منفذ الوديعة الحدودي: الشريان الحيوي بين السعودية واليمن - [ترجمة خاصة]

منذ 11 ساعات

يُعدّ منفذ الوديعة الحدودي، الواقع في محافظة حضرموت شرق اليمن على بُعد نحو 67 كيلومتراً من مدينة شرورة السعودية، المنفذ البري الوحيد العامل حالياً بين البلدين

هذا الوضع الفريد جعل منه شرياناً حيوياً لا غنى عنه لملايين المسافرين والتجار

غير أن هذا الشريان يعمل في ظل سياسات سعودية متعثّرة؛ إذ إن النهج الأمني الذي تتبعه الرياض منذ سنوات في تعاملها مع الملف اليمني لم ينجح في القضاء على ميليشيا الحوثي، بل ساهم في زعزعة الاستقرار الحدودي وأثار سخطاً محلياً متزايداً، مما قوّض الأمن الذي تسعى المملكة لحمايته

ما هو منفذ الوديعة؟ ولماذا يُعدّ مهماً؟يمثل منفذ الوديعة، نقطة الربط البرية الأساسية بين السعودية واليمن

يقع على الجانب السعودي في منطقة نجران، ويرتبط من الجهة اليمنية بمحافظة حضرموت

ويُعدّ حالياً المنفذ البري الوحيد المفتوح أمام حركة الأفراد والبضائع بين البلدين منذ اندلاع الحرب

تكمن أهمية المنفذ في عدة جوانب رئيسية:الحج والعمرة: يستخدمه آلاف اليمنيين سنوياً للعبور إلى السعودية لأداء المناسك

التجارة والإغاثة: تمر عبره الشاحنات المحمّلة بالبضائع التجارية والمساعدات الإنسانية

الأمن والدبلوماسية: يشكّل نقطة محورية في إدارة الحدود والتنسيق الأمني والسياسي بين الرياض وصنعاء

خلفية تاريخية مختصرةتشهد الحدود اليمنية السعودية تاريخاً طويلاً من الخلافات والتسويات

فقد تم ترسيم الحدود رسمياً بموجب “معاهدة جدة” الموقعة في يونيو 2000 بعد عقود من الغموض والنزاع

أما بلدة الوديعة نفسها، فقد كانت موضع نزاع في أواخر الستينيات، تحديداً خلال ما عُرف بـ حرب الوديعة عام 1969 بين السعودية و”جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية” (اليمن الجنوبي سابقاً)، التي تمحورت حول منطقتي الوديعة وشرورة

وفي السنوات الأخيرة، ومع اندلاع الحرب اليمنية وتدخل التحالف بقيادة السعودية، أُغلقت معظم المنافذ الحدودية أو فُرضت عليها قيود صارمة

ومع ذلك، بقي منفذ الوديعة يعمل بشكل متقطع، خصوصاً لتسهيل مرور الحجاج والمساعدات الإنسانية

الدور الحالي لمنفذ الوديعةشهد المنفذ تحديثات بنيوية وتقنية في السنوات الأخيرة، حيث أُدخلت أنظمة تفتيش إلكترونية وأجهزة مسح آلي، وأصبح العمل الجمركي أكثر تنظيماً من ذي قبل

ورغم ذلك، تستمر التحديات:ازدحام شديد وطوابير طويلة للمسافرين في انتظار التأشيرات والتصاريح

إجراءات تفتيش مطوّلة لأسباب أمنية

محاولات متكررة لتهريب المخدرات، حيث ضبطت السلطات شحنة تضم 1

5 مليون قرص مخدّر داخل شاحنة مبردة

المنفذ الإنساني والحجّاجيُعتبر منفذ الوديعة طوق نجاة لليمنيين من حيث السفر والعبور وأداء الشعائر الدينية

ممر إنساني:المنفذ هو الطريق الرئيس لدخول المساعدات الإغاثية والطبية القادمة من السعودية إلى الداخل اليمني

تقوم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (KSrelief) بإرسال آلاف الأطنان من المواد الغذائية والطبية والإيوائية عبره إلى المحافظات اليمنية

بوابة الحج والعمرة:يُستخدم المنفذ من قِبل الحجاج والمعتمرين اليمنيين، وتوفّر السلطات السعودية في المعبر ممرات خاصة وخدمات صحية واستراحات لتسهيل مرورهم وتنظيم حركتهم

السفر اليومي:يعتمد آلاف اليمنيين على المنفذ يومياً لزيارة أسرهم أو العودة لأعمالهم أو طلب العلاج أو التعليم، مما يجعله نقطة تواصل إنساني واجتماعي مهمة بين الشعبين

كيف تتم حركة السفر بين السعودية واليمن عبر الوديعة؟رغم استمرار عمل المنفذ، إلا أن الحركة عبره تخضع لضوابط مشددة وتقتصر على الحالات الضرورية أو المصرّح بها فقط

للسعوديين:لا يُسمح بدخول اليمن إلا بموافقات خاصة، مثل المهام الرسمية أو الإنسانية أو التجارية أو الزيارات العائلية، ويُشترط الحصول على تصريح أمني مسبق وتحذّر السلطات من السفر غير الضروري إلى اليمن لأسباب أمنية

لليمنيين:يُعدّ الوديعة الطريق البري الرئيسي لدخول السعودية، ويُسمح بالعبور لمن يحمل تأشيرات أو إقامات نظامية، بما في ذلك العمال والطلاب والمرضى، إضافة إلى الحالات الإنسانية المعتمدة

وتُجرى إجراءات صارمة تشمل الفحوصات الصحية والتدقيق الأمني والوثائقي قبل السماح بالعبور