: 26 سبتمبر... التاريخ الذي يرعب الحوثي
منذ 4 ساعات
كلما اقتربت ذكرى ثورة 26 سبتمبر، كلما انكشف حجم القلق الحوثي من هذه المناسبة التي أطاحت بحكم أجدادهم، وأرست النظام الجمهوري، ووضعت اليمن على خارطة الدول الساعية للتحرر والاستقلال
في صنعاء المحتلة وعدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، شنت ميليشيا الحوثي حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من الناشطين والصحفيين والمعلمين وحتى الأطفال، بتهمة الاستعداد للاحتفال بثورة 26 سبتمبر، في مشهد يلخص حالة الرعب التي تعيشها هذه الميليشيا عند كل محطة وطنية تُذكّر اليمنيين بجذور الدولة الجمهورية
لا تخفي الميليشيا سلوكها القمعي، بل تتباهى به وتحرض أجهزتها الأمنية ضد كل من يرفع العلم اليمني، أو ينشر صورة لرمز من رموز الثورة، أو يردد النشيد الوطني، وبحسب منظمات حقوقية، فإن أكثر من 270 مواطناً اختُطفوا خلال الأسابيع الماضية على خلفية مشاركاتهم الرمزية في إحياء ذكرى الثورة
في مدارس العاصمة المحتلة صنعاء، مُنع المعلمون من الحديث عن ثورة 26 سبتمبر، وتم اقتحام بعض المدارس التي رفعت الأعلام اليمنية، وفرضت على الطلاب خطب طائفية تمجّد سلالة بعينها وتعيد إنتاج الرواية الحوثية للتاريخ
المفارقة أن هذه الميليشيا التي تدّعي الجمهورية في وثائقها الرسمية، لا تحتمل أغنية وطنية أو علماً مرفوعاً، هي في الأصل ميليشيا تسكنها عقدة التاريخ، وتخشى من ذكرى تُجسّد سقوط مشروعها القديم المتجدد، ولهذا كل من يذكر 26 سبتمبر يعامل كتهديد مباشر لمشروعها القائم على السلالة والسلاح
لا تملك الميليشيا مشروعاً وطنياً يمكن أن ينافس ذاكرة اليمنيين، فحين يرفع مواطن العلم اليمني في صنعاء يرتعد الجهاز الأمني، وحين يغني طفل للنشيد الوطني تتحرك فرق الرصد والاعتقال وكأنهم في معركة وجودية مع روح الشعب
في الحقيقة هم كذلك لأن ذكرى 26 سبتمبر لا تعني فقط لحظة تاريخية، بل هي عنوان دائم لرفض العبودية، ومؤشر على أن المشروع الحوثي الإرهابي لا يمتلك أي شرعية شعبية أو سياسية
ختامًا؛ لم يعد سرًا أن الحوثي لا يخشى السلاح بقدر ما يخشى الأغنية، ولا يخشى الخارج بقدر ما يخشى التاريخ، ولهذا فإن كل اختطاف في ذكرى 26 سبتمبر، هو تأكيد إضافي على أن هذه الثورة لا تزال قادرة على إسقاط مشاريع الظلام من جديد