هزاع البيل : الحوثي الإيراني.. يخاف من الحقيقة
منذ 6 ساعات
هزاع البيل حين تخوض ميليشيا الحوثي الإرهابية معركتها ضد الكلمة، فإنها تعلن بكل وقاحة أن الحقيقة عدو يجب إسقاطه، فمنذ انقلابها على الشرعية اليمنية، لم تكتفِ المليشيا بتهديد الأمن والاستقرار، بل ذهبت أبعد من ذلك وهو نحو استهداف الوعي، وتجريف العقول، وتكميم الأفواه، فالصحفي في مناطق سيطرة الحوثي ليس ناقلاً للحدث، بل هدف مشروع في نظر الميليشيا التي حولت الكاميرا إلى سلاح، والكلمة إلى خصم يجب تصفيته، حيث أغلقت مكاتب الإعلام وصادرت المعدات وقطعت الرواتب، فيما يساق الصحفيون إلى السجون، لا لشيء إلا لأنهم حاولوا أن يخبروا العالم بالحقيقة
الجرائم التي ترتكبها هذه المليشيا بحق الإعلاميين لم تعد مجرد انتهاكات فردية، بل سياسة ممنهجة ومدروسة تهدف إلى صناعة بيئة إعلامية خانعة، لا وظيفة لها سوى ترديد الشعارات الطائفية، وتبرير الانتهاكات، وتلميع صورة المشروع الإيراني في اليمن
تختنق الكلمة في سجون الحوثي وتجلد الحروف، فهناك حيث يعذب الصحفيون نفسياً وجسدياً، ويجبرون على الإدلاء باعترافات مفبركة، أو التوقيع على أوراق تتنافى مع كل قيم الشرف المهني، وهناك أيضاً تمنع الزيارات، وتحجب المحاكمات، ويمارس الابتزاز بكل أشكاله
في المشهد الإعلامي الحوثي لا مكان للحياد ولا مساحة للصدق، بل فقط خطاب رسمي واحد لا يسمح بالخروج عنه إما أن تكون صوتاً للمليشيا أو لا تكون، لكن وعلى الرغم من القمع، لا تزال هناك أقلام تقاوم، وعدسات تتسلل من بين الركام، وأصوات ترفض الصمت
اليمن اليوم لا يحتاج فقط إلى دعم سياسي أو عسكري، بل إلى حماية صوته، وإلى صحافة حرة، وإلى دعم كل من اختار الكلمة طريقاً للمقاومة، فالكلمة الحرة مهما طاردتها الميليشيا أقوى من كل سلاح