واقع صعب للتحكيم الرياضي باليمن
منذ 7 ساعات
صنعاء – أسامة الكُربشفي ظل الأوضاع الراهنة التي تعيشها اليمن، لم يسلم أي قطاعٍ من التأثر بالحرب وتداعياتها، بما في ذلك المجال الرياضي، الذي يعاني من شللٍ شبه تام؛ نتيجة توقف البطولات والمسابقات الرسمية
والتحكيم الرياضي أحد أكثر المجالات تضررًا، حيث انعكس غياب النشاط الرياضي على مستوى الحكّام وكفاءتهم، إلى جانب المعاناة الاقتصادية التي أجبرت البعض على مغادرة المهنة بحثًا عن لقمة العيش
ورغم شغف الحكام بهذه المهنة، إلا أنّ تحدياتٍ عديدة تحول دون تطور التحكيم الرياضي اليمني ومواكبته للمستويات الإقليمية والدولية، في ظل غياب الدعم والتأهيل المستمر، وندرة الفرص التي تتيح للحكام ممارسة مهنتهم بانتظام
يشكل غياب البطولات المحلية والتوقف المستمر للأنشطة الرياضية أبرز التحديات التي يواجهها الحكام، وَفقًا للحكم سليم الوهري
وقال الوهري: “إنّ انعدم استمرارية الدوريات يؤثر بشكل مباشر على تطوير الحكام، ويقلل من فرصهم في الإحتكاك وصقل مهاراتهم”
ويرى الوهري أنّ الحل يكمن في إعادة تفعيل دوري الدرجتين الأولى والثانية بنظام الذهاب والإياب؛ مما يتيح للحكام فرصة اكتساب الخبرة وتحسين مستوياتهم، إضافةً إلى الحفاظ على الجاهزية الفنية والبدنية التي تتطلبها المباريات الرسمية
ويضيف أن الحكم مثله مثل أي رياضي بحاجةٍ إلى ميدان يمارس فيه دوره باستمرار؛ ليحافظ على جاهزيته ومستواه الفني
من جانبه، قال الحكم الدولي، عارف البدوي، إن توقف المسابقات أدى إلى تراجعٍ كبير في مستوى الحكام، باستثناء بعض المحافظات مثل صنعاء وعدن وحضرموت، حيث ما يزال النشاط الرياضي قائمًا بشكل محدود؛ لكنه لا يكفي لضمان استمرارية تطوير الحكام
وأشار البدوي في حديثه لـ”المشاهد” إلى أنّ الوضع الاقتصادي المتردي يمثل عائقًا آخر أمام الحكام، إذ أن معظمهم لا يمتلكون وظائف ثابتة؛ مما يدفع بعضهم إلى ترك المهنة والبحث عن مصادر دخل أخرى لإعالة أسرهم
الحكم الدولي عارف البدوي: الوضع الاقتصادي المتردي يمثل عائقًا آخر أمام الحكام، إذ أن معظمهم لا يمتلكون وظائف ثابتة؛ مما يدفع بعضهم إلى ترك المهنة والبحث عن مصادر دخل أخرى لإعالة أسرهم
”وأوضح أنّ التحكيم، رغم أهميته في منظومة كرة القدم، لا يُنظر إليه في اليمن كمهنةٍ احترافية، بل يتم التعامل معه كعملٍ ثانوي؛ مما يجعل الحكام في موقفٍ صعب، خاصةً مع غياب الدعم المالي المنتظم لهم
كما شدد البدوي على أهمية تنظيم دوراتٍ تدريبيةٍ محلية وخارجية، لأن هذه الدورات تمثل ما نسبته 90% من تطوير الحكم وتحسين أدائه داخل الملعب
وأضاف أنّ التحكيم ليس مجرد قرارات تُتخذ في الميدان، بل يحتاج إلى إعدادٍ مستمر يشمل الجوانب البدنية والنفسية والقانونية، إضافةً إلى متابعة أحدث التعديلات في قوانين اللعبة التي يصدرها الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بشكل مستمر
بدوره، يرى رئيس لجنة الحكام في الاتحاد اليمني لكرة القدم، أحمد قائد، أنّ واقع التحكيم في اليمن ما يزال جيدًا رغم التحديات الكبيرة التي يواجهها، مشيرًا إلى أنّ الاتحاد يعمل وفق الإمكانيات المتاحة لتأهيل الحكام وتحسين أدائهم
وأوضح في حديثه لـ”المشاهد” أنّ هناك أكثر من 450 حكمًا في اليمن من مختلف الدرجات؛ لكن عدم وجود بطولاتٍ منتظمةً وورش تحكيم مستمرة يشكل عائقًا أمام تطويرهم
وأضاف قائد أنّ الاتحاد اليمني يسعى لدعم الحكام من خلال إقامة ورش عملٍ تدريبية قبل أي بطولة ينظمها، كما تم مؤخرًا إرسال 50 حكمًا لدورةٍ خارجيةٍ في السعودية
وأشار إلى أنّ عدم توفر تقنية الـ”VAR” في البطولات المحلية أدى إلى غياب الحكام اليمنيين عن بطولة “خليجي 26″ التي أقيمت مؤخرًا في الكويت، حيث لم يتمكن أي حكمٍ يمني من الحصول على رخصة الـ”VAR” بسبب عدم تطبيقها في الدوريات المحلية
وتقنية “VAR” هي تقنية “مراجعة الفيديوهات”؛ تساعد حكام كرة القدم في مراجعة القرارات المثيرة للجدل عبر العودة إلى فيديوهات كاميرات مراقبة المباراة
ويستخدمها الحكم لمراجعة صحة الأهداف، ركلات الجزاء، البطاقات الحمراء، وحالات التسلل
وأكد قائد أنّ المستحقات المالية للحكام يتم صرفها أثناء البطولات أو بعدها بفترة قصيرة؛ وذلك بسبب شح الموارد المالية في الاتحاد
أما الحكم الدولي السابق ياسر الجبيحي، فقد سلّط الضوء على التفاوت الكبير بين الحكام في المحافظات المختلفة
مشيرًا إلى أنّ حكام صنعاء يمتلكون إمكانياتٍ أفضل بفضل جهودٍ ذاتية، بينما تعاني بقية المحافظات من غياب أي دعمٍ حقيقي
وأشار الجبيحي إلى أنّ حكام حضرموت يتمتعون بنشاطٍ ملحوظ بفضل كثرة البطولات المحلية هناك، بينما يواجه حكام المحافظات الأخرى صعوباتٍ كبيرةً في الحصول على دوراتٍ أو فرصٍ تحكيمية
وأكد الجبيحي أنّ عدم توفر بطولات رسمية يعني عدم وجود فرص للحكام الجدد لإثبات أنفسهم؛ مما يؤدي إلى إحباطهم وانسحابهم من المجال
وأوضح أنّ التحكيم لا يمكن أن يتطور في غياب البطولات، مهما حاول الحكام تطوير أنفسهم من خلال المتابعة الذاتية، مشددًا على ضرورة وجود بيئة تحكيمية تنافسية تساعد الحكام على التطور واكتساب الثقة في اتخاذ القرارات
الحكم الدولي ياسر الجبيحي: التحكيم لا يمكن أن يتطور في غياب البطولات، مهما حاول الحكام تطوير أنفسهم من خلال المتابعة الذاتية، مشددًا على ضرورة وجود بيئة تحكيمية تنافسية تساعد الحكام على التطور واكتساب الثقة في اتخاذ القرارات
”وأضاف الجبيحي أنّ الحكم يجب أن يكون مثقفًا وملمًا بقوانين اللعبة، مع الحفاظ على لياقته البدنية ومظهره الاحترافي، لأنّ ذلك ينعكس على احترامه داخل الملعب وخارجه
وطالب الاتحاد بضرورة الضغط على الجهات المعنية لتوفير الدعم اللازم للحكام، سواءً من خلال إقامة البطولات أو تأمين مستحقاتهم المالية بشكل منتظم، مشيرًا إلى أنّ غياب الدعم الفعلي من قبل الجهات الرسمية يجعل التحكيم في اليمن في وضعٍ متأخر مقارنةً بالدول الأخرى
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير