يحيى الحمادي : تَدافَعِي يا خيولَ النارِ مِن غُصَصِي ** ويا نُسُورَ همومي فوقها احتَشدِي

منذ سنة

 (الفَــراغِــيّ) إِلى بدايةِ عُمرِي

لا إِلى الأَبَدِأُريد أَن تَصِلِي بي يا ابنةَ الكَبَدِ مُعَـوَّذًا مِن عيونِ الكانِزِينَ معيدموعَهُم يابساتٍ

خالِيَ العُقدِ وخارِجًا مِن غِلافي مثلَ لؤلؤةٍوعارِجًا في شعاعٍ ناعمٍ ونَدِي  وباحثًا عن سَماءٍ لا صَرِيخَ بهالقاتلٍ، أَو قَتِيلٍ بِاسمِ مُعتَقَدِ لقد تَأخّرتُ، حتى صار يُرغِمُنيعلى الرُّجوعِ وُقوفٌ فَتَّ في عَضُدي مَضى مِن العُمرِ عُمرٌ كاملٌ، وأَناأَحاولُ القَفزَ مِن سَبتٍ إلى أَحَدِ أَدُورُ حول فراغٍ في الهَواءِ، كماتدورُ سُبحةُ صُوفِيٍّ بلا مَدَدِ وأَنطوِي، والدُّروبُ العانِساتُ علىحقائبي نازحاتٌ، دونما أَمَدِ  ما غُربةٌ في أَقاصِي الأَرضِ شاغِرةٌإلَّا وَصَلتُ إِليها غارسًا وَتَدِي ولا أَسًى لم يُصادِف مَن يَلِيقُ بهإِلَّا وقلتُ لنَفسي: بادِرِي، ورِدِي أَنا الفَراغِيُّ

مَوتي غيرُ مُنفصِلٍعن الحياةِ

وعَيشِي غيرُ متّحِدِ أنا الذي كان جُودِي لا ضفافَ لهأُفتّشُ اليومَ عمّن يَشتري زَبَدي مَمالِكِي ذِكرياتٌ في النقوشِ

؛ وفيخزائنِ الناسِ نُعمَى عَصرِها الرَّغِدِ  وصُورتي في المَرايا صِرتُ أُنكِرُهافقد نَما المِلحُ فيها، وهي لم تَكَدِ وحِكمتي

، لم تعد لي حِكمةٌ، فلقدأَكَلتُها، يومَ زادِي لم يُقِم أَوَدِي تَهالَكَت في حروبِ الأهلِ أَسلحتيفصادَنِي الخَصمُ صَيدَ الفأرِ لِلأَسَدِ وبِعتُ كُلَّ جِبالي للرياحِ، وماقَبَضتُ غيرَ عَراءِ الجِلدِ والجَلَدِ وكان لي رأسُ وَعلٍ، فاشتَريتُ بهخرافةً

وافتدَيتُ الكَبشَ بالوَلَدِ وقلتُ لِلحربِ: إمّا أَن نَصِيرَ معًاإلى الرَّمادِ

وإلّا وَحدَكِ اتّـقِدي وهل على الحربِ إلَّا أَن تنِـزَّ دَمًاإِذا رَأت كم هَوانًا ذقتُ مِن نَكَدِي! عن النجومِ حَديثي كان مُتّصِلًاوأصبحَ اليومَ رَجمًا عن غَداءِ غَدِ وكنتُ مِن بَردِ أَمنِي أَشتكي فَزِعًافجاءَني مَن يُداوِي البَردَ بالبَرَدِ ولم أَعُد في بلادي اليومَ مُغترِبًافغربةُ الرّوحِ تَنفِي غُربةَ البَلدِ   ***** أَتى علَيَّ زمانٌ لا أَرى أَحدًا يَسعى إِليَّ، ولا أَسعى إِلى أَحدِ ولا أُجادِلُ

إِلَّا في المَنامِ

ولاأَنامُ، قبل خروجِ الشّمسِ مِن كَبِدي ولا أَعِي أَيَّ بابٍ كنتُ أَطرُقُهُإِذا سَمعتُ ثُغـاءَ الأَنجُمِ الجُدُدِ رَمَيتُ مِقرابَ جَدِّي، واحتَرَبتُ علىرِضاءِ مَن أَقعَدوني، وامتَطَوا كَتَدِي وصِرتُ إِن بادَرَتني بالسؤالِ يدٌوَقَفتُ وَقفَةَ صِفرٍ آخِرَ العَددِ وها أَنا

لم يَعد لي فِيَّ مُتَّـسَعٌولم أَعُد

… آهِ ما أَقسَى (ولم أَعُدِ)! ***** يُصِيبُني حين أَحكي غُصَّتي خَجَلٌلأنني في زمانٍ تافِهٍ ورَدِي ناصَرتُ فيه شعوبَ الأَرضِ مُفتديًاوما سَمِعتُ بِشَعبٍ ساءَهُ كَمَدِي وعُدتُ حاطِبَ ليلٍ

لا يَقِينَ لماأنا عليه، ولا ما دار في خَلَدي يريد كلُّ جَبانٍ منكَ تضحيةًوأنتَ غيرَ شُعورٍ منه لم تُرِدِ ومَن يَلُذ بجَبانٍ كي يُسانِدَهُيَفُز بِطولِ ضَياعِ الحقِّ والسَّندِ فَقَدتُ ما هو أَغلَى مِن يَدَيَّ

وماوَجَدتُهُ لا يُساوِي دمعةَ الرَّمَدِ كأنني بابُ سِجنٍ، كلما شَبَحٌعلى الجدارِ تَعَرَّى زاد مِن سَهَدِي إذا رأيتُ بلادًا أَهلُها انتَصَروانَهَضتُ أَفرَحُ عنها، كاظِمًا حَسَدي وإن كَدَدتُ بأُخرى، وانسَكَبتُ علىتُرابِها، فبَقائي غيرُ مُعتَمَدِ لهم عَلَيَّ حقوقٌ لا انتهاءَ لهاوليس لي الحَقُّ حتى بامتِلاكِ يَدِي إِلى متى سأعِيشُ العُمرَ مُتكِئًاأَلُوْكُ خُضرَةَ عمري دونما رَشَدِ! تَدافَعِي يا خيولَ النارِ مِن غُصَصِيويا نُسُورَ همومي فوقها احتَشدِي ويا بَقيّةَ روحٍ في العُروقِ خُذِييَدَ السَّلامةِ، إِني مُطلِقٌ جَسَدي سيَنتَهي كُلُّ هذا إِن شَعَرتُ بهوقد شَعَرتُ

ومثلي كُلُّ مُضطَهَدِ #يحيى_الحمادي