: الإرهاب الحوثي ضد المساجد

منذ 4 ساعات

لم تكتفِ ميليشيا الحوثي الإرهابية بانقلابها على الدولة اليمنية، بل تجاوزت كل القيم والأعراف لتعلن حرباً على بيوت الله ودور تحفيظ القرآن الكريم، في مشهد يعيد إلى الأذهان ممارسات أئمة الكهوف في القرون الماضية، حينما كانت المساجد تُستباح باسم السلالة والوصاية

منذ سيطرتها على العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات، تعمل الميليشيا على إعادة تشكيل الوعي الديني للمجتمع قسراً، عبر استبدال الأئمة والخطباء بموالين لعقيدتها الطائفية، وتحويل المنابر إلى أدوات تعبئة وحشد حربي تخدم مشروعها الممول من طهران

وأكدت التقارير الحقوقية أن الحوثيين فجّروا مئات المساجد في صنعاء وصعدة وتعز والبيضاء ومأرب، وحولوا بعضها إلى مقرات عسكرية ومخازن سلاح، فيما أغلقت مراكز تحفيظ القرآن الكريم بحجة إعادة التأهيل الفكري، كما اختطفوا عشرات الأئمة والخطباء، وقتلوا آخرين رفضوا الخضوع لتوجيهاتها، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تجرّم الاعتداء على دور العبادة أو العاملين فيها

المتتبع لخطاب الميليشيا يجد أن استهداف المساجد ليس فعلاً عشوائياً، بل جزء من مشروع طائفي منظم، يسعى لفرض عقيدة دخيلة على اليمنيين، واستنساخ تجربة ولاية الفقيه الإيرانية على الأرض اليمنية، فالمساجد التي كانت على مدى عقود رمزاً للوحدة الروحية والاجتماعية، تحوّلت في مناطق سيطرة الحوثي إلى منصات دعائية تحرّض على الكراهية وتبرّر الحرب ضد أبناء الوطن

ما تمارسه ميليشيا الحوثي ضد بيوت الله يعد جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي الإنساني، كونها تستهدف أماكن عبادة محمية بموجب اتفاقيات جنيف، ورغم حجم الانتهاكات لم تتخذ المنظمات الدولية موقفاً يوازي فداحة ما يحدث، فيما يواصل الحوثيون عدوانهم على المساجد بلا رادع ولا مساءلة

ومهما حاولت الميليشيا إسكات صوت الأذان أو مصادرة رسالة المسجد، سيبقى اليمنيون متمسكين بمساجدهم، يرون فيها رموز الإيمان والوحدة، لا أدوات التحشيد والكراهية، فالمآذن التي دمّرتها صواريخ الحقد الحوثي ستظل شاهدة على جرائم مشروعٍ لا يمت للإسلام بصلة