هزاع البيل : 21 سبتمبر.. نكبة لن ينساها اليمنيون
منذ 5 ساعات
هزاع البيل انتشرت الجريمة والفوضى في مختلف المحافظات المحتلة، وانهار الاقتصاد الوطني، شُلّت مؤسسات الدولة وقطاعاتها الحيوية حتى تغيرت معالم الجمهورية، كل هذا بعد أن اجتاحت ميليشيا الحوثي العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر 2014م وسيطرت بقوة السلاح، لتبدأ مرحلة مظلمة في تاريخ اليمن الحديث
في كل سنة، تكرر ذكرى نكبة 21 سبتمبر لتذكّر اليمنيين بالانقلاب الذي مهّد الطريق لكل الكوارث التي نعيشها اليوم، والذي يشبه في قسوته ودمويته أشد حكم عاداه اليمنيون في ستينيات القرن الماضي، حكم الإمامة
يكرر الحوثي نمط الإمامة القديم الذي تميّز بالقمع والحكم بالقوة وعدم المساواة الاجتماعية وعزل المجتمع عن محيطه العربي بهدف تعزيز مصالح قياداته على حساب المواطنين والدولة، ليعيش ملايين اليمنيين ضمن منظومة استعباد تحوّل الموارد العامة إلى ثرواتٍ خاصة، منظومة يقابل فيها جوع وفقر الشعب برفاهية وثراء القيادات الحوثية دون أي عدل
يمثّل النموذج الحوثي للدولة خطورة بالغة، حيث تؤثر الممارسات الحوثية على كل جانب من جوانب الحياة اليومية للمواطن اليمني الذي حُرم أبسط حقوقه، مثل الحصول على الرواتب أو الخدمات الصحية والتعليمية وغياب فرص العمل، وانهيار الاقتصاد المحلي وارتفاع الأسعار، ما يجعل توفير حياة كريمة لعائلته أمرًا شبه مستحيل
ويمتد هذا الخطر ليشمل المستوى الخارجي، حيث يمنع النموذج الحوثي اليمن عن لعب دورها الطبيعي والفاعل في محيطها العربي والدولي، فالفوضى التي فرضتها الميليشيا تعيق أي مساعي لتعزيز التعاون الإقليمي أو الانخراط في المبادرات التنموية والدبلوماسية، وتترك اليمن عرضة للتدخلات الخارجية، سواء من قوى إقليمية تسعى لاستغلال الفراغ الأمني والسياسي، أو من أطراف دولية تتخذ من الأزمة ذريعة لتعزيز مصالحها
ومع كل هذه التحديات، يظهر الجانب المشرق في صمود الشعب اليمني، فاليمنيون بكل أطيافهم يواصلون المقاومة اليومية تعزيز وعي الشباب بأهمية التمسك بالثوابت الوطنية والجمهورية، وهي رسالة واضحة بأن الشعب لن يسمح بإعادة إنتاج حكم الظلام الذي ظل اليمن يعانيه لقرون
إن إصرار اليمنيين على المقاومة يؤكد أن السبيل الوحيد لإسقاط هذا النموذج المميت هو التمسك بالقيم الوطنية وإعادة بناء الدولة المدنية وإرساء مبادئ الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فاليمن بحاجة إلى استعادة مؤسساته ممن سلبها وضمان الحقوق الأساسية للمواطنين وإرساء نظام يضمن المشاركة السياسية والمساواة بين الجميع بعيدًا عن الطائفية والقمع
إن حكم الحوثي المكرر للإمامة يهدد حاضر اليمن ومستقبله، لكن إرادة الشعب هي الأمل الحقيقي والصمود والمقاومة هما الضمانة الوحيدة لرفض الظلام وإعادة اليمن إلى الطريق الطبيعي نحو الحرية والاستقرار والتنمية