هيئة علماء اليمن تستنكر تهجير طلاب السنة في سعوان وتصفه بجريمة طائفية خطيرة تمس الدين والوطن

منذ 7 أيام

استنكرت هيئة علماء اليمن بشدة الجريمة التي ارتكبتها ميليشيات الحوثي المدعومة من النظام الإيراني، والمتمثلة في تهجير الشيخ عبدالباسط الريدي وطلابه من مسجد السنة وسكنهم في منطقة سعوان بالعاصمة صنعاء، معتبرة ذلك اعتداءً صارخًا على حرمة العلماء والمساجد وحقوق المواطنين الدينية والإنسانية

وقالت الهيئة في بيان لها إن هذه الجريمة تأتي ضمن سلسلة طويلة من المضايقات والاعتداءات الطائفية التي تكشف بوضوح عن الوجه الحقيقي لميليشيا الحوثي، القائمة على الحقد والإقصاء والتعصب المذهبي، والتنكر لقيم التعايش ومبادئ الإسلام السمحة

وأوضحت أن التهجير القسري للشيخ الريدي وطلابه يمثل حلقة جديدة في مسلسل الإقصاء الطائفي الممنهج، الذي يهدف إلى تفريغ مناطق سيطرة الميليشيا من الوجود السني، وطمس معالم العقيدة الصحيحة، وإخضاع المساجد لهيمنة فكر طائفي دخيل يهدد هوية المجتمع اليمني ووحدته الدينية والوطنية

وأكدت الهيئة أن ميليشيا الحوثي دنّست بيوت الله، وحوّلت كثيرًا من المساجد إلى ثكنات عسكرية واستراحات لتعاطي الممنوعات، كما اعتدت على العلماء في محاريبهم، وحوّلت المساجد إلى منصّات تعبئة مذهبية وشحن طائفي، في انتهاك سافر لقيم الدين وإرث اليمن العربي والإسلامي العريق

وحملت الهيئة الميليشيا الحوثية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة وما يترتب عليها من تداعيات دينية واجتماعية خطيرة، مؤكدة أن الاعتداء والتهجير القسري للعلماء وطلاب العلم يمثل جرائم ضد الدين والوطن والإنسانية

وطالبت الهيئة بعودة الشيخ عبدالباسط الريدي وطلابه إلى مسجدهم وسكنهم فورًا، وتعويضهم عن الأضرار المادية والمعنوية التي لحقت بهم، وتقديم اعتذار رسمي وضمان سلامتهم وحقهم في الدعوة والتعليم الشرعي دون مضايقات

كما حذرت بشدة من استمرار الميليشيا في عسكرة المساجد وتوظيفها لأغراض سياسية وطائفية، معتبرة أن هذا المسار الخطير يهدد السلم الأهلي، ويمزق النسيج الاجتماعي، وينذر بمزيد من الخراب والتمزق لليمن أرضًا وإنسانًا

ودعت الهيئة جميع العلماء والدعاة ورجال الإعلام في الداخل والخارج إلى توحيد الموقف الرافض لهذه الانتهاكات الإجرامية، وفضح المشروع الحوثي الذي يتستّر بالدين بينما يمارس أبشع صور العداء له

كما أعربت عن استغرابها الشديد من صمت المنظمات الحقوقية ومكتب المبعوث الأممي إزاء هذه الجريمة، في تكرار لصمتهم عن جريمة تهجير طلاب دار الحديث في دماج، التي كانت شرارة الخراب في اليمن

واختتمت الهيئة بيانها بالتأكيد على أن جريمة تهجير طلاب مسجد السنة في سعوان امتداد لنهج حوثي إجرامي ممنهج يستهدف القرآن وعلوم الشريعة، ويعيد إلى الأذهان جرائم سابقة كان آخرها اغتيال معلم القرآن الشيخ صالح حنتوس في محافظة ريمة، مشددة على أن المعركة اليوم هي معركة وعي وهوية، وأن الدفاع عن العلماء والمساجد هو دفاع عن مستقبل الأجيال ووحدة المجتمع وكرامته الوطنية