هزاع البيل : الحوثي في كربلاء.. الولاء لطهران لا لليمن 

منذ 3 ساعات

هزاع البيل في مشهد لا يحمل من اليمن شيئاً، ظهر وفد الحوثيين في كربلاء، مشاركاً في طقوس دينية مذهبية لا تمت إلى هوية اليمنيين وثقافتهم، لم تكن زيارة دينية بقدر ما كانت إعلاناً صريحاً بالولاء للمشروع الإيراني، وتأكيدًا على انخراط هذه المليشيا في أجندة طائفية تتجاوز حدود اليمن

منذ انقلابهم على الشرعية، سعت ميليشيا الحوثي إلى تغيير بنية المجتمع اليمني دينياً وثقافياً، وفرضت أفكار وعقائد دخيلة مستوردة من قم وطهران، عبر التعليم والإعلام والمناهج والمؤسسات الدينية، ومشهد كربلاء الأخير ليس إلا امتداداً لهذا المخطط الطويل

مشاركة الوفد الحوثي في مراسم اللطم والولائم الطائفية لم تكن مجرد ممارسة دينية، بل رسالة سياسية واضحة تؤكد أن الحوثيين أصبحوا مجرد أداة بيد النظام الإيراني، يُستخدمون لتوسيع نفوذه في المنطقة وتفخيخ المجتمعات العربية من الداخل

اليمن بتاريخ حضارته الممتد وثقافته المعتدلة واعتداله الديني، لا يعرف هذه الطقوس ولا يقبل بها، ولم يكن الشعب اليمني في يوم من الأيام شعباً طائفياً أو مؤمناً بولاية الفقيه، ما حدث في كربلاء هو محاولة حوثية يائسة لطمس الهوية اليمنية العربية، واستبدالها بهوية مذهبية إيرانية

الرد الشعبي في الداخل اليمني، يؤكد بأن الحوثي لا يمثل اليمنيين، ولا يعبر عنهم، بل يعمل ضمن مشروع خارجي يتصادم مع عروبة اليمن وتاريخه وعقيدته السمحة، وما جرى في كربلاء يطرح تساؤلات كبيرة حول طبيعة هذه الميليشيا، ومدى علاقتها بالإسلام المعتدل الذي يعرفه اليمن، ويكشف زيف ادعاءاتها بالوطنية أو تمثيل الشعب اليمني

اليوم، لا يمكن اعتبار الحوثي سوى ذراع إيراني يعمل على تنفيذ الأجندة الطائفية في المنطقة، ومشاركته في مناسبات كهذه دليل جديد على حالة الارتهان السياسي والديني الكاملة التي تعيشها هذه الميليشيا