هزاع البيل : الحوثي وابتزاز الفتيات.. جريمة تمزق نسيج اليمن

منذ 2 ساعات

هزاع البيل لم يعد خافياً على أحد ما ترتكبه ميليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن من انتهاكات جسيمة بحق النساء، في سلوك دخيل على المجتمع اليمني المحافظ، الذي طالما أحاط المرأة بسياج من الكرامة والعرف القبلي والديني، ومع ذلك اختارت الميليشيا أن تتجاوز كل الخطوط الحمراء، لتجعل من كرامة اليمنيات وسيلة للابتزاز، وسلاحاً لإخضاع الأسر والمجتمع، وتتضح ملامح الجريمة المنظمة في تقارير حقوقية وأمنية متطابقة ، تتورط فيها قيادات حوثية بشكل مباشر، تمارس أو تغطي عمليات اختطاف فتيات تم احتجازهن في أماكن سرية، ومن ثم ابتزازهن بصور ومقاطع تنتزع تحت التهديد

ليست المرأة في المجتمع اليمني مجرد فرد، بل رمز شرف تقاتل لأجله قبائل بكاملها، ومع ذلك تعامل الحوثي مع هذا الرمز الوطني بمنطق المليشيا التي لا تقيم وزناً للإنسان ولا لكرامته، فحوّل شرف النساء إلى ورقة مساومة، وأداتها فبركة التهم والاعتقال والضغط النفسي

ولم تتوقف المأساة عند حد الابتزاز، بل تطورت إلى ما هو أبشع، حين سجلت حالات انتحار لفتيات لم يحتملن الضغط والانتهاك في الحديدة، ووثّق ناشطون جرائم هزّت ضمير المجتمع اليمني، وأكدوا أن هذه الحوادث ليست استثناء، بل جزء من سياسة ممنهجة

أما الأخطر فهو التستر العلني من قبل قيادات حوثية، تمنع محاسبة المتورطين وتُفشل أي محاولة لفضح المبتزين، وبذلك لا يمكن وصف ما يجري إلا بأنه سلوك عصابات تتخذ من الدولة غطاء ومن النساء ضحايا

المطلوب اليوم هو تحرك واسع، يتجاوز الإدانة ويصل إلى توثيق الانتهاكات وملاحقة مرتكبيها في المحاكم الدولية، كما أن على منظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام أن تكشف المستور، وتمنح صوتاً للضحايا اللواتي لا يستطعن البوح بما جرى لهن

ختاماً، فإن صمت المجتمع أمام هذه الجريمة المركبة، هو شراكة غير مباشرة في إذلال اليمنيات، وعلى الجميع أن يدرك أن كرامة المرأة اليمنية ليست قابلة للمساومة، وأن ميليشيا الحوثي لن تتوقف عن انتهاكاتها إلا حين تجد أمامها مجتمعا لا يخاف المواجهة، وقضاء لا يتردد في المحاسبة