منصات تدقيق المعلومات في اليمن… دور محوري في مكافحة التضليل
منذ 2 أشهر
تعز – مختار شدادمن وقت لآخر، تعلن جماعة أنصار الله (الحوثيين) في صنعاء ضربات جديدة ضد سفن تجارية أو حربية مرتبطة بدول غربية متعددة، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا
كان أول هجوم نفذته الجماعة في نوفمبر من العام الماضي، واستطاعت الاستيلاء على سفينة “غالاكسي ليدر” في أول عملية بحرية في البحر الأحمر تنفذها الجماعة، دعمًا للقضية الفلسطينية واحتجاجًا على الحرب التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023
أصابت الضربات الحوثية العديد من السفن وأغرقت ثلاث منها، وهي «توتور» اليونانية، و«فيربينا» الأوكرانية و«روبيمار» البريطانية
وفي ظل التصعيد المستمر منذ أكثر من عشرة أشهر، انتشرت مقاطع الفيديو والصور والمعلومات المضللة عن العمليات العسكرية التي شهدها البحر، حيث نشر الكثير من مستخدمي التواصل الاجتماعي في اليمن المقاطع المفبركة وتداول الشائعات على نطاق واسع عمدًا أو دون قصد، الأمر الذي تسبب بعبء كبير على المنصات المعنية بالتحقق من صحة الأخبار وتعزيز المصداقية في نقل المعلومة وكشف الأخبار الكاذبة
بعض المنصات الرقمية اليمنية أسهمت في كشف المعلومات المضللة وواجهت الأخبار الزائفة التي انتشرت منذ بدء الصراع في البحر الأحمر في نوفمبر من العام الماضي
منصة “حقيقة” واحدة من المنصات التي تعمل بشكل مستمر على مواجهة الشائعات المنتشرة في مواقع التواصل الاجتماعي، ومساعدة الجمهور اليمني على معرفة ما إذا كانت بعض الصور ومقاطع الفيديو مضللة أو صحيحة
محمد محروس، رئيس تحرير منصة “حقيقة” يقول لـ “المشاهد”: “نعمل بشكل تطوعي، ونحاول مواكبة كافة المستجدات المتعلقة باليمن، ونعمل على مكافحة كافة الشائعات والأخبار المضللة منذ 2021
”مع كل حدث يشغل الرأي العام، تنطلق الشائعات في صفحات التواصل
يقول محروس: “في كل حدث أو ترند أو واقعة أو أي شيء مرتبط بالجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية نلاحظ حجم التضليل
”يرى محروس أن ذلك التضليل المصاحب لأي حدث عمل ممنهج في أحيان كثيرة، “لأن هناك من ينشر ويتعمد نشر الشائعات، ومن الطبيعي أن يكون هناك انتشار واسع وكثيف للتضليل والشائعات والأخبار المضللة
”تضليل متعدد الأوجهفي أواخر العام الماضي، أطلق الصحفي المستقل فاروق الكمالي منصتة “YoopYup” لتدقيق الحقائق، وتعمل المنصة على رصد مختلف الشائعات والأخبار المفبركة أو المزيفة الآخذة في الانتشار على مستوى واسع
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول الكمالي: “أطلقت المنصة بجهد شخصي، وحاليًا أعمل عليها بإمكانات فردية، ولكن ثمة متدربين ومتدربات يتعاونون معي، ويحصلون على التدريب والتوجيه ويرصدون الأخبار والإشاعات”
يوضح الكمالي: “حجم التضليل الإعلامي في اليمن كبير
وهذا التضليل يأخذ عدة أشكال، تضليل سياسي وتضليل أمني وتضليل اقتصادي وتضليل ديني بناء على نوعية الصراع القائم في اليمن الذي تتداخل فيه التعقيدات الدينية والسياسية والعسكرية والاقتصادية
”بالإضافة، أسهمت منصة “صدق اليمنية” التي تأسست في العام 2019م، بكشف العديد من الأخبار المزيفة المتعلقة بالتصعيد في البحر الأحمر أو غيرها من الإشاعات على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري في اليمن
يعتقد الكمالي أن بعض التضليل المتعلق بأحداث البحر الأحمر يهدف إلى تضخيم قدرات الحوثيين للإيحاء بالقوة ودفع الناس للإيمان بالواقع الذي يرفضونه والتسليم به، من خلال استغلالهم والتلاعب بعواطفهم، وعدم قدرة الإعلاميين في التعامل مع التقنيات الحديثة والأدوات اللازمة للتحقق من الشائعات
يضيف: “لو نظرنا إلى ما يتم تداوله في أحداث البحر الأحمر، لوجدنا أن مقطعًا واحدًا أو صورة واحدة يتم تداولها عشرات المرات لأحداث مختلفة ومتفرقة والناس تصدق بها وتنشرها باستمرار، بل هناك مكتب متخصص لإنتاج التضليل في هذا الملف، إذ يقوم بإنتاج الفيديو وفبركة الصور والتعديل عليها عن قصد”
صعوبات التحقق من المعلومةيعمل مدققو المعلومات في اليمن على الحد من انتشار الشائعات في المجالات المختلفة على الرغم الصعوبات
الصحفية ومدققة المعلومات سكينة محمد تؤكد أن واحدة من الصعوبات التي تواجه مدققي الحقائق في اليمن هي أن معظم المؤسسات الإعلامية اليمنية تعتبر عملية التدقيق كترفيه مع أنها ضرورة
تشير سكينة إلى أن عدم وجود غرفة تحقق أو تدقيق أو مراجعة المعلومات في المؤسسات الإعلامية يقتل فرصة عمل مدققي المعلومات في الاستفادة من مهارته ويسهم في انتشار الشائعات والأخبار الزائفة
تضيف: “تدقيق المعلومات يحتاج إلى إنترنت قوي، لأننا نستخدم مواقع البحث العكسي للصور والفيديوهات والنصوص، لذلك نحتاج إلى إنترنت بجودة عالية
إن ضعف خدمة الإنترنت يعيق عملنا بشكل كبير
”يظل تدقيق المعلومات ومواجهة الشائعات أمرًا غير مهم في العديد من الوسائل الإعلامية اليمنية، ولا تخصص تلك المؤسسات ميزانية خاصة لمواجهة التضليل في الإعلامي من خلال توظيف الكادر القادر على التأكد من المعلومة المشكوك فيها قبل أن تنتشر ويصدقها الجمهور
يختم محروس حديثة، ويقول: “مدققو المعلومات في اليمن لا يلقون قبولًا في المؤسسات الإعلامية، وهذا يشكل عبئًا عليهم، ومعظم منصات التحقق من الأخبار في اليمن تعمل بشكل طوعي
”ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير