هزاع البيل : صنعاء.. تحت وصاية طهران والضاحية

منذ 3 أيام

هزاع البيل تتكشف يوماً بعد آخر معطيات جديدة حول طبيعة الدور الذي يلعبه الحوثيون داخل اليمن، ومع كل معلومة تتضح صورة أبعد ما تكون عن مشروع وطني أو حركة محلية، حيث أشارت تقارير دولية وإقليمية متطابقة إلى أن الميليشيا باتت جزءاً من منظومة نفوذ عابرة للحدود، تتشابك خيوطها بين طهران وبيروت وصنعاء، في شبكة واحدة تتقاسم التمويل والتدريب والأهداف

فالمحللون الذين تابعوا تطور القدرات العسكرية للحوثيين، يؤكدون أن ما أظهرته الميليشيا خلال السنوات الأخيرة لا يمكن تفسيره بموارد محلية محدودة، بل يبدو انعكاساً مباشراً لدعم منظم وتخطيط عالي الاحترافية

أساليب القتال، تكتيكات الهجمات، نوعية الأسلحة، وتصاعد القدرات الجوية والصاروخية… كلها مؤشرات تدعم الفرضية ذاتها، فالنموذج الحوثي مستنسخ من تجارب ميليشياوية إقليمية معروفة

الأخطر من ذلك أن الحديث لم يعد يقتصر على دعم عابر، بل على نفوذ مؤثر في القرار السياسي والعسكري داخل الحوثي، وأشارت أيضاً تقارير لخبراء أمميين وأمنيين إلى أن مسار العمليات الحوثية يرتبط في كثير من الأحيان بتوازنات إقليمية لا علاقة لها بالداخل اليمني، مما يضع علامات استفهام حول مدى قدرة اليمن على استعادة سيادته ما دامت قرارات أحد أطراف الصراع تُصاغ خارج حدوده

كما تحذّر مراكز بحث دولية من أن هذا النفوذ الخارجي لا يهدد اليمن وحده، بل يمتد تأثيره إلى المنطقة كافة، إضافة إلى الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، حيث تحوّل النشاط الحوثي إلى عنصر ضغط يؤرق العواصم الإقليمية والدولية

على الجانب الإنساني، لا تختلف الصورة كثيراً، فامتداد الحرب وتصاعد الهجمات وتواصل الانتهاكات، جميعها ترتبط باستمرار الدعم الخارجي الذي يمدّ الميليشيا بأسباب القوة، بينما يدفع المواطن اليمني الثمن الأكبر

لذلك تبدو دعوات المجتمع الدولي للتحقيق في مصادر دعم الحوثيين خطوة لا يمكن تأجيلها، ليس فقط لوقف تدفق السلاح، بل أيضاً لكسر الحلقة التي تجعل اليمن ساحة لصراع الآخرين بدل أن يكون دولة تستعيد قرارها وسيادتها

في النهاية، تبقى الحقيقة الأكثر وضوحاً أنّ اليمن لن يستقر ما دام سلاحه وقراره مرتهنين لمشاريع خارجية، وأن أي حديث عن سلام شامل يبدأ أولاً بتحرير القرار الوطني من قبضة النفوذ الإقليمي