: الصحة والتعليم… أزمات متفاقمة وانتهاكات مستمرة

منذ ساعة

تشهد مناطق سيطرة الحوثيين في اليمن تدهورًا غير مسبوق في قطاعي الصحة والتعليم، وسط تقارير دولية تؤكد اتساع رقعة الانتهاكات التي طالت المرافق المدنية وحولت حياة ملايين السكان إلى معاناة يومية متواصلة

فخلال الأشهر الأخيرة، برزت شهادات ميدانية وتقارير إنسانية توثّق خروج عدد كبير من المستشفيات والمراكز الطبية عن الخدمة نتيجة الاعتداءات المباشرة والاقتحامات المتكررة وعرقلة أعمال المنظمات الإنسانية، ما أدى إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الحيوية وحرمان آلاف المرضى من الرعاية الأساسية

وفي الوقت الذي يواجه فيه المرضى مخاطر متزايدة، يواصل العاملون الصحيون أداء مهامهم في ظروف بالغة الصعوبة، وسط انقطاع الرواتب ونقص الكوادر وتراجع البنية التحتية الصحية، وتشير التقارير إلى أنّ برامج التطعيم والرعاية الوقائية توقفت في مناطق واسعة، في ظل ارتفاع معدلات الأمراض والأوبئة بين الأطفال والنساء وكبار السن

أما قطاع التعليم، فلم يكن أفضل حالًا، فقد تضررت مئات المدارس بفعل الحرب، وتعرض بعضها للاقتحام أو الاستخدام لأغراض غير تعليمية، ما أدى إلى تعطّل الدراسة وانقطاع آلاف الأطفال عن فصولهم، ومع استمرار انقطاع رواتب المعلمين وتراجع الإمكانات التعليمية، وارتفعت نسب التسرب المدرسي، ما يهدد بضياع مستقبل جيل كامل

ويتزامن ذلك مع تقارير دولية تشير إلى احتجاز الحوثيين موظفين أمميين منذ سنوات، وهو ما تسبب في تعطيل مشاريع إنسانية أساسية كان يعوّل عليها ملايين اليمنيين للحصول على خدمات صحية وتعليمية عاجلة، وفي ظل هذه الانتهاكات، باتت المنظمات الدولية غير قادرة على تنفيذ برامجها الحيوية بالشكل المطلوب، فيما تتعاظم احتياجات السكان يوماً بعد آخر

وتطالب جهات دولية ومحلية بضرورة تدخل عاجل لإعادة تشغيل المرافق الصحية والتعليمية، وحماية العاملين في المجالين، وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها دون عوائق، فالأزمة لم تعد مجرد تراجع في الخدمات، بل تحولت إلى تهديد جاد للحياة اليومية ومستقبل اليمن بأسره