منظمة دولية تدعو الحوثيين إلى الافراج فورا عن المحتفلين بذكرى 26 سبتمبر وموظفي الأمم المتحدة

منذ 3 ساعات

دعت منظمة هيومن رايتس ووتش، اليوم الاثنين، ميليشيا الحوثي إلى الإفراج فورا عن جميع المعتقلين بسبب احتفالهم السلمي بذكرى ثورة 26 سبتمبر في اليمن أو وضع منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن هذا العيد الوطني، وكذلك عن جميع الآخرين المحتجزين تعسفا، بمن فيهم العشرات من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني الذين اعتُقلوا وتم إخفاؤهم خلال العام ونصف العام الماضيين

وأكدت هيومن رايتس ووتش في بيان صادر عنها أن ميلييا الحوثي اعتقلت عشرات الأشخاص في الأسبوع الأخير من سبتمبر 2025، كما فعلت في السنوات الماضية، بسبب احتفالهم السلمي بذكرى ثورة 26 سبتمبر في اليمن أو وضع منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن هذا العيد الوطني

وقالت نيكو جعفرنيا، باحثة اليمن والبحرين في هيومن رايتس ووتش: يبدو أن الموارد التي يسخّرها الحوثيون لاعتقال أشخاص بسبب منشورات غير مؤذية على وسائل التواصل الاجتماعي تفوق بكثير ما يفعلونه لضمان حصول الناس في المناطق الخاضعة لسيطرتهم على الغذاء والماء

على السلطات حماية حقوق الناس، وليس إسكات أي شخص يحتفل بعيد وطني

ووفق المنظمة بدأ الحوثيون من حوالي 21 سبتمبر الماضي، في اعتقال عشرات الأشخاص على خلفية الاحتفال بالعيد، مشيرة إلى أنها تحدثت إلى خمسة أشخاص اعتُقل أقاربهم

وقال آخرون كثر إنهم يخشون انتقام الحوثيين إذا تحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش عن الاعتقالات

وأفادت المنظمة أن من بين المعتقلين عشرات النشطاء: الكاتب والمعلّق الساخر أوراس الإرياني؛ والمحامي المعروف عبد المجيد صبره؛ وعارف محمد قطران وعبد السلام قطران، شقيق القاضي عبد الوهاب قطران وابن شقيقه على التوالي

لم يتمكن العديد منهم من الاتصال بأسرهم أو بمحامٍ، ورفضت السلطات إخبار أسرهم بمكان أقاربهم، ما يشكل إخفاءً قسريا

وقال شقيق أحد المعتقلين إن شقيقه غادر المنزل مساء 22 سبتمبر لإلقاء القمامة وشراء بعض البقالة ولم يعد قط

بعد البحث عنه ساعتين، اتصل بعض أفراد الأسرة بسلطات الأمن الحوثية، التي لم تقدم أي تفاصيل عن قضيته

وقال الأخ إن العائلة تمكنت من التأكد من خلال مصادر متعددة أن جهاز الأمن والمخابرات التابع للحوثيين يحتجزه

لكن الأخ قال إن عائلته لم تُبلَّغ رسميا بمكانه [من قبل السلطات]، ولم يُسمح لنا بزيارته أو التواصل معه، على الرغم من الوعود المتكررة

وأضاف أن شقيقه لديه داء السكري، ما يزيد من قلق العائلة على سلامته

وقال المحامي البارز في صنعاء عبد المجيد صبره لـ هيومن رايتس ووتش في 2024 إنه بعد أن نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أنه سيقدم خدمات قانونية للمحامين الذين اعتُقلوا على خلفية احتفالات 26 سبتمبر/أيلول، هدده مباشرة أعضاء من الحوثيين

في 25 سبتمبر/أيلول 2025، اقتحمت قوات الأمن التابعة للحوثيين مكتب صبره واعتقلته

قال أحد الأشخاص الذين تم مقابلتهم ان صبره اُعتقل على خلفية منشور له على وسائل التواصل الإجتماعي كتب فيها ما يلي: أنتم [الحوثيون] تحرمون اليمنيين من حقهم في التعبير عن فرحتهم بثورتهم التي اندلعت في 26 سبتمبر، تلك الثورة التي أعادت لهم كرامتهم وأعادتهم إلى الإيمان الحقيقي، بعيدًا عن أساطير الإمامة، بمجرد نشر صورة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعتبرونها خيانة وخضوعًا للقوى الأجنبية

وقالت الحقوقية البارزة إشراق المقطري، التي تتابع قضية صبره، في منشور لها على إكس إن عائلة صبره لا تعرف أي شيء عن مكانه

 وشددت هيومن رايتس ووتش على أن اعتقال شخص دون أمر قضائي وتهم واضحة يشكل انتهاكا بموجب المادة 132 من قانون الإجراءات الجزائية اليمني

احتجاز شخص دون أساس في القانون المحلي أو الدولي، وكذلك احتجازه دون توجيه تهم إليه على الفور، يشكل انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الإنسان

وأفاد فريق الخبراء المعني باليمن التابع للأمم المتحدة في تقريره لعام 2023 أنه وثق العديد من حالات الاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري والتعذيب في اليمن، مضيفا أن معظم الانتهاكات التي حقق فيها الخبراء نُسبت إلى الحوثيين

وقالت جعفرنيا: ينبغي للحوثيين التوقف عن اعتقال الأشخاص لمجرد ممارسة حقوقهم والتعبير عن معتقداتهم وآرائهم التي لا تتوافق مع أيديولوجيتهم، وينبغي لهم الإفراج فورا عن جميع الذين اعتقلوهم تعسفا