هل ستحقق المفاوضات بين الحوثي والسعودية انفراجة في طريق سلام مستدام؟
منذ سنة
تعز – أسامه فرحان – نبيل شايع:ثلاثة أيام منذ وصول وفد مشترك يضم أعضاء من جماعة الحوثي وسلطنة عُمان، إلى العاصمة السعودية الرياض، في إطار مساعي الوساطة العمانية للاتفاق على بنود تتعلق بتعزيز تمديد الهدنة والتوصل إلى حلول لبعض القضايا الإنسانية
وتعتبر هذه الزيارة الأولى لوفد من جماعة الحوثي إلى العاصمة السعودية الرياض، وسبقها لقاءات متكررة للوفد العماني الوسيط مع قيادات الجماعة في صنعاء، وكذلك لقاءات الحوثيين مع مسؤولين سعوديين في العاصمة العمانية مسقط، كل هذه اللقاءات عملت على التوصل إلى نقاط تفاهم لبناء الثقة بين الطرفين، والعمل بشكل جاد نحو إنهاء الحرب
وتأتي هذه اللقاءات عقب إعلان السعودية عن مبادرة لوقف الحرب في اليمن المندلعة منذ مارس 2021
وتضمنت المبادرة السعودية وقف إطلاق نار شاملًا تحت مراقبة الأمم المتحدة، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية لسفن المشتقات النفطية من ميناء الحديدة في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني بالحديدة وفق اتفاق ستوكهولم، وفتح مطار صنعاء الدولي، وبدء المشاورات بين الأطراف اليمنية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة بناء على مرجعيات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والمبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني
كان رد الحوثيين حينها أن السعودية طرف في الحرب، وليست وسيطًا
وفي كل الأحوال، هناك تطلع شعبي يمني وأمل كبير في أن تكون نتائج المفاوضات الأخيرة إيجابية وملموسة على الصعيد الإنساني والمعيشي للناس في اليمن
ما الذي يمكن أن يحدث؟وحول ما الذي يمكن أن تخرج به هذه المفاوضات من نتائج، وهل سوف تمضي بطريقة سلسة ولن تتوقف بسبب أي اشتراطات من شأنها أن تعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل الهدنة، يقول الإعلامي والمحلل السياسي عارف الصرمي، إنه لا يعتقد أن هذه المفاوضات سوف يكون لها نتائج في طريق تحقيق سلام مستدام
وعزا سبب ذلك إلى أن هناك حصاد تجارب سابقة في التفاوض مع جماعة الحوثي، لم تحقق نتائج
ويضيف الصرمي، في حديثه لـ”المشاهد”: “لا ندري ما الذي تريده السعودية تحديدًا، وما هي المشتركات المحتملة بين السعودية والحوثيين؟ وهل أن مصلحة السعودية وعمان هي نفسها مصلحة اليمنيين من هذا التقارب مع الحوثيين؟ لا شيء واضحًا للأسف”
ويتطلع الشارع اليمني، بخاصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، إلى أن تحقق المفاوضات بين جماعة الحوثي والسعودية انفراجة في طريق سلام مستدام، وأن يتم التوافق على صرف مرتبات الموظفين المنقطعة منذ ثمانية أعوام
وفي هذا الصدد، يرى المواطن الخمسيني محمد المطري، أن ثقته هو وغيره من المواطنين بالمفاوضات الجارية أصبحت منعدمة، لأنه خلال جولات المفاوضات السابقة لم يتم إحراز أي تقدم في الملف الإنساني، بخاصة المتعلق بقضية امتناع أطراف النزاع عن صرف مرتبات كافة الموظفين، بالذات القاطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي
ويقول المطري: “لقد طال الأمل، وأصبحنا كمواطنين ننتظر بفارغ الصبر أية انفراجة، لكن أطراف النزاع أثبتت أنها لا تفاوض إلا على مصالحها فقط”
يؤيد الصحفي سيف الحاضري ما ذهب إليه المطري، ويضيف: “لا جديد في ما يعتمل في الرياض، فذلك مشهد من مشاهد عديدة امتدت منذ مفاوضات ظهران الجنوب وحتى اليوم، مشاهد مليشيات رعاها التحالف، وأخرى قوى إقليمية ودولية”
وحذر الحاضري من أن السعودية سوف تدفع الثمن باهظًا من خلال مخرجات الحوار الجاري في الوقت الراهن، متسائلًا: “متى الفصل الأخير؟ الأكيد لن يكون ما يحدث في الرياض اليوم الفصل والمشهد الأخير
بل ما سيحدث للرياض، والأيام شواهد”
وعلى عكس الرأي الذي طرحه المطري والحاضري، يتفاءل المواطن الأربعيني عبدالإله الواحدي، بالمفاوضات التي ماتزال تجري في الرياض، ويرى أن المؤشرات تدل على نجاحها، بخاصة مع انخفاض سعر صرف الدولار والعملات الأجنبية مقابل الريال بشكل تدريجي منذ بدء المفاوضات
وفي السياق، يبدي المحلل السياسي مصطفى الشامي تفاؤله بمفاوضات الرياض الحالية، ويدلل على توقعاته بنجاحها، بنجاح التقارب السعودي الإيراني
ويقول الشامي لـ”المشاهد”: “هذه المفاوضات لا تعني أن طرفًا ما سوف يُحكم قبضته على اليمن، أو أنه المنتصر في الحرب، هذه المفاوضات نتاج ضغوط شعبية يمنية ودول إقليمية ولاعبين دوليين أثرت عليهم الحرب الروسية على أوكرانيا، إلى جانب تدخل الصين في الخط، كل هذه المؤشرات تدل على أن مفاوضات الرياض سوف تنجح في أدنى حدودها ما لم يحدث جديد في حال تعنت أي طرف في تنفيذ ما سيتم الاتفاق عليه”
أبرز بنود الاتفاق:خلال اليومين الماضيين، عملت وسائل إعلام تابعة لجماعة الحوثي، وأخرى تابعة للحكومة اليمنية من جهة، والسعودية من جهة أخرى، على نشر تسريبات من مصادر غير رسمية، تتحدث عن أن أبرز البنود التي تم التوافق عليها خلال المفاوضات، هي آلية صرف مرتبات الموظفين اليمنيين في جميع المحافظات وفق كشوفات العام 2014، وعلى أن تتم مناقشة آلية صرف مرتبات الموظفين الذين توظفوا بعد العام 2014 في مفاوضات لاحقة
ومن بين البنود التي تم التوافق عليها، بحسب تلك التسريبات، تحديد آلية لإعادة تصدير النفط الخام والغاز المسال، وآلية لتوحيد البنك المركزي والعملة المحلية، وآلية لفتح الطرقات الرئيسية، وفتح مطار صنعاء أمام الرحلات الدولية، وتحديد آلية لاستمرار تثبيت وقف إطلاق النار، وتحديد آلية لإطلاق سراح المعتقلين والمخفيين، وتحديد آلية لمفاوضات سياسية تشمل جميع الأطراف
ويأمل عدد من المواطنين الذين تحدثوا لـ”المشاهد”، أن تنعكس مفاوضات الرياض إيجابيًا على حياة الناس على المستويين الاقتصادي والاجتماعي
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير