“الجلاء”.. مناسبة تثير الجدل في جنوب اليمن

منذ سنة

في 30 نوفمبر من كل عام تحل  ذكرى استقلال الجنوب اليمني عن الاحتلال البريطاني الذي دام 129 عاما

يثار جدل بين اليمنيين حول سلبيات وإيجابيات الاستعمار الإنجليزي، بخاصة في مدينة عدن

بالرغم من انقسام اليمن في الوقت الراهن بين قوى متصارعة في الشمال والجنوب، إلا أنه يتم الإحتفال بهذا المناسبة بشكل رسمي وهو يوم إجازة للدوائر الحكومية في جميع أرجاء اليمن

بعد نحو ستة عقود من خروج آخر جندي بريطاني من عدن، يبرز السؤال المثير للجدل حول كيف كان سيصبح حال مناطق جنوب اليمن لو استمر حكم الانجليز فيها؟ استطلع “المشاهد” آراء عدد من السياسيين والناشطين في الجنوب حول أمنيات البعض بعودة أيام الاحتلال البريطاني، وكيف دفعت الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السلبية الراهنة التي يعاني منها المواطن اليمني في الجنوب اليوم إلى الاعتقاد بأن الاحتلال لم يكن شريرا

في العام 2017، أنتجت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي THE LAST POST ”الموقع الأخير”، وهو أول مسلسل انجليزي يتحدث عن الأيام الأخيرة لوجود جنود الاحتلال البريطاني في اليمن

أظهر مؤلفا المسلسل البريطانيان، بيتر موفات ومايك كولينز، التواجد البريطاني في مدينة عدن في ستينيات القرن المنصرم على أنه أمر معتاد، وكأن عدن جزء من بريطانيا، وأنها ليست أرضا محتلة، وأن اليمنيين الذين طردوا المحتل الإنجليزي هم إرهابيون، وليسوا ثوارا

الناشط والسياسي العدني علي شبيلي من الشخصيات المناصرة للاحتلال الإنجليزي في تلك الحقبة يقول في حديثه ل “المشاهد” بأن مدينة عدن أيام حكم الإنجليز كانت من أرقى المدن العربية، ويؤيده الناشط العدني نجيب السنيدي الذي وصف مدينة عدن إبان الاحتلال بأنها كانت قطعة من لندن

يرى السنيدي أن الإنجليز عملوا على تنظيم شؤون الناس في عدن، ولم يغفلوا عن تطوير البنية التحتية للمدينة

يتذكر السنيدي تلك السنين، ويقول: “كان الأبيني والحضرمي والبدوي والضالعي واليافعي والمهري، وكل أبناء الجنوب متعايشين خلال فترة حكم بريطانيا في الجنوب، بل أن مدينة عدن كانت مثالا للتعايش بين المواطنين والوافدين من مختلف الجنسيات والأديان والمذاهب”

ويضيف ل “المشاهد”: “لا مجال لمقارنة وضع عدن ومناطق الجنوب خلال فترة الحكم البريطاني حيث كانت الطرق معبدة والشوارع نظيفة وتطبيق النظم الصارمة الصالحة للبشرية، مع واقعنا اليوم، حيث يقتل أبناء الجنوب بدم بارد، ويتم التآمر عليهم وعلى أرضهم”

خالد الوليدي، مواطن من عدن، يعتقد أن “الزمن الجميل لمدينة عدن كان في عهد البريطانيين”

يقول الوليدي ل “المشاهد” إن البريطانيين كانوا يسمحون للمواطنين بتناول نبتة القات يوم الخميس فقط من كل أسبوع، وكان يأتي القات من محافظة الضالع

يقول الدكتور عبدالله مبارك الغيثي عضو الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد موجها اللوم لمن يحن للاحتلال البريطاني من أهالي الجنوب اليمني: “تحتفلون بطرد بريطانيا من الجنوب، وبعد مرور 59 سنة من خروج بريطانيا من عدن، الغالبية الساحقة من الجنوبيين يترحمون على أيام بريطانيا في الجنوب ويتمنون لو أنها لم تغادر عدن: إذن بماذا تحتفلون؟”لا يتفق الجميع في الجنوب على أن الإنجليز كانوا يقيمون حكما رشيدا في عدن أو المحافظات الجنوبية الأخرى التي كانت تحت سيطرتهم

يقول الناشط السياسي محمد الكثيري: “كان البريطانيون يزرعون الفتن ويفرقون بين أبناء الوطن الجنوبي، ولم يشجع البريطانيون أبناء عدن على التعليم لأنهم كانوا يتعمدون بأن لا يصبح المواطن صاحب رأي أو قائد في أي مؤسسة كانت تعمل في الجنوب

”ويرى الكثيري أن من يردد المزاعم التي تمدح الإنجليز بأن الزمن الجميل لمدينة عدن كان في عهد الاستعمار لا يدرك بأنه أصبح جزءا من آلة الدعاية البريطانية

عوض كشميم رئيس التحرير السابق لصحيفة 30 نوفمبر الحكومية، يقول ل “المشاهد” إن المناسبات الوطنية كالاحتفال بثورتي 14 أكتوبر و  30 من نوفمبر المجيدتين تذكران الناس في عدن ومناطق الجنوب اليمني بأمجاد أجدادهم الثوار الذين طردوا المستعمر البريطاني، وأرادوا أن يعيش اليمنيون حياة كريمة

“يضيف: “من يؤيد المحتل البريطاني ويمجد أيامه هم يحاولون التخلي عن موروث النظام السياسي للحزب الاشتراكي اليمني والجبهة القومية من أجل التقرب من المملكة المتحدة والمملكة السعودية”

يرى كشميم أن الاشتراكي يدعو لمشروع الوطن مشروع اليمن الكبير، أما المتغنون بالاستعمار البريطاني يرفضون هذا المشروع، كما ترفضه بريطانيا والسعودية والإمارات “

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير