ياسين التميمي : لمصلحة من تهاجمون سلطان السامعي؟! 

منذ 13 ساعات

ياسين التميمي عجبت لمن أزعجه منشوري الخاص ب #الشيخ_سلطان_السامعي، ليس هناك تغيير في بوصلة المواقف

الانحياز لخط استعادة الدولة والجمهورية لا أحيد عنه مطلقاً

 نحن أمام انعدام شبه كامل لخيار الحسم مع الانقلابيين بسبب مصادرة القرار السيادي العسكري للشرعية، ومع ذلك لا نجيد مهارة الاستثمار السياسي للأحداث

 أولئك الذين انضموا إلى جوقة الهجوم على الشيخ سلطان السامعي وعلى من تضامن معه، بإمكانهم أن يعتقدوا بأنهم يعملون الشيء الصحيح لإثبات صوابية موقفهم والتزامهم، لكنهم بنظري شركاء لأبواق الجماعة الانقلابية الذين تم إطلاقهم ككلاب مسعورة لمهاجمة الرجل الذي تحدث بشجاعة عن فساد الجماعة، بغض النظر عما إذا كان يمارس النقد من الداخل وهو أقصى ما تتيحه له الظروف

لكن من الواضح أن الرجل يطرح مشروعاً جريئا للمصالحة يصفِّرُ فيه عدادَ الادعاءات لدى الانقلابيين بأنهم أصحاب اليد العليا سياسياً وعسكرياً، ويدعو  إلى مرحلة انتقالية يجري فيها تقاسم السلطة بين جميع الأطراف على أساس وطني وليس على أساس سلالي شوفيني

السامعي شارك في عضوية المجلس السياسي الأعلى، من بوابة علي عبد الله صالح، وفي وقت كان حزبه الاشتراكي يتواجد في صنعاء ويتصرف ضمن الوقائع المستحدثة بتوافق تام، ومنها سلطة الأمر الواقع التي أنتجها انقلاب 21سبتمبر 2014

موقفه الاستثنائي بخصوص العميد أحمد علي يشير إلى أن الرجل يحتفظ بوفاء لا يخالطه شك لعلي عبد الله صالح، على الرغم من استهدافه وجوديا من قبل نظام صالح نفسه منتصف تسعينيات القرن الماضي واستمر الأمر إلى مابعد 2006

اليوم يتربع علي عبد الله صالح من خلال ورثته في سدة السلطة الشرعية، وسط حماس الجميع بمن فيهم أولئك الذين استهدفهم صالح وجودياً

هو صوت شجاع ينطلق من قلب العاصمة صنعاء، وهو في الواقع لم يفاجئ أحداً، إذ أن الرجل ماضٍ دون هوادة في خطه الناقد وصوته المرتفع، الذي قل أن تجد له نظيراً

 سلطان السامعي انحاز للانقلابيين، وأولئك الذي انتهت بهم الأقدار لقيادة الشرعية، مارسوا ولا يزالون يمارسون  انقلابا بنفس التأثير الكارثي على مشروعية السلطة الشرعية، ومن ذلك ذهابهم إلى توقيع اتفاق الرياض الذي جاء بعد انقلاب عسكري كامل الأركان على الرئيس وحكومته في عدن، وهدف بشكل واضح إلى وضع المشروع الانفصالي في قلب السلطة الشرعية حتى أوقفه عن الحركة تماماً، لذلك شهدنا موتاً سريرياً واقعياً لهذه السلطة على الأرض

يؤسفني القول: إن معظم الانتقادات انفعالية وتفتقد إلى الرؤية السياسة، وتعين الانقلابيين على إسكات  كل صوت شجاع، وكأن المحسوبين على المشروع الوطني قد أوقفهم الله للاستمرار في دعم الانقلاب والانقلابيين، وتشريع التنازلات الكارثية التي منحتها الشرعية للحوثيين بتأثير نفوذ وسطوة المهيمنين الخارجيين، وهي الخيانة الجماعية التي يتضاءل أمامها الخيار الخاطئ لشخص سلطان السامعي