ندوة لعلماء اليمن تحذر من الاستغلال الحوثي للمناسبات الدينية

منذ سنة

نظم برنامج التواصل مع علماء اليمن مساء الثلاثاء 8 ربيع الأول 1444هـ بمقر البرنامج، ندوة علمية بعنوان (أبعاد الاستغلال الحوثي الطائفي للمناسبات الدينية وسبل المواجهة (المولد النبوي أنموذجاً)؛ لرصد مظاهر الاستغلال الحوثي للمناسبات الدينية، ومتاجرته بالشعارات، ومحاولته استغلال العاطفة الدينية لدى الشعب اليمني، وكشف ما يرافق تلك الفعاليات من جرائم ومخاطر وتعديات على النفس والمال وسائر الحقوق، في مخالفة صريحة وفاضحة للتعاليم الإسلامية والمبادئ التي أرساها نبي الهدى عليه الصلاة والسلام، وفي مقدمتها حرمة الدماء والأموال وصونها

وفي الندوة أوضح العلماء أن ما تقوم به الميليشيا الحوثية في فعاليات الاحتفاء بالمولد النبوي هو متاجرة بالشعارات، تسعى من خلالها إلى نهب أموال الناس، والتحشيد العسكري والتعبئة الطائفية

وتحدث عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ محمد الحاشدي في ورقته مظاهر استغلال الحوثي للمناسبات الدينية والتضليل الممارس عن أبرز المظاهر التي تكشف استغلال الحوثي لمناسبة المولد النبوي المختلف في تعيينها بين علماء أهل السنة، وأن ما يقوم به هو تضليل متعمد، تتجلى مظاهره في نهب أموال الناس، وإهدار الأموال العامة للترويج لطائفيته ومحاولة لطمس الهوية اليمنية

وأضاف الحاشدي أن الحوثيون يفتعلون أحداثا ويحولون المناسبات إلى أحداث يستفيدون من ورائها مكاسب مالية وسياسية، فلا يكاد يمر شهر إلا ولهم مناسبة بستغلونها، مستعرضًا نماذج من تلك المظاهر وفي مقدمتها الجبايات الباهضة التي تتضاعف كل سنة

 وأشاد الشيخ الحاشدي بالحملات الإعلامية التي تفضح الحوثي وتكشف خلفيات وسلوكيات وأهداف الحوثي من إقامة المولد النبوي، مؤكد أن تلك الحملات أثمرت عزوفا جماهيريا كبيرًا عن المشاركة في فعاليات الحوثي

 وفي الورقة الثانية بعنوان (الأخطار المترتبة على استمرار استغلال الحوثي الطائفي للمناسبات الدينية)، تحدث عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الشيخ علي العلواني عن أبرز الأخطار الكامنة وراء الفعاليات الحوثية، ومنها فعالية المولد النبوي، وأبرزها استخدامها فخًا للحضور والتحشيد إلى الجبهات، ومحاولة ميليشيا الحوثي خداع بسطاء الشعب والتغرير بهم للقبول بها، ومحاولة إثبات للمجتمع الخارجي أن الحاضرين يمثلون شعبيتها

 وأكد الشيخ العلواني أن من أبرز أخطاء تلك الفعاليات هو توطين هذه الثقافة الوافدة في المجتمع اليمني بهويته العربية والإسلامية ومحاولة ربطه بإيران، مشيراً إلى أن الحوثي لا يدخر جهدًا في نشر هذه الثقافة ترغيبًا وترهيبًا بتهم جاهزة لكل من يرفض المشاركة بفعالياته، لافتًا أن ما يعرضه الحوثي من الجماهير التي تحتشد في المولد هي للتغطية على رفض المجتمع اليمني لأفكاره والقبول به، والتي تجلت في مظاهر كثيرة شاعت وسط المجتمع

 وختمت الندوة بورقة تتناول (واجب العلماء والدعاة في بيان استغلال الحوثي الطائفي للمناسبات الدينية) تحدث فيها عضو برنامج التواصل مع علماء اليمن الدكتور كمال القطوي ، وسلط الضوء على واجبات الأفراد والمؤسسات الدينية في مواجهة هذا التجريف الحوثي، وبناء حصون الوعي التي تتكسر عليها كل الدعوات المنحرفة، ورصد الانحرافات الحوثية وتفنيدها، ومضاعفة الجهود الدعوية الميدانية، والمشاركة الإعلامية، واستثمار الأدوات المتاحة للوصول إلى الناس والاتصال بهم، وأكد القطوي أن دور العلماء في معركة التصدي للحوثي محوري وجوهري، ولديهم متاحات تواصلية سهلة وفرتها منصات التواصل الاجتماعي

وشدد القطوي على أن أهم دور للعلماء يتمحور في نسف الأسس الفكرية التي ينطلق منها الحوثي، كادعاء الحق الإلهي بالحكم والتمييز السلالي العنصري والمالي، وإعادة الاعتبار لمركزية الشورى في المنهج الإسلامي

 وقد تخللت الندوة عدد من المداخلات من العلماء والدعاة والمشاركين، أكدوا فيها أن الحوثي يتاجر بالفعاليات التي يقيمها ويستغلها لتحقيق أهداف فكرية وسياسية ومالية

وأشاد المشاركون في الندوة بدور وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ممثلة بمعالي الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ في دعم أنشطة ومشاريع برنامج التواصل مع علماء اليمن، ومساندة العلماء والدعاة في أداء مهامهم وتوصيل رسالتهم

يذكر أن برنامج التواصل مع علماء اليمن ينظم فعاليات وأنشطة دعوية وفكرية وتوعوية في إطار الجهود التي تبذلها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، في التوعية من خطورة الحوثيين وفكرهم الإرهابي الإيراني، وتعزيز الصمود والاصطفاف الوطني من أجل استعادة كل المناطق اليمنية من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران