موظف إحصاء سابق (نجا) من مجزرة صنعاء: "من لم يمت بالجوع مات في الزحام"

منذ سنة

يعمل في البناء، ويتواجد أحياناً كثيرة في حراج العمال، لانعدام فرص العمل، بعد فقدانه وظيفته الحكومية لذا كان أحد المتجمعين أمام مدرسة معين في باب اليمن بصنعاء، وهو التجمع الذي انتهى بمأساة

 موظف الجهاز المركزي للإحصاء السابق (م

ع) والناجي من المجزرة التي تسببت بها مليشيا الحوثي الأربعاء الماضي 19 أبريل/ نيسان الموافق 28 رمضان، يروي تفاصيل ما عاشه في الحادثة، والذي أودى التدافع فيها إلى قتل وإصابة أكثر من 280 مواطناً، في كارثة هزت الشعب اليمني من أقصاه إلى أقصاه

 التقاه العاصمة أونلاين ثاني أيام العيد في حراج العمال، بعد أن اضطر إلى الذهاب إليه ومغادرة منزله، لإعالة أسرته، مؤكدا أنه كان موظفاً في الجهاز المركزي للإحصاء، ومتهماً المليشيا في هذا السياق نهب المستحقات الخاصة به وبغيره من الموظفين، وقال أولادي إذا لم أعمل لن يجدوا ما يأكلوا بعد سيطرة المليشيا الحوثية على زمام الأمور تغيرت حياتنا رأساً على عقب وإن لم نمت من الجوع نموت من الزحام

 وعن نجاته من المجزرة أكد أنه ذهب للحصول على مساعدة، من أحد التجار في مدرسة معين، مشيراً إلى أن المساعدة لا تتجاوز خمسة آلاف ريال، نتيجة الوضع البائس الذي يعيشه هو وأسرته مضيفاً: نحن بلا رواتب والعمل خفيف والأجور مقابل العمل مجرد استغلال، ولدينا أسر نعولها وعلينا التزامات تجاه أطفالنا

 ويتابع معبراً عن حياته اليومية نقاتل من أجل توفير الماء وحق الكهرباء والإيجار والأكل والشرب والملابس والمرض وغيرها من المتطلبات

 واستطرد المواطن م

ع في حديثه إلى قطع المساعدات عليه وعلى آلاف الأسر، مشيراً إلى إسقاط اسمه من الكشوفات بسبب خلافه مع عاقل الحارة المليشاوي حد تعبيره

 وقال بغضب: بالله عليك كانت المنظمات تتفضل علينا بكيس قمح وكيلو عدس، وفي المقابل لا نستطيع الاستفادة من هذه السلة الغذائية بسبب عدم قدرتنا على توفير الغاز بايش نخبز وبايش نطبخ وإذا توفر القمح على ايش نأكله يشتي طماط وبطاط وزيت وبهارات وغيرها

 وأضاف كنا نستفيد من المنظمات، ولكن الآن قطعت عليّ، بسبب خلاف شخصي مع عاقل الحارة الذي يعدل كيف شاء للمنظمة التي تتفضل علينا بالسلة الغذائية

 وعن الفقر والحرمان التي تعانيها أسرته أشار إلى أنه لا توجد لديه أبسط مقومات الحياة، وأن خروجه للبحث عن الأعمال البسيطة مجبراً من أجل توفير لقمة العيش كما أنه لديه أقارب منهم مرضى وأضاف أولادنا يفرحوا ويعيشوا ولو بالكفاف والحاصل

 ويرى أن التدمير الحوثي الممنهج للاقتصاد اليمني يعد من أسباب المجزرة، لافتاً إلى حالة الغلاء التي تعم الأسواق، وقال كل شيء في الأسواق نار والدخل صفر، إذا وفرت الصبوح ما وفرت الغداء، كما نعاني حتى من عدم وجود الغاز ما نقدر نعمل حتي خبز بسبب الغاز وانعدامه واحتكاره من قبل العقال وصرفه لمن يريدون

 وينهي المواطن م

ع روايته بأن كل من كان موجوداً في المجزرة، سواء من قضى أو نجا، بأن لديه قصة خاصة به عن فقره وعوزه وحاجته، مشيراً إلى أن أبناء صنعاء وغيرها يعانون من الحرب التي تشنها المليشيا، والتي ضيقت على الناس واقتصادهم من خلال الضرائب والجبايات بينما تستمر في نهب الرواتب