نبيل الصوفي : اسرائيل وايران وبينهما قطر.. خطورة اسقاط الدول
منذ 10 ساعات
نبيل الصوفي العلاقات الدولية قائمة على التوازن وليس على مبادئ عامة مثل السيادة والقانون
من اول التاريخ وحتى مابعد قيام الدولة الوطنية، كان الرادع العام هو اما قيادة قادرة على حماية شعبها ودولتها من صراعات أكبر من قدرتها او امتلاك قدرة ردع اقتصادية وعسكرية وشعبية
سيطر الاتحاد السوفيتي على دول، احتلت امريكا دول
قصفت أي دولة حيثما اقتضت مصالحها واستطاعت قدرتها
ولم يعرف العالم والتاريخ ان دولة حمت نفسها دون اما التوازن او الردع
خلال مطلع القرن الماضي هاجت الثورات الشعبية، وتدخلت دول في أخرى، ثم انقسم العالم معسكرين واضطر الجميع الى ماسميت بالحرب الباردة
مع سقوط المعسكر الشرقي، انتهت حرب افغانستان واعيد تصميم دور الجهاد والجهاديين حتى وصلوا نيويورك فتحول دورهم، ثم اجتاحت امريكا العراق ولجأت كل دول العالم للتوازنات لتحمي نفسها من بطش القوة الغربية، وساهمت الليبرالية والرأسمالية في عقلنة الدور العسكري للقوى العظمى في العالم
غير ان الشرق الاوسط كان له رأي آخر حيث استمرت ازمة الوجود الاسرائيلي ووجودية القضية الفلسطينية في تاريخ البشرية كله
واللتي لايبدو لها حلا تعادليا، ففي كل التاريخ هذه الارض هي محط اختبار ثابت لقوى النفوذ وارادة الصراعات
وحدث تحول طفيف تمثل في عودة السلطة الوطنية الفلسطينية بانتظار اختبار الدهر ان كان عصرنا يستطيع انجاز معالجة مختلفة تتمثل في وجود دولتين على ذات الأرض
لكن الحدث انتهى قبل أن يبدأ حيث تظافرت ضده عوامل عدة تشاركت فيه كل الاطراف، مع تأثير أكبر للدولة الاحدث والاقوى وهي اسرائيل، وبالطبيعي لايمكن انجاز حل الا بتعادل القوى اساسا
وخلافا للتوجه العالمي الذي يتيح للدول فرصا لبناء ذاتا جمعية بقواعد حكم، تقرر بعده هذه الدول أي نهج ستتحمل عبئه؛ اما القوة او السياسة في حماية مصالحها، توافقت اسرائيل وايران الخميني على نهج مختلف
استثمرت اسرائيل في الخلاف العميق بين الوطني والاسلامي داخل المجتمع الفلسطيني وحاصرت كل قياداته فاتحة الطريق لمزيد من الانقسام
وايرانيا، طاشت يد قاسم سليماني في المنطقة تبني اذرعا ارهابية اسقطت بها 4 عواصم عربية، مستثمرة في ذات التوجه الاسرائيلي؛ تمزيق السلطات الوطنية وبناء اذرع خاصة تملك السلاح ولاتتحمل أي مسئولية وطنية تجاه مجتمعها
وبالتأكيد فان قطر خاضت في ذات التوجه المشترك بين اسرائيل وايران، ولكن بمحدودية كبيرة حيث فشل قبل ان يبدأ في السعودية وخسرته في ليبيا وسوريا واليمن، ونجحت بحدود في افغانستان ثم بقت عالقة في التجربة الفلسطينية
ثم جاء الـ7 من اكتوبر ووجدت هذه الاطراف الثلاثة ذات النهج المتشابه نفسها في وجه بعضها، خارج معارك الشعوب والدول والقضايا مهما ادعت وتشدقت
فتبادلت اسرائيل وايران القصف، ثم قصفتا قطر معا في ظرف أشهر قليلة
ومن المؤسف ان هذه الدول قادرة على مراجعة ادوارها تجاه بعضها كدول، فايران واسرائيل عادتا للتفاهم بمجرد 12 يوم من القصف المتبادل، فيما تبقى نتائج نهجها العدواني ضد الشعوب والدول الأخرى دون مراجعة
لقد طحنت غزة وتحملت حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية عبئا ضخما لايزال يتعاظم حتى اليوم
وفي اليمن يستمر الحوثي عبئا ثقيلا على البلاد والعباد، ولاتزال العراق ولبنان في عراك بين الدولة والجماعة