يجب على الرئيس ترامب إبعاد أمريكا عن اليمن

منذ 14 أيام

براندون جيه ويشرت/ ذا ناشيونال إنترست – ترجمة خاصة للمشاهدتضمنت الحملة الانتخابية لإدارة ترامب الكف عن أي تورط خارجي جديد، بخاصة في الشرق الأوسط

وعليه، يجب على البيت الأبيض الوفاء بهذا الوعد

كان هناك اقتراح في بعض الأوساط في واشنطن العاصمة، بأنه من أجل إنهاء خطر المتمردين الحوثيين من اليمن، يجب على الجيش الأمريكي إما الاستيلاء على ميناء الحديدة اليمني أو حصاره

وإن كانت هذه الحجة منطقية، للوهلة الأولى، غير أن هذا الميناء هو نقطة الدخول الرئيسية للواردات إلى اليمن

كما ثبت أنه ممر رئيسي لإيصال الإمدادات والأسلحة غير المشروعة إلى المتمردين الحوثيين اللعينين المختبئين في سفوح اليمن، والذين يعسكرون على طول شواطئها، ويرشقون بشكل دوري صواريخ باليستية مضادة للسفن على أقرب سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية

ومع ذلك، فإن الآثار المترتبة على أن تقوم القوات الأمريكية بالسيطرة على هذا الميناء، وإدارته، وضمان عدم استمرار الحوثيين وعملائهم الإيرانيين، العاملين في المنطقة، بشكل أساسي، باستخدام الحديدة لغاياتهم الخبيثة، هو أمر غريب

ومع أن الدعوات، بالطبع، تضمنت القيام بالحصار و/أو الاستيلاء على الميناء ضمن مهام متعددة الأطراف، غير أنه بعد عشرين عامًا من الحروب في أفغانستان والعراق، بات يعلم الجميع أن “المهام متعددة الأطراف” من هذا النوع في الشرق الأوسط تتحول دائمًا إلى تولي الجيش الأمريكي المزيد من المسؤوليات التي لا ينبغي أن يتحملها

أمضى الجيش الأمريكي الجزء الأكبر من السنوات الأربع والعشرين الماضية، في حاولة الحفاظ على مواقعه، وتشكيل البيئة الاجتماعية والسياسية، وتحديد الفائزين والخاسرين في الشرق الأوسط

وكانت النتيجة النهائية لهذه المساعي الهائلة مشكوكًا فيها للغاية: فقد الآلاف من الجنود والنساء الأمريكيين، وبددت تريليونات الدولارات في الهواء، وجرى زعزعة الاستقرار الكامل في المنطقة (مما ألقى بالمزيد من المتطلبات على الجيش الأمريكي)

الشرق الأوسط هو المعادل الجيوسياسي للرمال المتحركة

هذا لا يعني أن الولايات المتحدة ليس لديها مصالح هناك: إنها بالتأكيد لديها مصالح

لكن فكرة أن الجيش الأمريكي يجب أن يستمر في السيطرة على أراضٍ في سوريا، أو أنه يجب أن “يمتلك” قطاع غزة، أو أنه يجب أن يستولي على ميناء في اليمن البعيد من أجل سحق جماعة متمردة شبه إقليمية، هي فكرة مثيرة للضحك

حتى في الحرب ضد القاعدة وداعش، اللذين لايزالان يشكلان مخاطر حقيقية على الولايات المتحدة، كان نجاح أمريكا متباينًا

فمنذ أحداث 11 سبتمبر، انتشر الجهاد العالمي إلى أماكن أكثر من أي وقت مضى

علاوة على ذلك، فإن مقاتلي اليوم متشددون بطرق لم يسبق لها مثيل مقارنة مع متشددي جماعة بن لادن

إنهم يواصلون القدوم

ذلك لأن استراتيجية الولايات المتحدة للتعامل مع هذه القوات معيبة، على أقل تقدير

الآن تأتي الدعوات الموجهة إلى أمريكا لضم ميناء الحديدة المهم

من المؤكد أن هذه الدعوات تأتي، على الأقل جزئيًا، لأن احتمال انتهاء الحصار البحري المشترك بين البحرية الأمريكية وشركائها الإقليميين عليها بات متدنيًا

سيؤدي القيام بذلك بشكل أساسي إلى وضع هدف ضخم على ظهر أية وحدات ينشرها الأمريكيون في هذا الميناء

لا ينبغي السماح بذلك

هل يمكن للقوات الأمريكية الاستيلاء على الميناء والاحتفاظ به؟ ربما

هل ستوقف خطر الحوثيين؟ ربما

هل هناك طريقة أفضل للتعامل مع هذا التهديد؟ بالتأكيد نعم

إليك اقتراح أبسط: قصف الميناء وتحويله رمادًا

لقد فعلت إسرائيل ذلك مسبقًا مع ضبط النفس أكثر بواسطة طائراتها الحربية المثيرة من الجيل الخامس من طراز “F-35I أدير”، في الصيف الماضي

غير أن تلك الضربة لمرة واحدة لم تكن كافية لإنهاء الخطر، على الرغم من أن تلك الضربات قامت بمهمة إبطاء وتيرة ضربات الحوثيين ضد أهداف إسرائيلية

إذا كان ميناء الحديدة هو المركز اللوجستي الرئيسي للحوثيين المدعومين من إيران، ورفض الحوثيون التوقف عن ترويع الأمريكيين وحلفائهم والشحن الدولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، فيجب ضرب الميناء كهدف عسكري مشروع

والواقع أن هذا الميناء ينبغي أن يتوقف عن العمل، بغض النظر عن الآثار الإنسانية

لكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استخدام قواتها الخاصة للقيام بذلك

وبدلًا من ذلك، يجب على واشنطن الإصرار على أن يقوم شركاء أمريكا الإقليميون، الذين يرسل إليهم دافعو الضرائب الأمريكيون مبالغ ضخمة من أموالهم التي كسبوها بشق الأنفس على نحو سنوي، بتنفيذ الضربات الجوية

وسواء من خلال النظام الملكي السعودي أو إسرائيل الديمقراطية، يجب أن تظل الجهود المبذولة لإيقاف ميناء الحديدة شأنًا محليًا

ليست هناك حاجة على الإطلاق إلى قوات برية أمريكية، ولا سفن حربية ثمينة تابعة للبحرية الأمريكية

إلى جانب ذلك، هناك حاجة إلى هذه السفن الحربية في مسارح قتال أكثر أهمية بكثير من الشرق الأوسط

ففي ظل الظروف العادية، من الواضح أن الجهات الفاعلة الإقليمية القريبة من اليمن لن تتصرف بأية طريقة منسقة

بالتأكيد، سوف يقصفون المواقع أحيانًا عندما تصبح الأمور متوترة للغاية

إلا أن الجهات الفاعلة الإقليمية ستتطلع باستمرار إلى العم سام للقيام بالحمل الثقيل

تضمنت الحملة الانتخابية لإدارة ترامب التوقف عن أي تورط خارجي جديد، بخاصة في الشرق الأوسط

وعليه، يجب على البيت الأبيض الوفاء بهذا الوعد

عليك أن تحارب الحوثيين عندما يهددون السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية أو طرق التجارة المهمة

لكن اترك الأمر للسعوديين والإسرائيليين لإيجاد حلول أكثر ديمومة لخطر الحوثيين

فواشنطن لديها صيد جيوسياسي أكبر لقليه!ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير