همدان العليي : دائرة الخراب.. كل التضامن مع المياحي والإرياني وقطران وزايد
منذ 2 ساعات
همدان العليي اختطفت العصابة الحوثية محمد المياحي بسبب مقال قصير، والشاعر أوراس الإرياني بسبب منشور من ثمان كلمات، والشخصية القبلية عارف قطران بسبب فيديو قصير، وبالأمس الصحفي ماجد زايد بسبب مواقفه الوطنية
هذه العصابة لا تثق بقدرتها على إقناع الناس
فقد أيقنت بفشلها الذريع، ولهذا لا تراهن على التأييد الطوعي والعفوي أو الولاء الصادق
هي تجعل من خوف الناس وسيلتها لحماية نفسها
تخيلوا معي
جماعة تدعي بأن الله اختارها لحكم اليمنيين ولهذا تطلق على نفسها أنصار الله
وترى بأنها تمثل الشعب اليمني وتدافع عن سيادة اليمن
وفوق ذلك تدعي بأنها تدافع عن مقدسات المسلمين وأنها تملك قوة ساحقة جعلتها تخضع دول المنطقة
لكن ما نراه، أن هذه الجماعة التي تدعي كل ذلك، لا تسطيع الاستمرار والبقاء إلا من خلال صناعة الخوف في نفوس اليمنيين
تجعل من الخوف سلاح لها
تجعل من الخوف درعا يحميها من السقوط
ليس أمامها إلا أن تظهر كوحش قذر وسفاح مجرم يخيف الناس، لتبقى وإلا ستنتهي
منشور بسيط من سبع أو ثمان كلمات يرعبهم ويزلزلهم ويجعلهم يختطفون أوراس الإرياني بصمت على طريقة عصابات المافيا
تخيلوا كيف سيكون حالهم أمام تحولات أكبر أو انشقاقات داخلية أو تحرك عسكري من كافة الجهات والجبهات وهو أمر سيحدث طال الزمان أو قصر باذن الله
حوالي 11 عاما ولم يحصلوا على اعتراف أحد، ولم يحبهم أحد -بصدق- من خارج السلالة أو دائرة الانتهازيين والمجرمين
11 سنة من العزلة والمقت
هذه العصابة تملك أدوات القمع مثل السجون والتعذيب والأسلحة والأموال التي يبتزون بها الناس والإعلام، لكنها لا تملك المشروعية ولا الثقة بالنفس
لا تملك حب الناس رغم تسولها المستمر وأطنان من المكياج وأدوات التجميل
ستبقى السلالة الحوثية مصابة بحالة نفسية تسمى البارانويا، أي جنون الارتياب
تعيش قلقا مستمرا من المؤامرات والاختراقات وتتوقع الثورات ضدها على الدوام، ولهذا تصبح أسرع إلى القتل والتنكيل والبطش باليمنيين
لحماية نفسها ولكي لا تظهر ضعيفة أمام الناس
وهذا يعني في المقابل استمرارية بل وزيادة كراهية الناس لها بسبب جرائمها المستمرة والتي هي في الأصل نتيجة الضعف والخوف
أمامنا معادلة واضحة:البعد السلالي العنصري والطائفي يعتبر من أهم عوامل تماسك الحوثيين، لكنه في ذات الوقت سببا في فشلهم
لأن العنصرية والطائفية لا يمكن أن تبني دولة ومؤسسات ولأن خرافة ولاية البطنين وتمييز السلالة نقيضا للعدالة
ولهذا ينجح الحوثيون تنظيميا واستخباراتيا بسبب تقاربهم وتكاملهم وتماسكهم السلالي العصبوي، لكنهم يفشلون بشكل غير مسبوق تنمويا وإداريا وسياسيا ويعجزون عن توفير أبسط احتياجات الناس
هذا الفشل يتسبب في كراهية الناس لهذه الجماعة، وهذه الكراهية تجعلها في حالة من الضعف كنتيجة طبيعية للعزلة والرفض المجتمعي
وعندما يشعرون بالعزلة والخوف والضعف، يبطشون بكل من يختلف معهم حتى بمنشور في فيسبوك مكون من كلمتين
أو ضحكة سخرية منهم في مجلس قات
هذا البطش بدوره يزيد من كراهية الناس لهم والعزلة المفروضة عليهم
دائرة متصلة ببعضها
أنتم عنصريون قولا وفعلا، ولهذا تفشلون ويكرهكم الناس
ولأن الناس يكرهونكم، تشعرون بالخوف والضعف وتمارسون الجرائم أكثر
وبسبب هذا التنكيل، يكرهكم الناس أكثر وأكثر
هل عرفتم لماذا لم يستقر حكم الأئمة في اليمن تارخيا؟!هل عرفتم لماذا يتأخر اليمن دائما؟باختصار شديد: لأن الشعب اليمني يعيش داخل ما يشبه دائرة الخراب الذي لا يتوقف
أو لنقل دائرة الجحيم والدم
ولن يخرج منها إلا بتجريم العنصرية السلالية وتعزيز قيم المواطنة المتساوية والعدالة الإجتماعية