موسى المقطري : الاصرار الحوثي على استمرار الحرب
منذ 6 ساعات
موسى المقطري كل يوم يمر تثبت الأحداث أننا أمام جماعة إرهابية انتهازية بكل ما تحمله الكلمتان من معنى ، وكلما تسلل الأمل إلى قلوب اليمنيين بقرب انتهاء حالة الحرب والفوضى والتشضي أكدت جماعة الحوثي أنها تستعد لجولة جديدة تيجتها الطبيعية ازدياد الكلفة الانسانية وزيادة الآلام والأوجاع بحق اليمنيين ، وكل ذاك استكمالاً لمشروعها الطائفي المرتكز على مبدأ نحكمكم أو نقتلكم ، واتباعاً لتعليمات ملالي طهران الذين يستخدمون الحوثي والحالة اليمنية بشكل عام كورقة ضغط لتحقيق مكاسب خاصة بهم
شحنة الأسلحة التي ضبطت مؤخراً في البحر قرب باب المندب لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة بالتأكيد ، لكنها دليل هام ومتجدد عن عدم جدية الجماعة الحوثية في السير في ركب السلام ، وتغليبها الدائم لخيار الحرب بما يحمله هذا الخيار من مآسي وأوجاع ، ونيتها المبيتة لاستهداف اليمنيين في منازلهم ومدنهم ، واعادة حالة الفوضى في المنطقة لتوفير المبررات للقوى الدولية لفرض هيمنها على بحارنا بحجة تامين طرق التجارة العالمية ، وكل حديث معها أو جولة مفاوضات أو سوى ذلك من تفاهمات هو منحها وقت اكثر لفوضى اعمق ودماء جديدة ستراق وآلام أخرى ستضاف إلى حياة اليمنيين
التصعيد الاخير في البحر الاحمر هو رسالة أخرى تحمل دلالات مختلفة ، ولا يمكن قرءاة هذه التحركات بمعزل عن توجه إيران نحو هدنة خاصة بها لترتيب ملفاتها الداخلية ، وبالمقابل توجيه انظار القوى الدولية نحو البحر الاحمر من جديد عبر تحريك ذراعها في اليمن لتنفيذ أجندة لا علاقة لها بمصلحة اليمن أو أمنه واستقراره ، وما التوقيت المتزامن بين التصعيد في البحر الأحمر وإعادة الحديث عن التفاوض حول الملف النووي الإيراني إلا تأكيد أن طهران هي من تتخذ القرار ، وما الحوثي إلا أداة تَفاوض قذرة تحركه متى أرادت الضغط ومتى أرادت العبث ، وهو ما يجعل خيار السلام والتفاهم والتفاوض مع هذه الجماعة منعدماً البتة
على المستوى الدولي فإن الأوهام التي تروج لها بعض العواصم الغربية عن إمكانية دمج الحوثي في العملية السياسية تتهاوى يوما بعد آخر أمام سلوك الجماعة في الواقع ، وكل المؤشرات تؤكد انها جماعة دموية لا تبحث عن مستقبل مشترك ، وتفضل أن تظل كياناً ميليشياوياً ينطلق من أيديولوجيا تدميرية ترى في مؤسسات الدولة أدوات يجب إخضاعها أو تفجيرها ، وفي الشعب مجرد خادم لها يجب تطويعه بالرعب أو التصفية
من شحنات الأسلحة المضبوطة إلى التصعيد في البحر الأحمر كلها أحداث تؤكد أننا أمام جماعة ليس لديها إلا خيار الحرب والفوضى ، والغريب ان يصر المجتمع الدولى على السير في اتجاهات وطرق ترتكز اغلبها على اتباع سياسة المراضاة مع هذه الجماعة الإرهابية ، ومنحها المزيد من الفرص لممارسة سلوكها الإجرامي بحق الأمن والسلم محلياً واقليمياً ودولياً ، ومن الاصلح والأنسب للعالم اليوم ان يتجه لخيار دعم الحكومة الشرعية لاستكمال التحرير واسقاط الانقلاب بشكل كامل ، وهذا ما سيوفر للعالم الأمن في طرقه وممراته البحرية ، ويضمن وجود دولة تحترم مسؤلياتها القانونية والأخلاقية تجاه العالم والاقليم
دمتم سالمين