وصاب الأسفل… رصف الطرق مهمة مجتمعية
منذ 3 أشهر
ذمار- صلاح الواسعيتفتقر الكثير من مناطق الريف في اليمن إلى الطرقات المعبدة وغير المعبدة، وتستمر معاناة السكان في تلك المناطق في ظل غياب المبادرات الحكومية الهادفة إلى تحسين ظروف الحياة في الريف اليمني
في مديرية وصاب الأسفل بمحافظة ذمار، ينفذ المواطنون العديد من المبادرات المجتمعية لتحسين شبكة الطرقات، وتمكين السكان من التنقل بسهولة في العديد من القرى الجبلية ذات التضاريس الوعرة
على الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها معظم الأسر في منطقة وصاب الأسفل، يعمل الأهالي في المديرية دون توقف على تنفيذ المبادرات التعاونية التي تخفف معاناتهم، بخاصة رصف وشق الطرق
في الوقت الراهن، يقود الأهالي مبادرة لرصف طريق “أصراف-أدمة” التي يبلغ طولها اثنان ونصف كيلو متر، وتقع الطريق في الجزء الشمالي من عزلة بني علي بمديرية وصاب السافل، وتستفيد منها عدة قرى، وتربط أربع عزل هي (بني علي، بني صالح، بني عياش، بني شعيب)، ويستفيد منها الآلاف من المواطنين
مدير المبادرة طاهر نصر يقول لـ “المشاهد” إن طريق “أصراف-أدمة” شريان مهم للحياة في وصاب الأسفل، وكان شق تلك الطريق من ضمن المبادرات المجتمعية الأولى التي بدأت قبل ثلاثين عامًا
يضيف:”قررت أنا ومجموعة من الأصدقاء توجيه نداء لجمع تبرعات، ووجدنا تجاوب من المواطنين ورجال الخير والشخصيات الاجتماعية، وشكلنا فريق لجمع المساهمات”
نقل المرضى على الأكتافيجد الأهالي في مديرية وصاب الأسفل صعوبة بالغة عند نقل المرضى الذين لا يستطيعون السير على الأقدام أو كبار السن
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول عبد الواحد علي، الذي يعمل كمسؤول للعلاقات العامة في مبادرة رصف طريق “أصراف-أدمة”: “في الثالث والعشرين من أكتوبر 2020، تسببت السيول بتخريب الطريق، ما اضطر الأهالي إلى حمل أحد مرضى القلب فوق السرير، حملوه على الأكتاف إلى أسفل الجبل، حيث كانت هناك سيارة بانتظارهم، نقلته إلى المستشفى”
ويضيف علي: “كانت السيارات، بخاصة في مواسم الأمطار، تتعثر لأسابيع، وكان المواطنون يستخدمون الحمير لنقل المواد التي يحتاجون إليها من السوق”
رئيس اللجنة المجتمعية، والمسؤول المالي للمشروع، علي علوي، يقول لـ “المشاهد”: “بدأ العمل في رصف الطريق قبل أربع سنوات على أربع مراحل، بين كل مرحلة ومرحلة نتوقف، ثم نعاود العمل من جديد
حتى اليوم، تم رصف 1120 متر بمساهمة مجتمعية”
وفقًا لعلوي، نظرًا للظروف المعيشية الصعبة، لم يستطع المجتمع إكمال رصف ما تبقى من الطريق
والمسافة المتبقية التي تحتاج إلى رصف هي 600 متر، بتكلفة تصل إلى خمسة وعشرين مليون ريال تقريبًا
غياب الدولةصلاح الكبودي، ناشط شبابي من وصاب الأسفل، يرى أن هذه المديرية تعاني الحرمان والتهميش من قبل الدولة على مدى عقود من الزمن
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول الكبودي: “تغيب الدولة عنا، وكأننا نتبع دولة أخرى، لكنها تحضر لاستلام الضرائب والزكاة وغيرها”
هذا الأمر، بحسب الكبودي، دفع المواطن في وصاب إلى الاعتماد على نفسه بعد أن أصابه اليأس من الحصول على مساعدة الدولة أو خدماتها
محمد هاشم، أحد المشايخ في مديرية وصاب الأسفل، يقول لـ “المشاهد” إن المبادرات المجتمعية هي السبيل الوحيد لمؤازرة الجهود الحكومية في المشروعات الخدمية والتنموية في ظل الأوضاع والحرب التي تشهدها البلاد
تتكرر المبادرات المجتمعية في مديرية وصاب الأسفل، وتحقق إنجازات خدمية في مجالات مختلفة
وفقًا لهاشم، وصل عدد المبادرات المجتمعية إلى 44 مباردة خلال العام الهجري الماضي، 1445، وركزت تلك المبادرات على رصف الطرق، والزراعة، والمياه، والتعليم، وبعض المبادرات، مدعومة، والبعض الآخر ذاتية، وقائمة على مساهمات المواطنين
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير