هزاع البيل : عصابة الموانئ
منذ 2 ساعات
في ديسمبر 2018، أطلّ اتفاق ستوكهولم كنافذة أمل في جدار الحرب اليمنية المظلم، حين اتفقت الحكومة الشرعية والميليشيا الحوثية برعاية الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار في الحديدة وتحييد موانئها عن أي استخدام عسكري، لتكون بوابة إنسانية لإغاثة الملايين
غير أن الواقع سرعان ما انقلب على روح الاتفاق، بعدما حوّلت الميليشيا الميناء إلى ثكنة مغلقة وممر لتهريب السلاح الإيراني واستقبال الخبراء الأجانب، في تحدٍ سافرٍ للالتزامات الدولية، ونسفٍ كاملٍ لجوهر الاتفاق الذي وُقّع باسم السلام فحوّله الحوثيون إلى غطاءٍ لاستمرار الحرب
وكعادتها في نقض العهود والالتفاف على الالتزامات، تعاملت ميليشيا الحوثي مع اتفاق ستوكهولم بوصفه فرصة لإعادة ترتيب أوراقها، فبدلًا من الانسحاب الحقيقي من موانئ الحديدة، نفذت انسحابًا شكليًا ومسرحية هزلية أمام لجان الأمم المتحدة، سلّمت خلالها الموانئ لعناصر تابعة لها بزيّ مدني، في محاولة لتجميل صورة السيطرة وإيهام العالم بامتثالها للاتفاق
لم يتغيّر شيء على أرض الواقع منذ ذلك الوقت، حيث بقيت الأرصفة والمخازن تحت سيطرة مشرفين حوثيين حتى اليوم، تُدار وفق أجندة عسكرية خالصة لخدمة مسارات تهريب الأسلحة الإيرانية والطائرات المسيّرة وقطع الصواريخ، فيما جرى استخدام بعض منشآت الميناء كمستودعات لتخزين السلاح ومراكز تدريب للخبراء الأجانب
ولم تكتفِ الميليشيا بذلك، بل فرضت قيودًا صارمة على حركة السفن التجارية والإغاثية وجعلت من الميناء أداة ابتزاز سياسي واقتصادي تستطيع من خلاله التحكم في دخول المساعدات وتوزيعها بما يخدم مجهودها الحربي وتمنع وصول الإمدادات إلى المناطق الخارجة عن سيطرتها، ضاربة عرض الحائط بكل الالتزامات الإنسانية
في الوقت الذي تُعاني فيه مؤسسات الدولة من الشلل، وموظفو القطاع العام من انقطاع رواتبهم منذ سنوات، تواصل الميليشيا الحوثية جباية مئات المليارات من الريالات من رسوم الميناء والضرائب والجمارك،لكن هذه الإيرادات لا تذهب إلى خزينة الدولة بل تُحوّل لتمويل حملاتها العسكرية وعمليات تجنيد الأطفال وصناعة مزيد من الألغام والصواريخ
ما تمر به الحديدة اليوم من أزمات إنسانية يعكس طبيعة الميليشيا التي لا تؤمن بالسلام ولا تلتزم بالاتفاقات، تسعى لاستغلال منافذ اليمن وإفراغها من مضمونها لخدمة مشروعها التخريبي، إنها ليست سلطة أمر واقع بل عصابة موانئ تمارس القرصنة تحت غطاء إنساني وتستخدم قوت الشعب وقودًا لحربها العبثية
في ديسمبر 2018، أطلّ اتفاق ستوكهولم كنافذة أمل في جدار الحرب اليمنية المظلم، حين اتفقت الحكومة الشرعية والميليشيا الحوثية برعاية الأمم المتحدة على وقف إطلاق النار في الحديدة وتحييد موانئها عن أي استخدام عسكري، لتكون بوابة إنسانية لإغاثة الملايين
غير أن الواقع سرعان ما انقلب على روح الاتفاق، بعدما حوّلت الميليشيا الميناء إلى ثكنة مغلقة وممر لتهريب السلاح الإيراني واستقبال الخبراء الأجانب، في تحدٍ سافرٍ للالتزامات الدولية، ونسفٍ كاملٍ لجوهر الاتفاق الذي وُقّع باسم السلام فحوّله الحوثيون إلى غطاءٍ لاستمرار الحرب
وكعادتها في نقض العهود والالتفاف على الالتزامات، تعاملت ميليشيا الحوثي مع اتفاق ستوكهولم بوصفه فرصة لإعادة ترتيب أوراقها، فبدلًا من الانسحاب الحقيقي من موانئ الحديدة، نفذت انسحابًا شكليًا ومسرحية هزلية أمام لجان الأمم المتحدة، سلّمت خلالها الموانئ لعناصر تابعة لها بزيّ مدني، في محاولة لتجميل صورة السيطرة وإيهام العالم بامتثالها للاتفاق
لم يتغيّر شيء على أرض الواقع منذ ذلك الوقت، حيث بقيت الأرصفة والمخازن تحت سيطرة مشرفين حوثيين حتى اليوم، تُدار وفق أجندة عسكرية خالصة لخدمة مسارات تهريب الأسلحة الإيرانية والطائرات المسيّرة وقطع الصواريخ، فيما جرى استخدام بعض منشآت الميناء كمستودعات لتخزين السلاح ومراكز تدريب للخبراء الأجانب
ولم تكتفِ الميليشيا بذلك، بل فرضت قيودًا صارمة على حركة السفن التجارية والإغاثية وجعلت من الميناء أداة ابتزاز سياسي واقتصادي تستطيع من خلاله التحكم في دخول المساعدات وتوزيعها بما يخدم مجهودها الحربي وتمنع وصول الإمدادات إلى المناطق الخارجة عن سيطرتها، ضاربة عرض الحائط بكل الالتزامات الإنسانية
في الوقت الذي تُعاني فيه مؤسسات الدولة من الشلل، وموظفو القطاع العام من انقطاع رواتبهم منذ سنوات، تواصل الميليشيا الحوثية جباية مئات المليارات من الريالات من رسوم الميناء والضرائب والجمارك،لكن هذه الإيرادات لا تذهب إلى خزينة الدولة بل تُحوّل لتمويل حملاتها العسكرية وعمليات تجنيد الأطفال وصناعة مزيد من الألغام والصواريخ
ما تمر به الحديدة اليوم من أزمات إنسانية يعكس طبيعة الميليشيا التي لا تؤمن بالسلام ولا تلتزم بالاتفاقات، تسعى لاستغلال منافذ اليمن وإفراغها من مضمونها لخدمة مشروعها التخريبي، إنها ليست سلطة أمر واقع بل عصابة موانئ تمارس القرصنة تحت غطاء إنساني وتستخدم قوت الشعب وقودًا لحربها العبثية