«السعودية العدو التاريخي لليمن» رسالة من الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني للرئيس سالم ربيع علي

منذ 2 سنوات

السعودية العدو التاريخي لليمن من مذكرات الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني* ====================================رسالة الرئيس القاضي عبدالرحمن الإرياني للرئيس سـالم ربيـع عـلي رحمهما الله للتنسيق مع الأشقاء في اليمن الجنوبي لمؤتمر القمة العربي في 1969/11/2بسم الله الرحمن الرحيم سيادة الأخ الكريم سالم ربيع عليرئيس مجلس الرئاسة لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع تحياتي وتقديري أرجو لسيادتكم الصحة الكاملة والسعادة الموفورة

 وفي هذه الأيام المباركـة مـن شـهر الله الكريم نبتهل إلى الله العلي القدير أن يمدنا بالقـوة والقدرة، وأن يسدد خطانـا لـكـل مـافيـه خـير قطرنا اليمني ووطننا العربي، وشعبنا وأمتنا العربية

وبعد:يحمـل هـذه الرسالة إلى سيادتكم، معـالي الأخ الأستاذ عبـد الـكـريـم العنسي وزيـر شـؤون الرئاسة والمجلس الوطني، ومعالي الأخ عبـدالله عبـدالـوهـاب نـعمـان وزير الإعلام وشئون الوحـدة اللذان يحملان بعـض التفاصيـل الشفهية إلى جانـب هـذه الرسالة

(حديث طويل حول قضية فلسطين القضية الأولى للعرب والمسلمين آنذاك حسب الرسالة، والتنسيق بين اليمنين الشمالي والجنوبي في مؤتمر القمة العربي عام 1969م

)

نعم، إنـه لمـن الجـلي أمامنـا جميعـاً، هـذا الموقف العدواني الصريح والعنـف الـذي يتخذه حكام المملكة السعودية ضدنا، والذي يتطلب منا بالتالي موقفاً صريحاً وعنيفـاً ومشروعـاً للدفـاع عـن شـعبنا وبلادنا، وعـن إرادتنا العادلة في الحياة الحرة الكريمة

وبالطبع فإنكـم تعرفون •إستمراء السعودية للغـي وللبغي علينـا، واستمرارها في إثارة وتموين وتوجيـه الحرب العدوانيـة ضـدنـا

والأمر الذي نحـب أن تـزدادوا بـه عـلـما هـو أنـه عـلاوة على الحرب التي يشنها السعوديون، والتي لاتزال دائرة حتى اليـوم في لواء الشام، بالذهب وبالسلاح السعودي وبتوجيـه مرتزقة السعودية، فإن مصادرنا الخاصة تؤكد لنا أيها الأخ العزيز أن حكام السعودية ومـن يمدهـم ويقف وراءهـم يخططون ويعملون على ثلاثة محاور هي:#المحور الأول: وهـو الحـرب الساخنة في مناطق اليمـن الشـمالية، والتي لم يعـد هدفهـا هـو إسقاط النظام الجمهـوري حيـث أصبـح هـذا الهـدف ثانوياً، وأصبـح الهـدف الأول هـو إقـلاق واستنزاف النظام الجمهـوري في الشمال، وشغل وليّ أعنـاق القـوات الجمهورية - نظاميـة وشـعبية، (شغلها) عـن مهامها الأساسية إلى معارك جانبية، لتتمكـن السعودية من مواصلة عملهـا في المحور الثاني

والمحور الثاني: أن حكام السعودية، قد افترضـوا أنه في حالة ما إذا لم يتم استنزاف وإضعاف النظام الجمهـوري فليكـن بينهم وبينـه (حـزام واق)، أو منطقة فاصلة تمتص تياراته وتستوعبها قبل وصولها إلى المملكة وشعبنا العـربي هناك، وهـذا الأمر يستدعي منهـم أن يجعلـوا مـن بعـض المناطق اليمنية مناطـق غير مستقرة، وتعيش في قلق دائـم وحروب، ولاتخضع للنفـوذ والسلطة الحكومية بشكل كامـل وسـليم، وهـذا هـو مـايـدور اليـوم

والمحور الثالث: هـو العمل السعودي العدواني ضـد جنوبنا اليمني، وكل المعلومات لدينـا تـؤكـد النظرة العدائيـة الشـديدة التي ينظـر بـهـا حـكام السعودية إلى النظام والوضع القائم في الجنوب، وتبين أنهـم يجعـلـون مـن نجاحهـم في الشـمال مـدخـلاً لعمـل مشـابه في الجنوب، وليست التصريحات الأخيرة لعمر السقاف وزير خارجيتهـم إلا طفـح المكيـال المليء بـكـل الحقـد والغضب والتآمر

سيادة الأخ الكريم: هذا هو موقف السعودي منا #كيمـن واحـد، وهـو موقف عدائي صريح وواضح، وذلك رغـم أنـا بـدافـع الإشـفـاق مـن الحـرب وويلاتها، وبدافع شعورنا بـأن شعبنا المعـذب أصبح بحاجة إلى السلام ليتحقـق لـه شيء من آماله الملحة التي يعلقهـا عـلى الثورة

أقـول، برغم أننـا بهـذه الدوافع المنطقية المخلصـة، قد أعلنـا في بياناتنا وتصريحاتنا، رغبتنا في السلام وعـن حسـن نياتنا واستعدادنا لإقامة علاقات (عـدم اعتـداء) عـلى الأقـل معهـم، إلا أن النتيجـة كـانـت هـذا •الموقف السعودي الفظ والحاقد، والذي لايعني إلا أن الثراء قـد أبـطـر إخواننا على الله وعلينا، وجعلهـم يـطـغـون بمـا يـمـلـكـون مـن مـال، عـلى مـن يملكون إرادة الحياة الحرة الكريمة

إن رد الفعـل الطبيعـي الـذي ينتظـره مـنـا شـعبنا، وتفرضـه عـلينـا القيـم والمبادئ هـو ألا نطيـل السكوت عـلى هـذا العمـل الـعـدواني السـافر، ومـن هنـا فـنـحـن ننظر إلى مؤتمر القمـة الـعـربي القـادم عـلى أنـه وثيـق الـصـلـة جـداً بهذه القضيـة المستفحلة كل يـوم، كـما نـرى أنهـا هـي أيضـاً عميقـة المصلحة بهذا المؤتمر وتدخل في صميـم مـهـماتـه وأعـمالـه

هـذا إذا كان الحكام العرب جاديـن وصـادقـيـن فيـما يعالجونـه مـن قضاياهـم، ومـن أجـل جـعـل شـعـار (حشـد أقـصى الطاقات) شعاراً صـادق يرجـى لـه النجـاح

وأحـب هنـا يـاسيادة الأخ العزيز أن أذكركـم بـما أعتقد أن مندوبيكـم إلى مؤتمر الدفاع ووزراء الخارجية، قـد نـقـلـوه إليكـم في تقريرهـم عـن أعـمال المؤتمـر حـول محاولة الأخ أحمـد قـائـد بـركات، وزير خارجيتنا، إثارة موقف السعودية العدواني من اليمن والموقف السلبي التـام الـذي دفـن فـيـه ممثلـو الحكومات العربية رؤوسـهـم فـِراراً مـن أن يُدفعـوا عملياً إلى قلـب مشكلة عربيـة حقيقية، تستنزف القـوى العربية وتهدر فيها الإمكانيات

فـراراً منها لشيء واحـد؛ وهـو جـعـل الاعتبارات الشخصية والمصالح الخاصة ومراعاة المزاج الصفراوي لبعـض الملـوك فـوق كل اعتبـار وفـوق مصلحـة الأمـة العربية وكرامتهـا

ولما كنا لانتوقع نتائج إيجابية وفعالـة مـن افـتراض قبـول مندوبي الحكومات العربية لدراسـة هـذه القضية، فإننا لم نصـب بأيـة خيبـة أمـل تذكـر نتيجـة لهـذه السلبية ولـزمِّ الشـفاه دون كلمـة حـق واحـدة، ولكـن ذلـك أكـد لـنـا •رأينـا مـن الجامعة العربيـة وسـلبيتها، إلا أننـا كـنـا ننتظـر مـن الإخـوان ممثلي الدول التقدمية الشقيقة أن يتفوهـوا بكلمة واحـدة تثبت تضامنهم، ولكنهـم مـع الأسف لم يجرؤوا عليهـا، وبرهنـوا فـقـط عـلى أنهـم لايعنـون إلا بمصالـح أقطارهـم، وعـلى أيـة حـال فـإن مـاجـرى في مؤتمر الدفاع ووزراء الخارجيـة قـد أفادنـا كثيراً، وذلـك أنـه أكـد لـنـا أن علينـا ألا ننتظـر حـتـى مـن الإخـوة موقفـاً يـكـون لـه آثـار فـعالـة في قضيتنـا مـع السعودية، #ومع السعودية بالذات وفي هذا الوقت، فأصبحنا لانؤمن إلا بأنفسنا وبمقـدار مـانستطيع أن نفعله لإيقاف كل عمل عدائي ضدنا

ولا شك أن العمـل صعب وتكتنفه الكثير من الصعوبات والمتاعب ، ولكـن العصا السحرية في هـذا المجـال تتمثل في العمل الموحـد الـذي تلتـزم بـه اليمـن بجنوبها وشمالها، فالقضيـة هـي قضيتهـم وحدهـم، وهي قضيتهـم كلهـم، وهي تلزمهـم بـأن يضطلعـوا بـها هـم، وبـأن يـكـون لهـم فيـهـا موقف محدد وموحد

 (بقية الرسالة تتحدث عن هموم وهاجس الوحدة اليمنية ومراحل تحقيقها التي بدأت آنذاك

) رحم الله القاضي عبدالرحمن الإرياني فقد شخص السعودية كعدو حقيقي لليمن واليمنيين، وعراها على حقيقتها، وكأنه يتحدث عن واقعنا وقصتنا اليوم مع السعودية، والتاريخ يعيد نفسه بأدق التفاصيل

* ثاني رئيس للجمهورية العربية اليمنية عقب قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م التي أطاحت بنظام الإمامة الكهنوتي واستبدلته بالنظام الجمهوري العادل