21 سبتمبر في اليمن.. «ثورة» أم «نكبة» ؟

منذ 2 سنوات

سيطرت جماعة أنصار الله (الحوثيين) في 21 سبتمبر/أيلول 2014 على العاصمة صنعاء، وبدأت الجماعة بالسيطرة رسمياً على الحكم في عاصمة الجمهورية اليمنية عام 2015

وبعد إحكام قبضتهم على العديد من المحافظات اليمنية والمؤسسات الحكومية، اعتمد الحوثيون يوم 21 سبتمبر إجازة رسمية، وتم إدراجها في المقررات الدراسية باعتبارها “ثورة يمنية لإسقاط مشاريع الوصاية الخارجية على اليمن

” لكن الكثير من اليمنيين يرون أن  21 سبتمبر هو يوم نكبة للشعب اليمني، ومحاولة لإعادة الحكم الإمامي الذي أفل في ثورة 26 سبتمبر عام 1962

ويرى البعض أيضًا أن 21 سبتمبر هو يوم لتذكير اليمن والخليح العربي بالخطر المتصاعد للتمدد الإيراني

 بعد معارك دامية بين قوات من الجيش اليمني ومسلحي جماعة الحوثي في محافظة عمران  انتهت بمقتل قائد في الجيش، العميد حميد القشيبي، اتجهت انظار الحوثيين نحو صنعاء

وفي مساء 21سبتمبر، اقتحم المسلحون الحوثيون كافة المعسكرات وثكنات الجيش المحيط بالعاصمة وسيطروا على مقر معسكر الفرقة الأولى مدرع ومبنيي الاذاعة والتلفزيون الرسميين ومبنى رئاسة الوزراء وكافة مقار الوزارات والمؤسسات الحكومية

 أعلن آنذاك عبده الترب، وزير الداخلية في الحكومة اليمنية ، الاستسلام موجهاً قوات الأمن بالتعاون مع مسلحي الحوثي بالقول: ” أنصار الله أصدقاء الشرطة”

قيادات الجيش والأمن ومعهم الملايين من اليمنيين كانوا في حالة من الإرباك والذهول، والكل يتساءل عن مصير البلاد بعد سقوط صنعاء

  إن المكتسبات…

من “ثورة” 21 سبتمبر كثيرة، ومنها “استقلالية اليمنيين في اتخاذ قراراتهم المصيرية خاصة بما يتعلق مع علاقتهم مع دول الجوار، حيث أصبحت علاقة الند بالند وليست علاقة التابع، كما كان في عهود الأنظمة السابقة”

بعد خمسة أشهر من سيطرة الجماعة على صنعاء، انطلقوا للسيطرة على منزل الرئيس اليمني الأسبق عبدربه منصور هادي ووضعوه تحت الاقامة الجبرية بمعية رئيس الوزراء خالد بحاح

تزامن ذلك مع انتشار قوات مسلحي الجماعة إلى محافظات يمنية أخرى مثل إب والحديدة والبيضاء والضالع وعدن

 في السادس من  فبراير/ شباط 2015، أعلنت جماعة الحوثي من داخل القصر الجمهوري الإعلان الدستوري، وبموجبه تم حل مجلس النواب،  وتشكيل مجلس رئاسي من 5 أعضاء، وتشكيل مجلس وطني انتقالي من 551 عضوا  يحل محل البرلمان المنحل

 وبحسب الإعلان الدستوري للحوثيين ، أُنشئت “اللجنة الثورية”، وأصبحت مسؤولة عن اتخاذ كافة الإجراءات لحماية سيادة اليمن ، وحدد الإعلان الدستوري عامين على الأكثر للفترة الانتقالية، وقال إن هذه الفترة ستخصص لإنجاز استحقاقات مؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة الموقع بين الجماعة الحوثية وأحزاب يمنية أخرى

سارعت ما تسمى باللجنة الثورية العليا  بتغيير أسماء العديد من الشوارع والمدارس والمعاهد والجامعات والمشافي والميادين والساحات والمساجد الواقعة في العاصمة صنعاء والمحافظات التي تسيطر عليها، وتم تغييرها  بأسماء رموز حوثية لتعزيز حضورها أوساط المجتمع

 منجزات وهمية، ولا تحقق شيئا يذكر للشعب والبلاد…

كافة المؤشرات والإحصائيات الصادرة عن المنظمات الحقوقية والانسانية المحلية والعالمية، جميعها تٌشير إلى  أن ما حدث في  21 سبتمبر لم تكن ثورة شعبية، وإنما إنقلاب ونكبة، تسببت بنهب اليمنيين وسلبهم حقوقهم التي كانوا قد اكتسبوها العقود الماضية

بدأت الجماعة بفرض مشرفين لها في كل الأحياء والحارات لحل النزاعات بين المواطنين خاصة المتعلقة بالأراضي والعقارات السكنية، وعقدت لقاءات في  منازل الشخصيات الاجتماعية تضم مواطنين تشرح فيها الجماعة سبب انقلابها وتعد المواطنين بمستقبل أفضل

 عينت اللجنة الثورية العليا الحوثية مندوبين لها في كافة المؤسسات الحكومية  للتدخل في وضع القرارات، وعملت على توزيع أفرادها في مناصب الإدارات العليا في الوزارات والمؤسسات الحكومية وفي القطاعات المختلطة مقابل فصل وتسريح البعض من وظائفهم

 إعلاميًا، عمل الحوثيون على تغيير السياسات التحريرية  لمؤسسات الإعلام الرسمي التي كانت تتبع الدولة اليمنية وأصبحت جميعها ناطقة بإسم الجماعة،  واقتحمت  واغلقت الصحف والإذاعات والقنوات الفضائية التي تتبع الأحزاب المعارضة أو المستقلة

 يعتقد الحوثيون أن سيطرتهم على صنعاء كانت لحظة فارقة في اليمن، وحققت البلاد تحت سيطرتهم منجزات لا يستهان بها

 يقول الناشط عمار الموالي لجماعة الحوثي في حديث  لـ”المشاهد” إن المكتسبات التي حصل عليها المواطن اليمني من “ثورة” 21 سبتمبر كثيرة، ومنها “استقلالية اليمنيين في اتخاذ قراراتهم المصيرية خاصة بما يتعلق مع علاقتهم مع دول الجوار، حيث أصبحت علاقة الند بالند وليست علاقة التابع، كما كان في عهود الأنظمة السابقة”

يضيف: “سعت جماعة الحوثي عقب 21 سبتمبر إلى بناء قوة عسكرية لا يستهان بها، خاصة في تصنيع الطائرات المسيرة،واستتباب الأمن وإنشاء مؤسسة الحبوب اليمنية، بهدف السعي الى الاكتفاء الذاتي في المحاصيل الزراعية، واستعادة الهوية الإيمانية لليمنيين”

  لكن تلك المنجزات وهمية، ولا تحقق شيئا يذكر للشعب والبلاد، بحسب معارضين

الناشط السياسي أحمد زين يقول لـ “المشاهد” إن جماعة الحوثي منذ ثمانية أعوام تعمل على تسويق الوهم لأتباعها ، إذ يقول: “كافة المؤشرات والإحصائيات الصادرة عن المنظمات الحقوقية والانسانية المحلية والعالمية، جميعها تٌشير إلى  أن ما حدث في  21 سبتمبر لم تكن ثورة شعبية، وإنما إنقلاب ونكبة، تسببت بنهب اليمنيين وسلبهم حقوقهم التي كانوا قد اكتسبوها العقود الماضية

جاء صعود الحوثي ليعيد حقبة الظلم  والظلام وانتهاك حق الانسان اليمني في الحياة والعيش بحرية وكرامة”

 برغم القوة المفرطة التي تستخدمها جماعة الحوثي للقضاء على من يخالف توجهاتها، لم تفلح كل الإجراءات التي اتخذتها الجماعة في دفع كل اليمنيين التي في مناطق سيطرتها على الاعتراف بـ 21 سبتمبر كثورة شعبية، بحسب المحلل السياسي محمد كميم

  يرى كميم أن المعاناة التي لاقاها اليمنيون بعد 21 سبتمبر لم يسبق وأن حدثت في اليمن إلا في عهود الائمة

يشرح المآسي التي جلبها الحرب إلى اليمن، ويقول: لـ “المشاهد”: “واجه اليمنيون كوارث في الاقتصاد والكهرباء والمياه والمشتقات النفطية من غاز وبترول وديزل، و تفشت البطالة، وتزايدت معدلات الفقر منذ أن  امتنعت  جماعة الحوثي عن تسليم  مرتبات الموظفين، وانهارت منظومات عدد من القطاعات أبرزها الصحية إذ انتشرت الأوبئة والأمراض كالكوليرا والدفتيريا وغيرها”

 ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير