مواطنون: مازال السلام في اليمن بعيد المنال
منذ سنة
تعز – حمدان البكاري أخفقت كل جهود السلام في اليمن، ولم تستطع الوساطات الإقليمية والأممية إنهاء الحرب التي بدأت منذ قرابة تسع سنوات
اليوم، تبدو أطراف الصراع في البلاد غير مستعدة لتقديم التنازلات، والبحث عن حلول سياسية لمنع إطالة المأساة التي يعيشها اليمنيون
ترى جماعة الحوثي أن السلام في اليمن يبدأ من انسحاب القوات الأجنبية، ورفع الحصار عن المطارات والموانئ اليمنية والسماح لها باستمرار سيطرتها على الحكم والثروة
لكن الحكومة الشرعية تعتبر أن إنهاء انقلاب جماعة الحوثي هو الطريق الوحيد إلى السلام
في ظل استمرار الصراع بين الطرفين، ينتظر اليمنيون اللحظة التي تتوقف فيها الحرب، وتنتهي الفوضى، ويعم السلام
يعتقد الكثير من المواطنين أن الانتظار للسلام سيطول، ولا توجد أي مؤشرات حقيقية لقرب انتهاء الصراع في اليمن
يقول المحلل السياسي حمد هزاع لـ«المشاهد» إن المجتمع الدولي والإقليمي يستطيع دعم السلام من خلال فرض الواقع على الأطراف المتصارعة في اليمن، ودفعهم لتقديم التنازلات من أجل عملية سياسية حقيقية، ولكن لا يبدو أن هناك نوايا حقيقية لتحقيق السلام
ويضيف هزاع أن “التحدي الكبير الذي يواجه الحل السياسي في اليمن، هو غياب الثقة بين الأطراف السياسية المحلية، وهذا الأمر يجعل الوصول إلى سلام أمرًا بعيد المنال”
المواطن محمد ناجي، 30 عامًا، يقول لـ«المشاهد»:إن تقاسم السلطة بين طرفي النزاع قد يكون السيناريو الأول الذي يضمن انتهاء الحرب في اليمن
ويضيف: ليس هناك طرف من أطراف النزاع مستعد لتقديم بعض التنازلات التي تصب في مصلحة بناء سلام حقيقي، ولذلك يجب أن يتم تقاسم السلطة بين أطراف النزاع كونه الحل الوحيد”
بحسب ناجي، السياسيون في اليمن غير مستعدين لتقديم بعض التنازلات في سبيل بناء سلام عادل، وذلك “لأنهم مجرد أدوات لقوى إقليمية ودولية ينفذون ما يملى عليهم، ولا تهمهم مصلحة الوطن والمواطن”
السلام يُنعش الاقتصادعبدالله عادل، طالب جامعي بتعز، يقول لـ«المشاهد»: “لا يمكن تحقيق السلام الذي يدعون إليه، فقد تم الإعلان عنه مرارًا وتكرارًا دون رؤية أية نتائج حقيقية، هذه الوعود ليست سوى خداع للمواطن المنكوب”
ويشير عادل إلى أن تحقيق السلام سينهي الكثير من المشاكل، مثل البطالة، والتدهور الاقتصادي، وتسرب الطلاب من المدارس والجامعات، وهجرة الشباب إلى بلدان أخرى بحثًا عن الأمان والعمل
ويضيف: “تحقيق السلام لن يكون إنجازًا سياسيًا فقط، بل سيسهم أيضًا في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للشباب اليمني، وسيمكنهم من بناء مستقبل مشرق، وتحقيق تطلعاتهم”
ويعتقد عادل أن السلام إذا تحقق، لن يكون هناك الكثير من الأطفال الذين يعملون في الشوارع لتأمين قوت يومهم، وسيتمكن الأطفال من الاستمرار في التعليم، وتكوين مستقبل أفضل
نزع السلاح خطوة نحو السلاميقول المعلم طلال الشرعبي إن تحقيق السلام المثالي في اليمن ليس أمرًا هينًا، ولا يمكن تحقيقه في وقت قصير، ويجب تجاوز العقبات التي تعوق تحقيق السلام، بخاصة انتشار الميليشات المسلحة
ويضيف الشرعبي: “إيقاف الحرب يستلزم حسن النوايا، وتقديم التنازلات، وتقبل الآخر، بالإضافة إلى مشاركة جميع المكونات السياسية في الحكم، والتوافق على دستور يحكم البلاد”
ويرى أن الصندوق الانتخابي يجب أن يكون حاكمًا للجميع، وأن الشعب هو مصدر السلطات
بعد ذلك يجب توفير الاستقرار المعيشي للمواطنين، ونزع السلاح من الأطراف غير الحكومية، وبهذا نستطيع الوصول إلى السلام العادل
من جهته، يقول الصحفي والناشط الحقوقي عبدالواسع الفاتكي لـ’«المشاهد»: “السلام المثالي يتمثل في استعادة مؤسسات الدولة الشرعية سيطرتها على جميع أرجاء اليمن، وإنهاء الانقلاب على الدولة اليمنية”
ويضيف الفاتكي: “جماعة الحوثي مكون أساسي لتحقيق السلام في اليمن، لكن الجماعة لا تؤمن به، ولا تسعى له، وهذا بسبب عقيدتهم وطريقة تفكيرهم في نظام الحكم
إن استمرار حيازة السلاح سيؤدي إلى نشوب صراعات مسلحة جديدة، ونزع السلام من كل الجماعات المسلحة سيكون خطوة مهمة نحو السلام”
تستطيع القوى الخارجية مثل والسعودية والإمارات وإيران، أن تؤدي دورًا هامًا في تحقيق السلام في اليمن، وذلك من خلال توزيع المصالح والضغط على الأطراف المحلية بقبول حل سياسي للأزمة في اليمن، بحسب الفاتكيويختم حديثه بالقول: “القضايا الاقتصادية يجب أن تولى اهتمامًا خاصًا في أية عملية سلام، بخاصة في ظل وجود حرب اقتصادية بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، ولا بد من التوافق على شكل الدولة ونظام الحكم وعدد الأقاليم وفترة المرحلة الانتقالية”
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير