«صالون سطور».. يُعيد عبق الثقافة إلى تعز
منذ 6 أيام
تعز – أسامة الكُربش الجدران مغطاة باللوحات الفنية، والرفوف مليئة بالكتب، بينما يجلس الحاضرون في حلقات نقاش حيوية، والكل يشارك بآرائه وأفكاره؛ ما جعل المكان ينبض بالحياة، ويملأ الأجواء بعبق الثقافة، ويعكس دفء التواصل والانتماء لمجتمعٍ يُقدر المعرفة والتعلم
كان ذلك توصيف لما يدور في صالون “سطور” الأدبي الثقافي الفني، الذي نشأ بمدينة تعز (جنوب غربي اليمن)، واعتمد في انطلاقته على المعرفة، باعتبارها الركيزة الأساسية لبناء الإنسان ورقيه
هذا الفهم العميق للمعرفة دفع الفنانة والكاتبة حنين الإغواني إلى تأسيس هذه المبادرة النسوية عام 2018، في ظل ظروف صعبة لتتحول عام 2020 إلى مبادرةٍ شبابية بجهود ذاتية، مدمجةً فئة الشباب كفاعلين وشركاء في بناء هذه المساحة الثقافية
نشأة “سطور”تقول حنين الإغواني لـ«المشاهد» إن فكرة “سطور” نشأت نتيجة افتقار محافظة تعز لمؤسسة متخصصة تهدف إلى نشر المعرفة والفن، وتشجع الاطلاع والمناقشة، وخلق مناخ محفز
وأضافت أن صالون “سطور” سعى إلى تلبية الحاجة لبيئة ثقافية تساعد على الإطلاع والتواصل في ظل الحرب والحصار الذي جعل المكتبات شبه معدومة
فعاليات ونجاحات متعددة يهتم “سطور” بخلق نقاشات ثقافية متنوعة تشمل الفكر والأدب والثقافة والتاريخ والدين، حيث تُعقد جلسات قراءة شهرية وأمسياتٍ شعرية نصف شهرية، ونقاشات حول الأفلام بالتعاون مع صناع محتوى ومخرجين
ترى الاغواني أن “سطور” ساهم في خلق بيئةٍ ثقافيةٍ للنساء القارئات والكاتبات، ونسج شبكات تواصل بين الشعراء والكتاب والفنانين
وكشفت أن “سطور” ناقش حتى الآن أكثر من 30 كتابًا في مختلف المجالات والموضوعات المُحفزة للفكر والحوار العميق، وبمشاركة قراء شغوفين ومتخصصين في الأدب والفن
لافتةً أن كل القائمين على “سطور” ممن يعملون في التنسيق والترتيب للفعاليات هم من الكادر النسائي، كل واحدةٍ منهنّ تمتلك موهبتين على الأقل، كالرسم والتصوير وغيرها
تحديات وصعوباتتُشير الإغواني إلى أن “سطور” يواجه تحديات عديدة، أبرزها حساسية البيئة التي يعمل فيها، والتي تستوجب العمل بحذر
بالإضافة إلى عدم وجود دعم، والاقتصار على الجهود الذاتية؛ الأمر الذي يُصعّب من الانتشار والوصول لشرائح متنوعة، كما أن عدم وجود مقر رسمي للصالون يدفع إلى إقامة الفعاليات في أماكن مختلفة
ورغم الصعوبات، إلا أن الأغواني اعتبرت أن “سطور” نجح في تنشيط الحراك الثقافي في تعز، وتوفير بيئة مناسبة لبناء مجتمع متنور من خلال تعزيز الوعي الثقافي
ولفتت إلى أن هناك خطط مستقبلية لتوسيع نشاطنا، والوصول لشرائح أكبر ولا يبقى الهدف استهداف متخصصين أو هواة في المجال الفني والأدبي، ولكن نسعى للوصول للأطفال، وشباب أكثر وعمل زخم جماهيري، لكن الإمكانيات تحد من ذلك نوعًا ما
ظاهرة صحيةبحسب الشاعر والأديب مختار المريري المستشار الثقافي لمحافظة تعز فإن وجود منتديات وصالونات ثقافية متنوعة يشكل “ظاهرةً صحية” تكمل دور المؤسسات الثقافية الرسمية
وأشار المريري لـ«المشاهد» إلى أهمية هذه المبادرات في خلق حراك ثقافي وصناعة وعي تنويري شامل، خصوصًا في ظل ظروف الحرب والحصار
وأضاف أن المنتديات والصالونات يجب أن تكون نوعية ومحترفة، يديرها قادة إداريون مثقفون برسالة واضحة وخطط وبرامج ثقافية جدية، بعيدًا عن الاستعراض والظهور الإعلامي
وأشاد المريري بصالون “سطور” ومنتدى “الفكر الحضاري” كنموذجين جيدين في تعز، معتبرًا أن هذه المبادرات بحاجة إلى دعم وتطوير لاستمرار أدائها وتقديم برامج تنويرية تحقق أهدافها الثقافية
يذكر أن الحرب الدائرة في اليمن منذ 10 سنوات انعكست سلبًا على المشهد الثقافي في اليمن، وتعرضت عديد مؤسسات ثقافية للتخريب، وتوقف إصدار الصحف والمجلات والملحقات الثقافية، بالإضافة إلى توقف دور النشر والمكتبات العامة عن مزاولة نشاطها
كما طالت آثار الحرب النشاط الثقافي والفني في اليمن، وتضاءلت الفعاليات الثقافية والفنية بشكل كبير؛ نتيجة عدم الاستقرار والظروف الأمنية الصعبة
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير