هل تنجح زراعة “الهيل” في ذمار؟

منذ 13 ساعات

ذمار- هائل الفقيهمحافظة ذمار من المحافظات الزراعية، الغنية بتنوع تضاريسها ومناخها المعتدل، وتشتهر بزراعة القمح والبقوليات والخضروات

غير أن السنوات الأخيرة أرهقت المزارعين؛ بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وندرة المياه؛ ما دفع بعض المزارعين للبحث عن محاصيل زراعية أكثر ربحًا وأقل استهلاكًا للمياه

ففي منطقة مخلاف حِميَر الوسط بمديرية عتمة، محافظة ذمار وسط اليمن، بدأ المزارع محمد فارع المنصوب بزراعة نبتة الهيل للمرة الأولى، في تجربةٍ يصفه الأهالي بأنها رسالة تحدٍّ للأرض القاحلة والظروف القاسية

يقول المزارع المنصوب، يقول: “الأرض لا تعجز إذا وُجد رجال يحبونها، والمواطنون هنا كانوا متشائمين من زراعة الهيل في هذه المنطقة، إلا أن التجربة تمضي نحو النجاح”

ويضيف المنصوب متحدثًا عن تجربته: “قبل ثلاث سنوات حصلتُ على شتلةٍ من أحد الأصدقاء، وبدأت بزراعتها وتعهدها، والآن ها هي تُزهر؛ ما يعطينا التفاؤل والفرح بإمكانية التوسع في الزراعة، وبانتظار تحوّلها إلى ثمار؛ لنُعمم التجربة ونتوسع في زراعة هذا الوادي كاملاً”

المزارع محمد فارع المنصوب: قبل ثلاث سنوات حصلتُ على شتلةٍ من أحد الأصدقاء، وبدأت بزراعتها وتعهدها، والآن ها هي تُزهر؛ ما يعطينا التفاؤل والفرح بإمكانية التوسع في الزراعة، وبانتظار تحوّلها إلى ثمار؛ لنُعمم التجربة ونتوسع

”علي القاسمي، جار محمد المنصوب، يقول: “نحن متفائلون بزراعة شجرة الهيل في منطقتنا، وفرحون بهذا الإنجاز، رؤيتنا لأزهار الهيل جعلتنا نشعر بالأمل وبإمكانية تحقيق نجاح زراعي بزراعة أي منتجٍ إذا وُجد الشغف والحماس والصبر والتعب، فالمزارع محمد المنصوب مثابر ومجتهد في مزرعته، وكان يحلم منذ سنوات بزراعة هذا المحصول المهم، واستمر في متابعة حلمه”

ويضيف القاسمي: “هناك الكثير من الصعوبات التي تواجه المزارعين أبرزها تحدي الجغرافيا؛ فالناس في محافظة ذمار حاولوا عدة مرات زراعة هذه الشجرة إلا أنها تفشل في كل محاولة ولا تنتج أزهارًا أو ثمارًا، غير أن هذه التجربة الفريدة في إنتاج أزهار الهيل تعطينا إيمانًا بأن الأرض قادرة على احتضان الجديد؛ فالزراعة بحب وصبر وإصرار تجعل الأرض تعطي وتثمر وتنتج”

مدير مكتب الزراعة في مديرية عتمة، صلاح عزيز، يقول: “كان هذا المنحدر الجبلي لا زراعة فيه، واستطاع المزارع المنصوب بإرادته وإمكانياته البسيطة تحويل هذا المنحدر القاحل إلى مساحةٍ تتميز بالخضرة والثمار، تتواجد فيه مختلف المحاصيل”

ويضيف: “ذهبتُ إلى مزرعة محمد المنصوب للاطلاع على نجاح زراعة الهيل في منطقة مخلاف حِميَر الوسط، فشجرة الهيل الآن في مرحلة الأزهار، ونحن في إطار متابعة النضوج وإنتاج الثمار، ونعِد المزارع المنصوب بأننا سنعمل كل ما بوسعنا للوقوف معه”

وأضاف: “نحن في مكتب الزراعة بالمديرية سنكون إلى جانبه، فيما يحتاجه من أسمدةٍ ومعدات، وسنرفده بمهندسين زراعيين لمتابعة إنتاج محصول الهيل، واستكمال الدراسات اللازمة للمحصول، والصعوبات التي تواجهها زراعةٌ مثل هذه المحاصيل النوعية”

المهندس الزراعي، مازن الحكيمي، يقول: “التجربة مُبشّرة لكنها تحتاج إلى إشراف علمي دقيق، فالهيل نبات استوائي حسّاس، ونجاحه في عتمة يعني أن هناك مناطق مناسبة مناخيًا، لكن يجب دراسة التربة والظل والرطوبة بعناية، لأن أي خطا في الري والتسميد قد يدمّر المحصول”

ويضيف: “زراعة الهيل في اليمن ليس مستحيلًا كما يعتقد البعض، فالأرض اليمنية أرض معطاءة تزرع كل شيء، لكن ينبغي أن تتحول هذه التجربة إلى مشروع علمي منظم بدعم الجهات الرسمية، لاسيما مكاتب الزراعة في المحافظات والمديريات، حتى لا تُهدَر الجهود”

وحذّر الحكيمي المزارعين، من وجود نوعٍ من أنواع الهيل يسمى بـ”الهيل الكاذب”، وهو هيل للزينة فقط، وقد أزهر لدى مزارعين منذ أكثر من عامين لكنه هيل غير منتج، وهذا لا يعني وجود نجاحات في زراعة الهيل في اليمن، بل هناك نجاحات في محافظتي إب ولحج، فقد أثمرت شجرة الهيل في هاتين المحافظتين، لكن التجربة لم تتوسع؛ بسبب نقص الإدارة العلمية والتجارب البحثية الزراعية”

من جانبه، يقول الباحث في مكتب البحوث الزراعية، الدكتور عفيف راجح: “ما يُثار حول نجاح زراعة الهيل في اليمن يحتاج إلى تقييمٍ علمي دقيق، فقد روّج البعض لشتلات يُزعم أنها لنبات الهيل المعروف، دون أن تُستوفى الإجراءات البحثية والرسمية المعمول بها؛ لتأكيد هوية النبات أو تقييم إنتاجيته وجدواه الاقتصادية”

الباحث في مكتب البحوث الزراعية، الدكتور عفيف راجح: “ما يُثار حول نجاح زراعة الهيل في اليمن يحتاج إلى تقييمٍ علمي دقيق، فقد روّج البعض لشتلات يُزعم أنها لنبات الهيل المعروف، دون أن تُستوفى الإجراءات البحثية والرسمية المعمول بها؛ لتأكيد هوية النبات أو تقييم إنتاجيته وجدواه الاقتصادية”

ويضيف راجح: “زراعة أي محصول جديد، ومنها الهيل، يجب أن تمر بمراحل علمية واضحة، تشمل توصيف النبات مورفولوجيًا ووراثيًا، واختبار إنتاجيته ومقاومته للآفات والجفاف قبل التسويق التجاري له، وهو ما لم يحدث في هذه الحالة؛ ما يجعل الحملة التي رافقت توزيع الشتلات غير موثوقة علميًا أو رسميًا، وتحتاج الى متابعة”

ويؤكد الدكتور راجح: “على أهمية التزام الجهات المختصة والمزارعين بالطرق العلمية في تربية وإكثار وتحسين المحاصيل النباتية؛ لتفادي الخسائر التي قد تنتج عن زراعة نباتات غير مثمرة أو غير اقتصادية، حفاظًا على المزارعين والاقتصاد الوطني على حدٍ سواء”

يحتاج الهيل إلى جوٍ دافئ ورطب، ودرجات حرارة تتراوح بين 19- 23 درجة مئوية، فهو لا يتحمل درجات أقل من 19 درجة، ويجب حمايته من تيارات الهواء الشديدة، بحسب موقع “الفلاح اليوم“

  يُفضل زراعته في المناطق التي تهطل بها أمطار من 500 إلى 4000 ملم سنويًا، في مناطق على ارتفاع 600 إلى 1500 متر فوق سطح البحر، بحسب المصدر السابق

ووَفقًا لموقع “الفلاح اليوم” فإن هذا المحصول لا يحب التعرض لأشعة الشمس المباشرة

لذلك يُزرع عادة تحت ظل الأشجار الكبيرة أو في مكان ذو ظل متوسط بحيث يكون محميًا من الشمس المباشرة لتجنب احتراق الأوراق

ويضيف الموقع أن زراعة الهيل تتطلب الحفاظ على رطوبة التربة باستمرار مع تجنب الجفاف، لأن الهيل يحتاج إلى تربة رطبة

يُنصح بري النبات بانتظام ورشّه بالماء للحفاظ على الرطوبة الجوّية

وتعد المرتفعات الجبلية ذات الجو الدافئ والرطب في اليمن مثل مناطق الجوف، إب، لحج، وصعدة؛ حيث تكون درجات الحرارة بين 10 و37 درجة مئوية، مناسبة لزراعة الهيل، وفقا لموقع 26 سبتمبر

يُزرع عادةً في الصيف خاصة في الأماكن التي تهطل فيها أمطار بكثرة

يعد الهيل محصولًا نقديًا ذو مردودٍ اقتصادي عالي، فالكيلوجرام الواحد من الهيل الممتاز يباع في محلات البهارات في صنعاء وبقية الأسواق اليمنية بحولي 50 دولارًا أمريكيًا

وهذا يعني أن نجاح زراعته ستوفر دخلًا كبيرًا للمزارع اليمني، ويسمى الهيل بـ”ملك التوابل” فهو يستخدم في الصناعات الغذائية والعطرية والطبية

المحاصيل النقدية في اليمنوصلت مساحة المحاصيل النقدية في اليمن في 2021، حوالي 75,672 هكتارا، من إجمالي المساحة المحصولية لنفس العام التي بلغت 1

2 مليون هكتارا، وهي تشكل ما نسبته 6

3 في المائة، حسب كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2021، الصادر عن وزارة الزراعة في صنعاء

وسجلت المحاصيل النقدية في 2021 إنتاجا بلغ 108,354 طنا، أي أقل من 2 في المائة من إجمالي إنتاج المحاصيل لنفس العام

ولا يزال اهتمام المزارعين في اليمن متدنيا بالمحاصيل النقدية لصالح القات

إذ تزيد مساحة زراعة القات عن المحاصيل النقدية بحوالي 60 في المائة، حسب بيانات كتاب الإحصاء الزراعي في صنعاء للعام 2021

ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع

يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة

بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail

comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقاريرمن نحن