هام.. وادي حضرموت على صفيح ساخن والوضع قابل للإنفجار بأقرب وقت

منذ 2 سنوات

  يعيش وادي حضرموت  هذه الأيام  في حالة من التوتر   والترقب وعلى صفيح ساخن من البارود  مهيأ  للإنفجار في أي وقت  على خلفية  الإصرار  الشعبي  المطالب  بتنفيد الشق العسكري من إتفاق الرياض وتفاهماته بشأن ترحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى إلى جبهات  الحرب مع الحوثي  , وتعنت  هذه القوات وقادتها  ورفض  الخضوع للإرادة الشعبية التي عبر عنها المواطنون  في مليونة الخلاص التي أقيمت في مدينة  سيؤن بمناسبة الذكرى التاسعة والخمسين  لثورة الرابع عشر من أكتوبر العام الماضي , وكذالك  للإحتجاجات والمسيرات الليلية  التي تشهدها المدينة  ,  وعدم جدية هذه القوات وقادتها  في محاربة الحوثي والإصرار  على  توجيه  سلاحهم  إلى صدور  من يمكن أن يكونوا عونا  لهم  في حربهم  في تحرير الأرض  من الحوثي ودولته الطائفية  ,  فوادي حضرموت  هذه الأيام ومنذ فترة  يشهد تحركات مريبة  تبعث على القلق والخوف  , معسكرات جديدة تنشأ  بالقرب من التجمعات السكانية دعوات  للتجنيد , لقاءات قبلية  وبيانات  تحذير  وإتهامات , وتشاهد من وقت لآخر شبابا مسلحين يتجولون في المدينة كما تشاهد أيضا وجوها غريبة  ليست من قاطنيها , وجاءت  حادثة مقتل  شاب من منتسبي الداخلية  يقال بأنه من أبناء لحج بعبوة ناسفة في ظروف غامضة يوم الأحد الماضي الثامن من يناير  2023 م  ليزيد الوضع تأزما وتوترا  فقد   عملت بعض القوى على استغلال هذه الحادثة  وتوظيفها سياسيا لمشروعها  الذي لايحظى  بدعم  واضح من قبل أبناء حضرموت  ,فقد أتهم  دعاة دولة حضرموت   والمدافعون على بقاء المنطقة العسكرية الأولى  بأن المطالبين برحيل قوات المنطقة العسكرية الأولى  وتقصد بها  الإنتقالي هو من يقفون  وراء هذا العمل الإرهابي الذي  يستهدف  المعسكر الجديد  الذي أنشأ  في منطقة جثمة  التابع للمنطقة العسكرية الأولى  ,بل ذهب البعض إلى الإتهام  بأنه كان يستهدف  موكب رئيس المؤتمر الجامع  الذي صادف  الإنفجار وجوده  في مدينة سيؤن  , لكن  المشاهد والملموس  أن الإنتقالي على الرغم من تعرض قواته  ورموزه  للأعمال الإرهابية  التي تكاد  تكون يومية  في أبين وشبوة وحضرموت  لم نلحظ عنه يوما منذ قيامه  أية أعمال إنتقامية  أو أن يتخذ من الإرهاب وسيلة  لتحقيق  أهدافه ,  وفي المقابل  يتهم المطالبون  برحيل  المنطقة العسكرية  الأولى  وإحلال قوات النخبة الحضرمية مكانها وهم الأكثرية  بأن الإنفجار  كان يستهدف  إغتيال ضابط  تابع لقوات النخبة الحضرمية  وخلق  حالة من الفوضى والفتنة  داخل الوادي , وهناك من يبرأ الشاب من تهمة  الإرهاب وإنه ضحية صادف مروره  الإنفجار ,  هذه كلها تأويلات  وتفسيرات لمواقع التواصل الإجتماعي وبعض المواقع الإعلامية  التي تتبع جهات  حزبية وسياسية   ,  لكن الجهات الأمنية  لم يصدر أي تعليق عنها  وملتزمة  الصمت على الرغم من مرور أكثر من أسبوع على هذه الحادثة  ,لا نعرف هل القضية تدخل في إطار التحقيقات السرية  أو أنها ستسجل كغيرها من القضايا ضد مجهول  , فالحادثة  والتأويلات  والتوظيف السياسي الرخيص اللإنساني لها تعبر عن مدى حالة الإحتقان والتوتر الذي  وصلت إليه الأوضاع في وادي حضرموت  التي تنذر  بالإنفجار والمواجهة  وتحول الوادي  إلى ساحة مواجهة فعلية  ليست مكانها  الحقيقي ,بل موقعها الطبيعي أن توجه ضد الحوثي الذي يجب أن  تحشد كل الجهود والطاقات والقدرات  لهزيمته وإستعادة  الشرعية المختطفة  وإفشال مشروع دولته ,الحوثي الذي يرفض  دعوات السلام الأقليمية والدولية ويريد  سلامابشروطه الخاصة  ,مستغلا  حالة الإنبطاح  وعدم الجدية  في محاربته التي تبديها الشرعية  ومجلسها الرئاسي  الذي كنا نتوقع  منذ  تشكيله  أن يكون مجلس حرب  ,لكن للأسف  لم يختلف عن شرعية  عبد ربه ونائبه ,وكذالك مستغلا حالة  الإحباط والخذلان  والهزيمة  والإنهاك التي يشعر بها التحالف  بعد حرب ثمان سنوات من دون تحقيق الهدف المنشود  وهو إسقاط الإنقلاب  وإعادة الشرعية  الى صنعاء ,المجلس الرئاسي والتحالف  هما القادران لوحديهما نزع فتيل المواجهة  بإصدار الأوامر  والتوجيهات  وممارسة الضغوطات الجدية  لحمل  المنطقة العسكرية  الأولى على الرحيل والتوجه  إلى جبهات الحرب مع الحوثي إذا أرادا  ذالك  , فالسلام المنشود يجب أن يأتي  من مركز القوة والمواجهة وليس من الإستجداء والإنتظار ما سيأتي به المجتمع الدولي ودول الرباعية  الدولية

المحرر السياسي      

====================================