«تباعد الأسفار».. أزمة اليمنيين الأزلية مع الطرق

منذ 7 أشهر

عدن – صلاح غالب حرمت الحرب المستمرة في اليمن منذ نحو عشر سنوات، اليمنيين من أساسيات حقوقهم الإنسانية، وعلى رأسها حق الحركة والتنقل، بحسب ما كفلته المواثيق والعهود الدولية

وفاقم قطع الطرق والحصار، الناتج عن الحرب، معاناة اليمنيين، وباعد بين أسفارهم وتنقلهم بين المحافظات، وجعل من مجرد السفر والتنقل أمرًا شاقًا يُثقل كواهلهم

ويبدو أن قدر اليمنيين مع تباعد الأسفار بات أمرًا حتميًا منذ الأزل، وتكرر في العصر الحديث، مع أزمات الحدود بين الشطرين قبل الوحدة، وتفرق الأسر والعائلات، وفي الوقت الراهن بسبب الحرب التي قطّعت أوصال الطرق والمدن وباعدت بينها

ولم تقتصر أزمة التنقل على المسافرين والمواطنين المدنيين، بل طالت قوت الناس وبضائعهم وتجاراتهم، التي حال إغلاق الطرق دون وصولها إلى غايتها بيسر وسهولة

الأمر الذي انعكس على أسعار السلع الأساسية والمواد الغذائية، التي ارتفعت بشكل جنوني؛ تبعًا لارتفاع تكاليف النقل والشحن

حلم طال انتظاره وفي هذا الصدد، طالب سائقو شاحنات النقل الثقيل باليمن بإستكمال فتح الطرقات المغلقة بين المدن الرئيسية منذ أكثر من 9 سنوات، وتحديدًا الطرق المخصصة لعبور الشاحنات

وأوضح عضو نقابة النقل الثقيل السائق صلاح الرحال لـ«المشاهد» أن فتح الطرقات والمنافذ المغلقة ظل حلمًا طال انتظاره عند سائقي نقل البضائع التجارية

وأضاف أن مشقة السفر لاتزال قائمة لأن الطرق البديلة التي فُتحت هي بحد ذاتها ضيقة ووعرة وتكثر فيها الحوادث المرورية بإستمرار

منوهًا إلى أن معاناة اليمنيين في السفر لن تنتهِ إلا بفتح الطرق الطويلة المريحة للسفر مثل طريق عدن – كرش- الراهدة – الحوبان، وطريق تعز – الحديدة، مرورًا بالجراحي وحيس

واجب إنسانيعضو لجنة المبادرة المجتمعية لفتح طريق مأرب – الجوبة – البيضاء (شمال شرق اليمن) عمر محمد الضيعة، جدد مطالبته لكل الأطراف باستئناف فتح الطرقات المغلقة دون استثناء

وقال الضيعة لـ«المشاهد» إن ذلك يأتي للتخفيف من معاناة السائقين في نقل البضائع التجارية والخضروات والفواكه، والتي ترتفع أسعارها بحجة ارتفاع تكاليف النقل والتنقل عبر الطرق البديلة الوعرة

وأضاف أن ما شاهدناه من فرحة غامرة للمواطنين عند فتح طريق قانية البيضاء – الجوبة – مأرب، وطريق الحوبان – جولة القصر بمحافظة تعز؛ خير شاهد على وجوب إنهاء مرارة المعاناة التي يتجرعها المسافر والسائقين، التي باعدت بين اليمنيين على مستوى المحافظة الواحدة

وتابع بقوله: شعرنا من خلال استجابة كل الأطراف بفتح الطريق أننا قمنا بأعظم واجب إنساني رغم أن الطريق حق عام

وأشار الضيعة إلى أن فتح الخطوط الطويلة للنقل الثقيل سيحد من الحوادث المرورية وتوقف حركة السير في الطرق البديلة لساعات طويل

طرق متعثرةالناشط المجتمعي في مديرية المقاطرة بمحافظة لحج، غانم خالد النجاشي أوضح لـ«المشاهد» أن معظم الطرق البديلة أضحت متهالكة بشكل كلي، خاصةً تلك الرابطة بين محافظتي لحج وتعز

وأضاف أن عقبة “هيجة العبد” الرابطة بين لحج وتعز  لاتزال خارج الخدمة منذ قرابة عام من إعلان بدء صيانتها من قبل البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن

واستبعد النجاشي أن يتم إنجاز أعمال صيانة الطريق في المدة الزمنية للمشروع، والمحددة بـ12 شهرًا

وكشف أن البطء في أعمال مشروع صيانة هيجة العبد يضاعف معاناة أهالي عزلة النجيشة الواقعة على الطريق الرديف كربة – الصُحى والتي هي الأخرى يجري إعادة صيانتها وتأهيلها نتيجة تهالكها بشكل كلي

لافتًا إلى أن عدد الحوادث المرورية خلال النصف الأول من 2024 تجاوز 100 حادثة في هذه الطريق

إحصائيات رسميةمطلع يوليو/تموز الماضي أصدرت وزارة الداخلية بالحكومة اليمنية المعترف بها، إحصائية بعدد ضحايا الحوادث المرورية خلال النصف الأول من 2024

وكشفت الاحصائية عن وقوع 2101 حادث مروري مروع منذ يناير/كانون ثاني وحتى يونيو/حزيران 2024

تُوفيّ فيها 282 شخصًا، فيما أصيب 1,728 شخص، منهم 808 مصابًا إصابات بالغة، و920 بإصابات متوسطة وطفيفة، فيما بلغ إجمالي الخسائر المادية 1

379 مليار ريال يمني

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير