هزاع البيل : تطييف التعليم.. أخطر أدوات الحوثي لتمزيق اليمن من الداخل

منذ 4 ساعات

هزاع البيل لم يعد التعليم في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي مجرد قطاع خدمي، بل تحول إلى سلاح خطير يستخدم لفرض أيديولوجيا طائفية تهدد النسيج الوطني اليمني من جذوره

 عملت المليشيا على تطييف التعليم وتحريف رسالته التربوية، ليغدو أداة لبناء جيل تابع فكريًا لا يمتلك القدرة على التفكير أو الانتماء للوطن، حيث حرّفت المناهج الدراسية واستبدلت المواد الوطنية بملازم طائفية تقدس زعيمها وتمجد مشروعها السياسي، في تغييب كامل للتاريخ اليمني ورموزه الجامعة

 أما المعلمون، فإما أن يخضعوا لهذه الأجندة أو يفصلوا من أعمالهم بعد أن حرموا من رواتبهم لسنوات، في سياسة ترهيب وتطويع مدروسة

 من هنا، تحوّلت المدارس في مناطق سيطرة الحوثي من مؤسسات للتعليم والتنشئة إلى منصات لتلقين الكراهية، وإعادة إنتاج الفكر الطائفي المتشدد، فأصبح الطفل في بيئة تعليمية مغلقة يطلب منه ترديد الصرخة بدلًا من النشيد الوطني ويلقن شعارات المليشيا بدلًا من دروس تنفعه

 لم تعد المدارس تخرّج طلابًا يحملون أحلام المستقبل، بل أتباعًا مؤدلجين يعدّون نفسيًا ليكونوا جزءًا من ماكينة الحرب الحوثية، وحتى الأنشطة المدرسية تم تحويلها إلى فعاليات طائفية تعبّر عن ولاء المليشيا، وتستهدف تغييب الوعي الجمعي وتفكيك روح المواطنة

 ولم تتوقف هذه الانتهاكات عند التلقين فقط، بل تم استغلال المناسبات الدينية والسياسية لتحويل المدارس إلى مراكز تجنيد واستقطاب، خاصة خلال المعسكرات الصيفية، حيث ينقل الأطفال إلى بيئات مغلقة يعاد فيها تشكيل وعيهم بالكامل

 إن ما تفعله المليشيا الحوثية بالتعليم ليس مجرد انحراف في السياسات التعليمية، بل هو جريمة ممنهجة تهدف إلى تفخيخ العقول، وخلق أجيال لا تعرف غير الطاعة، ولا تؤمن إلا بمشروع المليشيا على حساب الهوية الوطنية اليمنية