ماذا نعرف حتى الآن عن ثاني أكسيد التيتانيوم في اليمن؟

منذ 11 ساعات

تعز- فهمي عبدالقابض & سعد عبد اللهكشف مصدر مسؤول في الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة اليمنية، طلب عدم ذكر اسمه، عن الطريقة التي تدخل بها مادة ثاني أكسيد التيتانيوم (E171) إلى الأسواق اليمنية

وقال المصدر لـ “المشاهد” إن هذه المادة تدخل إلى اليمن بدون بيانات وتحت تصنيفات البهارات، حيث تباع في محال البهارات كمعزز ومحسّن نكهات

 وأوضح أن سبب تواجدها في السوق المحلية يرجع لعدم وجود جهات رقابية صارمة في المنافذ الجمركية

متطرقًا إلى عدم وجود كوادر مؤهلة يمكنها معرفة نسب تواجد هذه المادة في المنتجات والعصائر وحلويات الأطفال التي تباع علنًا في الأسواق

وقال إن الهيئة العامة للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة سبق وأن صادرت وأتلفت كميات كبيرة من المنتجات المحتوية على هذه المادة، وفرضت رقابة صارمة على أماكن توريدها وبيعها، لكن المشكلة تتمثل بتكرار دخولها وبيعها باستمرار، مثلها مثل أي ممنوعات تدخل عن طريق التهريب، مع الإشارة إلى تناقص عملية دخولها مع تشديد الرقابة

وفي تحقيق لشبكة أريج نشر في نوفمبر 2013، عن انتشار استخدام صبغة التيتانيوم في مطاعم الحمص بقطاع غزة، في فلسطين، فإن التيتانيوم عبارة عن “مسحوق أبيض اللون، عديم الرائحة، غير قابل للاشتعال، لا يذوب في الماء، وعندما يكون شديد النقاء خاليًا من الشوائب يصبح شديد اللمعان والبياض”

وكان نائب مدير مكتب الأشغال العامة لشؤون صحة البيئة في تعز، عبدالله عثمان قال لـ”المشاهد” في خبر نشر في 16 أغسطس الجاري إن مادة التيتانيوم تستخدم في تعز من قبل بعض المطاعم والبوافي

وثاني أكسيد التيتانيوم (E171) هو مضاف غذائي يُستخدم بشكل شائع كعامل تلوين لإضفاء اللون الأبيض على الكثير من المنتجات الغذائية مثل الحلويات والكعك

واستخدام هذه المادة مضافةً إلى الأغذية يثير مخاوف صحية معينة، خصوصًا مع التعرض المزمن وبكميات كبيرة، وحاليًا تُتخذ تدابير تنظيمية للحد من استخدامه في بعض الدول

حيث تحظر كلا من مصر، الأردن وإمارة الشارقة استخدام هذا المضاف الغذائي

كما أن جميع دول الاتحاد الأوربي تحظر استخدام هذه المادة منذ عام 2022، في الأغذية لعدم ثبوت سلامة استخدامها كمضاف غذائي

ولا يزال استخدام هذه المادة كمضاف غذائي مسموحًا به في الولايات المتحدة، بريطانيا، استراليا والصين وسط نقاشات مستمرة بشأن تقييم سلامته الصحية في تلك الدول

ويقول تحقيق أريج إن استخدامات هذه المادة في “الأدوية والأغذية لا تعدو كونها لأغراض تجارية بحتة وذلك لإحساس المستهلك بمظهر جمالي للمنتج”

موضحةً أن “إضافتها لأقراص الأدوية يعطيها صلابة ودرجة بياض ناصعة توحي للمستهلك أنها على درجة عالية من الجودة والنقاء”

“وفى الأغذية تعطيها لمسات جمالية ولمعانًا وصلابةً نسبية تشجع المستهلك على اختيارها دون غيرها ممن تكون خالية منها، ومن أهم صفاته أنه مادة ملونة تستخدم في العديد من الصناعات بدءًا من الأدوية إلى مستحضرات التجميل إلى الأغذية لمنحها صلابةً وبريقًا، كما يستخدم في تبييض الجلود وصناعة السيراميك”

يشار إلى أن حملات الرقابة والتفتيش في مدينة تعز كشفت مؤخرًا عن جهات تعمل على استخدام مادة ثاني أكسيد التيتانيوم  (E171) في صناعة الحلويات وتحضير العصائر وقيدت مخالفات بذلك

وتصنف الوكالة الدولية لأبحاث السرطان ثاني أكسيد التيتانيوم مشتبه بها كمادة مسرطنة خصوصًا عند استنشاقها

في اليمن يثير تداول الأخبار عن هذه المادة فزعًا كبيرًا

إذ أنه تزامن الحديث عن هذه المادة مع تزايد حالات السرطان في مدينة تعز

وسجلت السلطات الصحية في مدينة تعز 882 حالة جديدة للسرطان خلال النصف الأول من العام الجاري

ويقوم مفتشو صحة البيئة في تعز بتسجيل مخالفات على المطاعم التي تستخدم هذه المادة

من السهل معرفة وجود هذه المادة في الأطعمة التي تأتي معلبةً وعليها لاصق بيانات التغذية

إذ يدوَن اسم المادة ضمن بيانات التغذية في لاصق العبوة بهذا الرمز (E171) أو الاسم المباشر ثاني أكسيد التيتانيوم (Titanium Dioxide)

في الأطعمة المعدة في المطاعم ونقاط بيع الطعام يمكن ملاحظة بياض ناصع على الطعام مثل الحمص أو الطحينية، بحسب تحقيق أريج

وختامًا

فإنه لا يمكن ربط حالات السرطان الجديدة في تعز باستخدام ثاني أكسيد التيتانيوم لوحدها

إذ يحتاج الأمر لدراسة علمية شاملة كون اعتبار هذه المادة مسرطنة للإنسان عند بلعها لا يزال محل جدل لدى الباحثين ووكالات السلامة الغذائية، وفقًا لدراسة بحثية عن سلامة ثاني أكسيد التيتانيوم كمضاف غذائي للبشر، نشرت العام الماضي  في مجلات متخصصة في علم السموم

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير