مليشيا الحوثي يحولون معاهد إب إلى معسكرات صيفية
منذ 9 أشهر
أغلقت مليشيات الحوثي بمحافظة إب المعاهد التطبيقية والعلمية في وجه الطلبة، وقامت باستقدام تلاميذ المدارس إليها؛ لإخضاعهم للتعبئة الفكرية ذات المنحى الطائفي، ضمن ما تسميه الجماعة المراكز الصيفية
وأكدت مصادر محلية في إب، أن الإجراء التعسفي الأخير للجماعة ضد المعاهد رافقه أيضاً ارتكاب عناصرها تعسفات جديدة طالت هذا القطاع المهم ومنتسبيه، وشمل بعضها الاعتداءات وفرض القيود المشددة، والحرمان من حق التعليم والإجبار على تنظيم وقفات احتجاجية تخدم أجندة الجماعة
وتحدثت المصادر عن تعرض أقسام تخصصية بمعاهد تقنية وفنية في إب وبعض مديرياتها، للاستهداف بالإغلاق المؤقت، وطرد الطلبة منها، بذريعة إفساح المجال أمام إقامة المليشيا الإرهابية معسكراتها الصيفية
وتتبع الأقسام التخصصية، التي أغلقتها الجماعة، المعهد التقني والتجاري، والمعهد التقني الصناعي بمدينة إب عاصمة المحافظة، والمعهد الزراعي والتقني بمديرية العدين، والمعهد الفني بمديرية ذي السفال، ومعهد التدريب المهني بمديرية النادرة، والمعهدين التقنيين الصناعيين بمديريتي يريم والقفر
وجاء الاستهداف الحوثي للمعاهد بعد أيام من إصدار القيادي في الجماعة، المدعوّ بدر الفرح المعيَّن في منصب مدير التعليم الفني والتدريب المهني بإب، تعميمات تحض مديري مراكز التعليم والتدريب الحكومية والأهلية في إب بوقف أقسام علمية وتخصصية في المعاهد المهنية والتقنية، والاكتفاء بحشد الطلبة للالتحاق بالمخيمات الصيفية
وشكا عدد من طلبة المعاهد من التعسف الحوثي، وتعطيل التعليم وحرمانهم من مناقشة «مشاريع التخرج»، ومن الاختبارات العلمية النهائية التي كان يفترض أن تقام في هذه الأوقات
وذكر الطلبة أن مشرفين حوثيين طلبوا منهم مغادرة الأقسام التي يتلقون التعليم فيها داخل المعاهد بإب، وعدم الحضور إليها حتى يجري إشعارهم من قِبل إدارة المعاهد، لافتين إلى قيام الجماعة في اليوم التالي بتحشيد العشرات من الشبان والأطفال ممن استقطبتهم بالأيام من مناطق عدة في إب، إلى القاعات الدراسية في المعاهد؛ لتلقينهم الدروس التعبوية
وكانت منظمات حقوقية يمنية قد حذرت من خطورة هذه المراكز على سلامة الأطفال، ودعت أولياء الأمور إلى الحفاظ على أبنائهم، وعدم إلحاقهم بتلك المعسكرات الصيفية للجماعة
قيود ضد الحرياتتواصلاً للاستهداف الحوثي لما تبقّى من مؤسسات التعليم الفني والتدريب المهني، اتهمت مصادر محلية في مدينة العدين (40 كيلومتراً غرب مدينة إب) قيادياً حوثياً يُدعى محمد الجديري وينحدر من صعدة؛ حيث المعقل الرئيسي للجماعة، بارتكاب انتهاكات وتعسفات واسعة ضد طلبة المعهد الزراعي والتقني بالمدينة
وفرض القيادي الجديري، منذ تعيينه من قِبل الجماعة مشرفاً ثقافياً على مدينة العدين، سلسلة إجراءات وقيود مشددة على الكادر التعليمي والطلبة في المعهد، شمل بعضها تقييد حريتهم الشخصية فيما يخص الملبس والمظهر، وإلزامهم بارتداء ملابس، وقَصّات شَعر رجالية محددة، بزعم أن ما يرتدونه من ملابس وقصات شَعر تشابه عادات الغرب، وتُخالف ما دعا إليه زعيم الجماعة من الالتزام بما أطلق عليه «الهوية الإيمانية»
وعبّر عدد من الطلبة عن استهجانهم من تصرفات القيادي الحوثي، ولجوئه، كما تفعل جماعته دائماً، للاهتمام بأمور وشكليات غير مهمة، ولا تلامس هموم وأوجاع ملايين اليمنيين الذين يعانون الويلات والحرمان وشدة الفاقة
وتحدّث معين محمد، وهو اسم مستعار لطالب في المعهد الزراعي بالعدين، لـ«الشرق الأوسط»، عن قيام المشرف الحوثي الجديري، أكثر من مرة، مستعيناً بمسلَّحين، بالاعتداء على طلبة في باحة المعهد، وتمزيق ثيابهم وحلق رؤوسهم بالقوة، بعد كيل الاتهامات لهم بمخالفة أوامره، وتهديدهم بالسجن