22 ديسمبر 2025، أن الهجوم السريع الذي نفذته قوات موالية للمجلس الانتقالي مطلع الشهر الجاري مكّنها من بسط سيطرتها على مساحات شاسعة تعادل نحو نصف أراضي اليمن، بما في ذلك حضرموت الغنية بالنفط والمتاخمة للسعودية، ومحافظة المهرة المتاخمة لسلطنة عُمان
وأوضح التحليل أن هذه التطورات تمنح المجلس الانتقالي سيطرة فعلية على معظم أراضي جنوب اليمن السابق، وتقرّبه خطوة إضافية من هدفه المعلن بالانفصال، في وقت لا تنظر فيه كل من الرياض ومسقط إلى هذه التحركات باعتبارها شأنًا داخليًا يمنيًا، نظرًا لارتباط المحافظتين بأمنهما القومي وحدودهما البرية
وأشار المعهد إلى أن السعودية طالبت بانسحاب القوات المدعومة إماراتيًا من المناطق التي سيطرت عليها، إلا أن المجلس الانتقالي رفض الامتثال، ما ينذر بتقويض الهدنة المستمرة منذ أكثر من ثلاث سنوات ونصف، ويفتح الباب أمام جولة جديدة من الصراع قد تصب في مصلحة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران
وأضاف التقرير أن التطورات الأخيرة فاجأت معظم المراقبين، خاصة في ظل غياب رد فعل واضح من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي خلال الأيام الأولى للهجوم، وعدم صدور أوامر للقوات الحكومية بمقاومة التقدم العسكري، ما سمح بسيطرة شبه كاملة دون مواجهات تُذكر
وبيّن معهد واشنطن أن تصاعد التوتر لا يقتصر على الداخل اليمني، بل يهدد أيضًا بزيادة الخلافات بين السعودية والإمارات، في ظل تباينات قائمة بين البلدين في ملفات إقليمية أخرى، من بينها السودان، محذرًا من أن أي صدام بين الفصائل الموالية للحكومة الشرعية سيمنح الحوثيين فرصة لتعزيز مواقعهم في مأرب أو على ساحل البحر الأحمر
وختم المعهد تحليله بالتأكيد على أن احتواء الأزمة لا يزال ممكنًا، داعيًا الولايات المتحدة إلى لعب دور دبلوماسي نشط وعاجل لجمع حلفائها الخليجيين، والعمل على تهدئة التصعيد، وبلورة مقاربة مشتركة تعالج المخاوف الأمنية للسعودية، وتأخذ في الاعتبار موازين القوى الجديدة في جنوب اليمن، بما يسهم في منع انزلاق البلاد إلى مرحلة جديدة من الصراع المفتوح