“المشاهد” يحاور المتحدث باسم جمعية الصرافين: هذا ما حدث لأسعار الصرف
منذ 18 ساعات
حاوره – بديع سلطانفي تطوراتٍ مفاجئة، شهد الريال اليمني تحسنًا ملحوظًا منذ أواخر شهر يوليو الماضي
وأثارت تلك التطورات حيرة المتابعين والخبراء الاقتصاديين تجاه الإجراءات التي أدت إلى التحسن المفاجئ للعملة المحلية، بعد سنوات من التدهور
ورغم إعلان البنك المركزي بعدن تنفيذ إجراءاتٍ عديدة لتحقيق التعافي، كتفعيل لجنة تمويل الاستيراد ونقل مؤسسة ضمان الودائع إلى عدن
وإحكام قبضته على القطاع المصرفي؛ إلا أن التساؤلات حول “لغز” تعافي الريال اليمني ما زالت مستمرة
فطالما كانت -وما زالت- جمعية الصرافين تواجه الانتقاد في كثير من الأحيان، من بعض النخب الاقتصادية
ويتعرض الصرافون لاتهاماتٍ بتورطهم في المضاربة بالعملة، والتسبب بانهيار سعر صرف الريال
كونهم أحد الأطراف المسؤولة عمّا لحق القطاع المصرفي من نكبات
إضافةً إلى عوامل أخرى ذات تأثير، كالحرب والصراعات السياسية وتعطل موارد البلاد وصادراتها
“المشاهد” التقى المتحدث الرسمي لجمعية الصرافين، الأستاذ صبحي باغفار؛ للتعرف على الجهود غير المعلنة ودور الجمعية بتحسن سعر الريال
وتساؤلات المواطنين حول أسباب تأخر تحسن أسعار السلع رغم تراجع أسعار العملات الأجنبية
المشاهد: التحسن في سعر الصرف مؤخرًا كشف وجود تنسيق وتفاهمات مشتركة بين البنك المركزي وجمعية الصرافين
ماهي أبرز التفاهمات والرؤى المشتركة خلال الفترات السابقة وفي الوقت الراهن؟باغفار: ركّز البنك المركزي اليمني بعدن بصورة مكثفة على إيجاد معالجاتٍ اقتصادية شاملة
تتعلق بالموازنة العامة ومعالجة أسعار الصرف خلال فترات سابقة وبإجراءاتٍ مستمرة تديرها مراكز إدارية مدعمة بالكفاءات والخبرات في المجال ذاته
وكان ودور الصرافين أساسيًا في هذا الجانب
حيث بذلت جمعية الصرافين جهدًا فاعلًا في عملية تعافي الريال اليمني التي نشاهدها ونلمسها اليوم
وكل هذا تم بالتنسيق مع البنك المركزي وتظافر الجهود والعمل بمنظومة متكاملة وشاملة من جميع القطاعات العامة والخاصة
وشملت حزمة قرارات متزامنة، وما زلنا نواصل بذل جهدٍ كبير في هذا الإطار وَفق توجيهاتٍ يتم تعميمها على كافة القطاعات
وما حدث من تحسن في سعر الصرف خلال الأيام الماضية هو خلاصة جهود مشتركة وخطط
كان أهمها استراتيجية النزول التدريجي ضمن رؤيةٍ لجمعية الصرافين قبل نحو عامين
علمًا أن هذه الرؤية كانت ضمن جهود متعددة وغير محدودة لم تثمر إلا بالتحركات التي نفذها البنك المركزي بالتنسيق مع جمعية الصرافين
ورفع مستوى التوعية الاجتماعية بالسلوك الواجب اتباعه في التعاملات المالية، والتي حظيت بترحيبٍ واسع بعد استقرار أسعار الصرف
وبما أن الحديث عن هذه الإنجازات لم يلقَ تسليطًا كافيًا للضوء، فلا شك أن تقييم دور جمعية الصرافين سيكون محدودًا
في حين أن هذا الإنجاز يجب أن يحظى بتشجيع ومؤازرة؛ كوننا نعيش في ظروفٍ صعبة للغاية
ونعول على الدور الإعلامي كثيرًا؛ للإسهام في إيضاح الرؤى وتشجيع التعاون بين القطاعات؛ بما يخدم اقتصاد البلاد، ويعزز من مكانته
رؤية النزول التدريجي تم وضعها قبل عامين، ونفذت في بعض المحافظات دون غيرها
وقمنا بمناقشتها قبل شهرين ولكن بآلية أكبر وأشمل وأكثر قوة وثقة
وبدأتْ بدراسة تكوين مركز للمدفوعات لبيع وشراء العملة يشرف عليه البنك المركزي بنخبٍ عالية الكفاءة والخبرات
تدير كافة العمليات لتمويل الاستيراد وتضبط آليته، والتي تكللت بالنجاح خلال أواخر يوليو الماضي، بانخفاض أسعار الصرف وتعافي الريال اليمني
المشاهد: ما الذي حدث حتى نفهم تحسن سعر صرف العملة المحلية؟ ما الذي قمتم به بالتفصيل؟باغفار: بدأ التعميم والاعلان بأسعار المصارفة التوجيهية على مراحل، وأعطيتْ فرص للتداول الهادئ والتخلص من النقد الفائض
وتم ذلك على فترات؛ ما سهل من عملية تنفيذها
وتزامن هذا الإجراء مع عمليات متابعة ومراقبة، ظهرت من خلالها نتائج استجابة واسعة ومطمئِنة وفي كافة المحافظات
وكان هناك استجابة في القطاع التجاري وإن كانت محدودة إلا أنها تزيد يومًا بعد آخر للعديد من العوامل
كان أهمها رفع مستوى الطمأنينة باستقرار العملة، والتوجه نحو معالجات تشترك فيها جميع القطاعات والوزارات والسلطات المحلية
وتنفيذ النزول الميداني للجهات الرقابية المختصة لتقييم السلع والوقود
وهذا هو ما حدث، والأيام القادمة تبشر بخير ومزيد من المعالجات سيتم التعرف عليها في حينه
المشاهد: ما توقعاتكم بالمستوى أو السقف الذي قد تصل إليه أسعار الصرف وتستقر عنده؟باغفار: من السابق لأوانه تحديد سقف لأسعار الصرف، وكل مرحلة ستكون أفضل من سابقتها، وقيادة البنك المركزي تبذل جهودًا لم نشهدها من قبل
لكن الأكيد أن الواقع السابق الذي كان غير منطقي لن يعود مجددًا
حيث شهد ارتفاعات تاريخية؛ أدت وصول أسعار الصرف إلى مستويات غير مسبوقة
باغفار: من السابق لأوانه تحديد سقف لأسعار الصرف، وكل مرحلة ستكون أفضل من سابقتها، وقيادة البنك المركزي تبذل جهودًا لم نشهدها من قبل
لكن الأكيد أن الواقع السابق الذي كان غير منطقي لن يعود مجددًا
”المشاهد: البعض يتساءل عن مدى قوة التعافي وما إذا كان ناتج عن إجراءاتٍ اقتصادية حكومية، وسط قلق من عدم استمراريتها
ما قراءتكم لهذا الأمر، وكيف تستطيعون تعزيز الثقة لدى المواطنين، وما آليات ضمان استقرار العملة؟باغفار: الإجراءات التي اعتمدها البنك المركزي اليمني تتزامن مع توجيهات مجلس القيادة الرئاسي والحكومة لكافة المكونات والمنظومة الاقتصادية لتنفيذ جهود متكاملة
كانت هي الرؤية التي كنا نطمح أن تكون موجودة
وندرك أن النجاح أمر حتمي مادام الكل مشارك وداعم له، وبجهود متظافرة ومجتمعة لم نشهد لها مثيل من فترات سابقة
كما يجب على وسائل الإعلام رفع مستوى الوعي المجتمعي بعدم شراء العملات لغير الحاجة التجارية
وسيتم تنظيم عملية الشراء وترتيبها بما يعزز الطمأنينة والثقة وروح التعاون والحس بالمسؤولية
وتشجيع كل من يسهم في بناء الاقتصاد ويسهم فيه بالقدر الذي يرفع المعاناة عن شعبنا وبلدنا
وما ذكرناه سيعزز من رفع مستوى التعاون الدولي والإقليمي، وتأتي في مقدمتها دول الخليج والبنك الدولي والدول الشقيقة والصديقة
ويعزز ذلك من توجهاتهم لدعم الاقتصاد الوطني
المشاهد: متى سيلحظ المواطن بشكل ملموس وواضح أثر هذا التحسن على أسعار السلع الأساسية؟باغفار: لا شك أن التحسن بدا ملموسًا، وإن كان بطيئًا، إلا أنه يزداد مع زيادة الاطمئنان والثقة بإجراءات البنك المركزي والتعافي المستمر
ويشترط متابعة السلطات الرقابية، على أمل ألا يقف الأمر عند هذا الحد، ونتوقع ما هو أفضل
المشاهد: هل تتوقعون توحيد سعر الصرف أو إنهاء الانقسام النقدي مع جماعة الحوثي
وتحديد سعر موحد للصرف تمهيدًا لتفاهمات سياسية؟باغفار: ما نرجوه هو تحييد الاقتصاد عن الصراعات؛ لما لها من آثار عكسية على معيشة المواطن
ونأمل أن تعود صادرات النفط والغاز، وترفع من مستوى الناتج المحلي
كما نأمل بالنسبة لموضوع الانقسام النقدي والتشوهات النقدية والازدواج المصرفي أن تجد حلولًا جذرية
ويكون هناك قدر كافٍ من الجهد لإيجاد معالجات جادة
باغفار: ما نرجوه هو تحييد الاقتصاد عن الصراعات؛ لما لها من آثار عكسية على معيشة المواطن
ونأمل أن تعود صادرات النفط والغاز، وترفع من مستوى الناتج المحلي
كما نأمل بالنسبة لموضوع الانقسام النقدي والتشوهات النقدية والازدواج المصرفي أن تجد حلولًا جذرية
ويكون هناك قدر كافٍ من الجهد لإيجاد معالجات جادة
”المشاهد: ما المطلوب من التجار الآن؟باغفار: من حيث المبدأ ما يجب على التجار هو ما يجب على البنوك والصرافات، وكل من يرتبط بعمليات تداول النقد الأجنبي
وبذل ما يمكن من جهود للتماشي مع هذا التعافي، بما يعزز قدرة المواطنين على شراء السلع، والإسهام بتحريك العجلة الاقتصادية
المشاهد: ماذا يمكن أن يعمل البنك أو جمعية الصرافين لاستعادة الثقة وتحقيق الاستقرار في سعر صرف العملة؟باغفار: نحن على ثقة أن الجهود مستمرة، والتعاون المشترك قد أعطى أثرًا ملموسًا واستمراريته لا شك أنها قناعة تامة
ترسخت بالقدر الذي تحقق من الإنجاز ونسعى للمزيد، وثقتنا بالجهود المبذولة من البنك المركزي ووزارة الصناعة والتجارة وكافة القطاعات المعنية
وتتعزز المشاركة يومًا بعد آخر
كما أن الواقع أثبت الدور الفاعل للإعلام تجاه القضايا الاقتصادية بصورة مشجعة وإيجابية، تعزز من مشاركة المجتمع في التعافي ودحض الشائعات
وبث روح التعاون والمشاركة والاتفاق والالتفاف حول معالجة استقرار العملة وأسعار الصرف
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير