هزاع البيل : سبتمبر وأكتوبر...ثورتان ووطن واحد
منذ 6 ساعات
في الرابع عشر من أكتوبر 1963م، لم يكن ما حدث في جبال ردفان حدثاً عابراً، بل كان إعلاناً صريحاً من الشعب اليمني بأنه لن يقبل أن يعيش تحت وطأة الاستعمار، ففي ذلك اليوم انطلقت أول رصاصة في معركة التحرر من الاستعمار البريطاني، وكانت أكثر من مجرد رصاصة، بل بداية زلزال سياسي واجتماعي غيّر وجه المنطقة
ستة عقود مرت على تلك اللحظة المفصلية، ولا تزال الثورة الأكتوبرية تحتفظ ببريقها ورمزيتها، لا بوصفها انتصاراً عسكرياً فحسب، بل لأنها تجسيد حي لإرادة شعب قرر أن يعيش حراً، وأن ينتزع استقلاله بيده، لا أن ينتظره من حسابات الخارج أو طاولات التفاوض
قاد راجح لبوزة ورفاقه شرارة الثورة من ردفان، وسرعان ما امتدت النار المباركة إلى عدن ولحج والضالع وباقي المحافظات، ومن خلف البنادق، كانت هناك روح وطنية تسري، وعقيدة واحدة ثابتة وهي لن يكون هناك استقلال مجاني ولا حرية بلا ثمن
ولأن التاريخ لا يصنعه المترددون، فقد دفع اليمنيون ثمناً باهظاً من دمائهم وبيوتهم وحياتهم، حتى تحقق الاستقلال الكامل في 30 نوفمبر 1967م، ليسجل اليمن شمالًا وجنوبًا واحدة من أعظم الملاحم الوطنية في مواجهة الاستعمار والإمامة معًا
وكما كانت ثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن هي بوابة الخلاص من الحكم الكهنوتي، كانت 14 أكتوبر في جنوبه هي كسر القيد الاستعماري
توأمتان من رحم الوجع والتحدي، التقَتا في الهدف وتكاملتا في التضحية، لتؤسسا معًا اليمن الجمهوري
ورغم كل ما مرّ به اليمن لاحقاً من تعثرات، فإن ذكرى أكتوبر تبقى حاضرة كمنارة تهدي الطريق، لا سيما اليوم ونحن نخوض جولة أخرى من معركة الكرامة، ضد الميليشيا الحوثية الإيرانية امتداد الإمامة، التي سقطت في سبتمبر، ووجهٌ جديد من الاحتلال المموّل خارجياً
إن استلهام روح أكتوبر لم يعد خياراً عاطفياً، بل ضرورة وطنية، في زمن تتكالب فيه المشاريع الصغيرة على جسد اليمن الكبير، والرسالة التي أطلقها الجيل الأكتوبري لا تزال صالحة إلى اليوم الأوطان تُحرر من الداخل، والإرادة الحرة لا تُهزم، وفي ذكرى الثورة الـ62، لا نحتفل بماضٍ بعيد، بل نُجدد عهداً قطعه رجال وأحرار اليمن من جنوبه إلى شماله لن نستعمر مرتين ولن نُحكم من الخارج
في الرابع عشر من أكتوبر 1963م، لم يكن ما حدث في جبال ردفان حدثاً عابراً، بل كان إعلاناً صريحاً من الشعب اليمني بأنه لن يقبل أن يعيش تحت وطأة الاستعمار، ففي ذلك اليوم انطلقت أول رصاصة في معركة التحرر من الاستعمار البريطاني، وكانت أكثر من مجرد رصاصة، بل بداية زلزال سياسي واجتماعي غيّر وجه المنطقة
ستة عقود مرت على تلك اللحظة المفصلية، ولا تزال الثورة الأكتوبرية تحتفظ ببريقها ورمزيتها، لا بوصفها انتصاراً عسكرياً فحسب، بل لأنها تجسيد حي لإرادة شعب قرر أن يعيش حراً، وأن ينتزع استقلاله بيده، لا أن ينتظره من حسابات الخارج أو طاولات التفاوض
قاد راجح لبوزة ورفاقه شرارة الثورة من ردفان، وسرعان ما امتدت النار المباركة إلى عدن ولحج والضالع وباقي المحافظات، ومن خلف البنادق، كانت هناك روح وطنية تسري، وعقيدة واحدة ثابتة وهي لن يكون هناك استقلال مجاني ولا حرية بلا ثمن
ولأن التاريخ لا يصنعه المترددون، فقد دفع اليمنيون ثمناً باهظاً من دمائهم وبيوتهم وحياتهم، حتى تحقق الاستقلال الكامل في 30 نوفمبر 1967م، ليسجل اليمن شمالًا وجنوبًا واحدة من أعظم الملاحم الوطنية في مواجهة الاستعمار والإمامة معًا
وكما كانت ثورة 26 سبتمبر في شمال الوطن هي بوابة الخلاص من الحكم الكهنوتي، كانت 14 أكتوبر في جنوبه هي كسر القيد الاستعماري
توأمتان من رحم الوجع والتحدي، التقَتا في الهدف وتكاملتا في التضحية، لتؤسسا معًا اليمن الجمهوري
ورغم كل ما مرّ به اليمن لاحقاً من تعثرات، فإن ذكرى أكتوبر تبقى حاضرة كمنارة تهدي الطريق، لا سيما اليوم ونحن نخوض جولة أخرى من معركة الكرامة، ضد الميليشيا الحوثية الإيرانية امتداد الإمامة، التي سقطت في سبتمبر، ووجهٌ جديد من الاحتلال المموّل خارجياً
إن استلهام روح أكتوبر لم يعد خياراً عاطفياً، بل ضرورة وطنية، في زمن تتكالب فيه المشاريع الصغيرة على جسد اليمن الكبير، والرسالة التي أطلقها الجيل الأكتوبري لا تزال صالحة إلى اليوم الأوطان تُحرر من الداخل، والإرادة الحرة لا تُهزم، وفي ذكرى الثورة الـ62، لا نحتفل بماضٍ بعيد، بل نُجدد عهداً قطعه رجال وأحرار اليمن من جنوبه إلى شماله لن نستعمر مرتين ولن نُحكم من الخارج