استهلاك سيفترياكسون دون وصفة: خطأ شائع في اليمن
منذ 4 أشهر
تعز- هائل الفقيهيلجأ بعض المرضى في اليمن إلى استخدام الأدوية دون وصفة طبية، ويجهلون أو يتجاهلون الأعراض الجانبية الخطيرة التي قد تتسبب بها تلك الطريقة
يشكل هذا الأمر تهديدًا لصحة المرضى، وقد ينجم عن الاستهلاك العشوائي للأدوية أعراضًا جانبية تسهم في تدهور صحة الفرد
يُعد علاج سيفترياكسون من المنتجات الدوائية التي تستخدم لمعالجة الالتهابات الناتجة عن العدوى البكتيرية، لكن، في اليمن، هناك من يستخدم هذا الدواء دون استشارة الطبيب أو دون الخضوع للتحاليل الطبية اللازمة
رياض راشد، ممرض في عيادة في ريف تعز، يروي لـ “المشاهد” تجربته مع أحد المرضى الذين جاؤوا ليطلبوا منه حقنهم بسيفترياكسون دون وصفة طبية
يقول: “جاء إلي رجل مسن قبل أشهر، وبيديه مضاد حيوي سيفترياكسون، وطلب مني أن أحقن له هذا الدواء
حينها، لم أختبر حساسية الجلد لديه، وبعد بضع دقائق من حقنه بسيفترياكسون، شعر الرجل بضيق في التنفس وزيادة في ضربات القلب، فاضطررت إلى إسعافه إلى المستشفى، وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة
”يشير راشد إلى أن إجراء اختبار الحساسية للسيفترياكسون إجراء ضروري قبل بدء المعالجة بأي مضاد حيوي، للتأكد من عدم وجود تحسس لدى المريض
ويضيف: “ينبغي للممرضين ومساعدي الأطباء وكل فرق الرعاية الصحية الالتزام بهذا الإجراء وعدم الاستهانة به، وتجنب المضاعفات الخطرة لهذا العلاج
”نبيل مهيوب، طبيب باطنية في تعز، يؤكد على أهمية إجراء الاختبارات اللازمة، بما فيها اختبار الحساسية، وإجراء الفحوصات الطبية الضرورية قبل إعطاء المريض منتج سيفترياكسون
في حديثه لـ “المشاهد”، يقول نبيل: “يجب إعطاء سيفترياكسون في المستشفيات والمراكز الطبية، ويجب إجراء اختبار حساسية لهذا الدواء على يد ممرض محترف، ومراقبة الحساسية في المريض، حيث إن هناك مرضى قد يتحسسون من السيفترياكسون، ويظهر ذلك على شكل تهيج جلدي، حساسية في الشعب الهوائية وزيادة في خفقان القلب وضيق في التنفس
”وفقًا لنبيل، يؤدي استخدام سيفترياكسون بإفراط إلى زيادة المقاومة البكتيرية لهذا الدواء، وبالتالي تقليل فاعليته في علاج العدوى، ويشير إلى وجود أكثر من 500 صنف دوائي يحمل نفس الاسم العلمي للسيفترياكسون، في السوق اليمنية، وهذا الرقم يدل على استخدام سيء، يضر المريض ولا ينفعه
وسيم الجعفري، صيدلي يمني في السعودية، يقول لـ “المشاهد”: “في العالم كله، لا يتم وصف سيفترياكسون إلا في المستشفى أو في مركز طبي
في اليمن، يتم وصفه في كل مكان، في العيادات والصيدليات، وحتى في البيوت، وهذا يدل على وجود فوضى، وانعدام الجهات الرقابية أو عدم قيامها بدورها
”عمولات للأطباءيوسف محمد، مندوب علمي في إحدى شركات الأدوية، يقول لـ “المشاهد”: “يعد سيفترياكسون الخيار الأول للمعالجة في معظم المستشفيات والمراكز الطبية، لدرجة أنه يصرف للأطفال الرضع”
يشير محمد إلى أن بعض شركات الأدوية تمنح الأطباء عمولات على المبيعات التي يسهمون في تحقيقها، ولهذا تعد العمولات السبب الرئيس في وصف هذا الدواء بإفراط
أحمد العمري، صيدلي في تعز، يقول لـ “المشاهد”: “هناك فوضى عارمة بخصوص وصف المضادات الحيوية، وهناك خطر كبير على المرضى عندما يستهلكون أدوية لا يحتاجون إليها
”يضيف العمري: “بعض شركات أدوية تخصص عمولات مهولة، وتوظف ممرضين بغرض إعطاء المرضى أكبر قدر من هذا الدواء
ويوجد أطباء يكتبون أكثر من مضاد حيوي بجانب سيفترياكسون في نفس الوصفة، وهناك جهات رقابية بحاجة إلى من يراقبها
”وسيم الجعفري، صيدلي يمني في السعودية، يقول لـ “المشاهد”: “في العالم كله لا يتم وصف سيفترياكسون إلا في المستشفى أو في مركز طبي
في اليمن، يتم وصفه في كل مكان، في العيادات والصيدليات، وحتى في البيوت، وهذا يدل على وجود فوضى، وانعدام الجهات الرقابية أو عدم قيامها بدورها
”ضعف الرقابةيشير عضو نقابة الصيادلة اليمنيين بتعز، د
نزيه عبدالباسط، إلى أن الكثير من مساعدي الأطباء أو الممرضين يعتبرون سيفترياكسون صنفًا مقاومًا للبكتيريا، “والصحيح أن هذا الصنف تقاومه البكتيريا، ويؤثر على صحة الجسم إذا تم استخدامه بشكل خاطئ
”يضيف عبدالباسط: “هناك مراكز لمساعدي الأطباء ومختصي المختبرات والممرضين، ويشتغلون كأنهم أخصائيون، دون أية رقابة، ويكتبون الوصفات الطبية للمرضى
”يتابع: “قد لا يتحسن المريض حتى وإن تعاطى أكثر من عشر حقن دوائية من هذا الصنف، لأن العدوى قد تكون بسبب فيروسي، وليس بكتيريًا
في هذه الحالة، الدواء لا يفيد المريض، بل سيضره”
تيسير السامعي، نائب مدير الإعلام والتثقيف الصحي في مكتب الصحة بتعز، يقول لـ “المشاهد” إن الحرب في اليمن تسببت بتدهور القطاع الصحي، وضعف جهاز الرقابة على هذا القطاع، ويؤكد أن عدم الالتزام بالقوانين والأنظمة الصحية، هو السبب الرئيس لظهور الإفراط في استخدام الأدوية وبيعها دون وصفة طبية”
ومع الاستمرار في استهلاك المتزايد لعلاج سيفترياكسون في اليمن، يحث السامعي الجهات المعنية على التوعية بالمخاطر التي يمكن أن تنجم عن هذا الدواء إذا لم يتم استعماله بشكل سليم ومسؤول
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير