هل انتهى تهديد الحوثيين للملاحة في البحر الأحمر... أم أنها مجرد استراحة محارب؟

منذ 4 ساعات

في ظل التطورات المتسارعة في البحر الأحمر، والتوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، تزايدت التساؤلات حول مستقبل التهديد الحوثي لممرات الشحن الدولية، خصوصًا بعد الضربات العسكرية الأمريكية والإسرائيلية التي استهدفت مواقع استراتيجية للحوثيين داخل اليمن

تقرير تحليلي نشرته مجلة The Maritime Executive الأمريكية، المتخصصة في الشؤون البحرية، أشار إلى أن وتيرة العمليات العدائية للحوثيين شهدت تراجعًا ملحوظًا خلال الأسابيع الماضية، رغم استمرار التصريحات النارية من قادتهم

ورغم تهديدات أطلقها قادة الجماعة عقب التصعيد الأمريكي الإيراني، إلا أن التحركات الميدانية توحي بتراجع محسوب في الهجمات على السفن، ما فسره التقرير بأنه نتيجة مباشرة لفقدان الحوثيين قدرات عسكرية رئيسية إثر ضربات استهدفت مصانع ومخازن أسلحة وطائرات مسيرة داخل اليمن

التقرير لفت إلى أن الحوثيين يعتمدون بشكل كبير على الدعم الإيراني لتجديد ترسانتهم، وهو دعم تراجع في ظل الضغوط التي تواجهها طهران حاليًا، وتوقف خطوط الإمداد نتيجة الضربات الإسرائيلية

وعلى الصعيد الداخلي، يواجه الحوثيون ضغوطًا سياسية واقتصادية متزايدة بعد تضرر الموانئ التي يسيطرون عليها، وفقدانهم مصادر رئيسية للعائدات الجمركية، وسط تذمر داخلي في صفوف الجماعة وتصاعد خلافات القيادات حول إدارة الأزمة

لكن، رغم هذا الضعف، لم تُترجم الضغوط إلى مكاسب حاسمة للخصوم

إذ أشار التقرير إلى أن الفصائل المناوئة للحوثيين، بما في ذلك القوات الحكومية والمجلس الانتقالي، تعاني من انقسامات داخلية واضحة، ما يمنح الحوثيين فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم الصفوف

في المحصلة، يرى التقرير أن الحوثيين يمرّون بمرحلة تراجع تكتيكي، لا انهيار استراتيجي، وأن غياب مواجهة فعالة من الداخل اليمني يسمح لهم بالبقاء كقوة تهديد محتملة على المدى الطويل، خصوصًا مع بقاء نواياهم العدائية تجاه الشحن وإسرائيل