موقع بريطاني: الحكومة اليمنية تفقد نفوذها والمجلس الرئاسي يواجه أزمة بنيوية عميقة

منذ 3 ساعات

كشف تقرير لموقع ميدل إيست آي البريطاني عن تراجع متسارع في مكانة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتي تتخذ من عدن مقراً مؤقتاً، في ظل تمدد نفوذ جماعة الحوثي في الشمال وتفاقم الانقسامات داخل القوى المناهضة لهم في الجنوب

وبحسب التقرير، فإن مجلس القيادة الرئاسي، الذي يمثل مظلة سياسية للقوى المناهضة للحوثيين، يواجه أزمة بنيوية عميقة، جعلت من صفة الشرعية التي يحملها مجرد توصيف شكلي لا يعكس واقع السيطرة على الأرض

الدكتور أندرياس كريغ، الباحث في كلية كينغز كوليدج بلندن، اعتبر أن الحكومة اليمنية باتت سلطة على الورق، مشيراً إلى أن الحوثيين يسيطرون على المناطق الأكثر كثافة سكانية في البلاد، ويتعاملون مباشرة مع أطراف إقليمية ودولية في ملفات أمنية وسياسية، بينما تنشغل حكومة عدن بإدارة مناطق محدودة تعاني من هشاشة متزايدة

أزمة اقتصادية وانقسامات داخليةويشير التقرير إلى أن الحكومة اليمنية تعاني من أزمة مالية خانقة منذ هجمات الحوثيين على موانئ تصدير النفط في الجنوب عام 2022، ما أدى إلى توقف الصادرات وتراجع الإيرادات، وانعكس ذلك في تدهور الخدمات العامة وعجز متكرر عن دفع الرواتب

الباحثة إليانورا أرديماني، المتخصصة في الجماعات المسلحة اليمنية، أوضحت أن تراجع الموارد المالية ساهم في تعميق الخلافات داخل مجلس القيادة الرئاسي، خاصة بين المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، الذي يطالب بانفصال الجنوب، وبين باقي المكونات السياسية في المجلس

وأضافت أن هذه الانقسامات حولت تركيز الحكومة من مواجهة الحوثيين إلى صراعات داخلية، ما أضعف قدرتها على التأثير في المشهد الوطني، وجعل التحالف المناهض للحوثيين منشغلاً بمشكلاته الذاتية أكثر من خوض معركة حقيقية في الشمال

الحوثيون يتحولون إلى طرف إقليميفي المقابل، يشير التقرير إلى أن جماعة الحوثي باتت تتعامل مباشرة مع المملكة العربية السعودية بعد انتهاء الحرب بين الطرفين عام 2023، ما عزز موقعها كطرف يمني فاعل في المعادلة الإقليمية، متجاوزة الحكومة المعترف بها دولياً

ويخلص التقرير إلى أن مستقبل الحكومة اليمنية بات مرهوناً بقدرتها على تجاوز الانقسامات الداخلية، وإيجاد مصادر تمويل مستدامة، في وقت تتحول فيه جماعة الحوثي من سلطة أمر واقع إلى لاعب إقليمي يتفاوض مع القوى الكبرى

خلفية المشهدمنذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في أبريل 2022، سعت الحكومة اليمنية إلى استعادة حضورها السياسي والإداري من عدن، لكن الواقع الميداني والسياسي اتجه نحو مزيد من التراجع

فمع تصاعد الخلافات داخل المجلس وتوقف صادرات النفط، تواجه الحكومة أزمة وجود تهدد شرعيتها وفاعليتها، بينما يرسّخ الحوثيون سيطرتهم على الأرض ويتوسعون في علاقاتهم الخارجية