“توازن الضعف” يُمهّد لسلامٍ مرتقب باليمن

منذ 4 أيام

عدن – بديع سلطان تجددت المواجهات العسكرية، بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، خلال الأسبوع الماضي، في قطاع جواس شرق محافظة الجوف

كما عادت الاشتباكات بين الطرفين بشكل أقل حدة في محوري مأرب وتعز

يأتي هذا بعد هدوءٍ نسبي شهدته جبهات القتال بين الجانبين، منذ أبريل عام 2022، عقب هدنةٍ هشة

كانت تشهد خروقاتٍ بشكل متواصل بين الحين والآخر

هذا التجدد في المعارك، يثير تساؤلات عن إمكانية عودة التصعيد العسكري الشامل إلى الواجهة، خاصةً في ظل جمود العملية السياسية

وكانت قوات المنطقة العسكرية السادسة (حكومية)، صدّت الأسبوع الماضي هجومًا، شنه الحوثيون، على مواقع عسكرية في قطاع جواس شرق الجوف

مصادر محلية في الجوف (شمال اليمن)، كشفت عن استخدام القوات الحكومية، ولأول مرة، طيرانًا مسيّرًا، استهدف أطقمًا تابعة للحوثيين

واعتبر مراقبون وخبراء عسكريون ذلك تغيّرًا في موازين القوى لصالح القوات الحكومية

كما اعتبر الخبراء العسكريون هذا التطور، بأنه بداية مرحلةٍ جديدةٍ من المواجهات والصراع بين القوات الحكومية والحوثيين

ولطالما استقوت جماعة الحوثي بتفوقها العسكري على القوات الحكومية، بفعل الصواريخ البالستية والمسيّرات التي تمتلكها

والتي تصاعد استخدامها خلال تورط الحوثيين في الصراع الإقليمي مع إسرائيل وقولها بمساندة ودعم الفلسطينين في غزة

احتمالات التصعيد والحرب الشاملة، والتغير في قوى القوات الحكومية، يقابله تغيّر في نظرة الحوثيين للسلام

يأتي هذا في ظل دعوات جماعة الحوثي مؤخرًا باستئناف العمل بـ”خارطة الطريق” الأممية، خاصةً بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وهو ما أعلن عنه كبير مفاوضي جماعة الحوثي، محمد عبدالسلام، خلال إحدى لقاءاته الأخيرة مع المبعوث الأممي إلى اليمن

وما بين توقعات الحرب الشاملة، والعودة إلى طاولات ومفاوضات السلام، يرى مراقبون وخبراء أن التأرجح بين الخيارين هو سيد الموقف

يتصور الخبير العسكري اليمني، الدكتور علي الذهب، أن الحرب بنمطها الذي سارت عليه حتى اتفاق استوكهولم (ديسمبر 2018) لن تعود

مشيرًا خلال حديثه الخاص لـ”المشاهد“، إلى أن ذلك لن يحدث على الأقل في المستقبل القريب والملحوظ

الخبير العسكري الدكتور علي الذهب: الحرب بشكلها ونمطها الذي سارت عليه حتى ما قبل اتفاق استوكهولم أواخر عام 2018 لن تعود، على الأقل في المستقبل القريب والملحوظوأرجع الدكتور الذهب، تصوره هذا لاعتباراتٍ كثيرة، منها اتجاه التحالف العربي (السعودية والإمارات) نحو عدم التدخل المباشر

حيث بدأت الإمارات مبكرًا بسحب قواتها خلال عامي 2019 و2020، وتبعتها السعودية عام 2022 بعد اتفاق الهدنة

واستدرك: قد تنشأ مواجهات جزئية هنا وهناك، على نحو ما حدث بين عامي 2019 إلى 2022، في مناطق معينة

لكن استئناف العنف قد يستخدم كوسائل بعيدة المدى بين الطرفين لفرض إرادةٍ سياسية، قد يبدأها الحوثيون ولن تبدأها السعودية

معتبرًا أن المملكة هي من تقود التحالف وتقود الحكومة

ويواصل الدكتور علي الذهب حديثه: “ما يحدث الآن هو تبادل عنف، واشتباك لا يفضي لمواجهاتٍ شاملة؛ وإنما لتحقيق إرادةٍ سياسية”

ويضيف: “هناك ضعفٌ لدى الطرفين، الحكومة والحوثيين، وهناك توازن في الضعف، لكن هذا التوازن ليس مبعثه القوة والوسائل، ولكن الإرادة”

الذهب: هناك توازن ضعف وليس توازن ضعف تعاني منه القوات الحكومية وجماعة الحوثي، فالأولى مشلولة القرار، والثاني خرجت “منهكة القوى” من الضربات الإسرائيليةفالحوثيون -بحسب الذهب- يملكون “قوةً منهكة” بعد الضربات التي تلقوها خلال العامين المنصرين، ومشاركتهم في حرب غزة

كما أن مصدر ضعف الحكومة يكمن في إرادتها السياسية المشلولة

ويتابع: “بالإضافة إلى أن القوات الحكومية -رغم كثافتها وقدراتها العالية- إلا أنها تواجه انقساماتٍ داخلية، ولديها مشاريع وأجندات متعارضة”

موضحًا أن سلاح القوات الحكومية الاستراتيجي ما زال غير متوفر، مثل الطيران الحاسم، آليات المشاة المتطورة كالمدرعات والعربات، ونحوها

ويخلص الخبير العكسري، بالقول: “لذلك ما ينشب هنا وهناك من اشتباكات، لا يعدو عن كونها محاولات لفرض إرادة سياسية”

من جانبه، يعتقد المحلل العسكري اليمني، العميد عبدالصمد المجازفي، أن جماعة الحوثي تعيش ارتباكًا، بعد سقوط قياداتٍ فاعلة بالغارات الإسرائيلية

وقال في تصريح خاص لـ”المشاهد“: “إن ملامح صراعٍ داخلي بدأت تظهر بوضوح بين أجنحة الجماعة، حيث يتصارع الجميع على النفوذ

مشيرًا إلى أن ذلك يكشف عدم استقرار الحوثيين وقياداتهم”

العميد عبدالصمد المجازفي: الحوثيون يعيشون ارتباكًا بعد سقوط قيادات فاعلة نتيجة الغارات الإسرائيلية، وبالتالي لن تكون الجماعة جاهزة لمواجهةٍ عسكرية شاملة مع القوات الحكوميةوأضاف: “إذا كان هذا حال القيادات، فبالتالي لا أعتقد أن الجماعة ستكون جاهزة لمواجهةٍ شاملة في معركةٍ كاملة مع القوات الحكومية”

ولا يعتقد العميد المجازفي وجود مخاوف بالنسبة للحوثيين من أي تحركٍ عسكري للقوات الحكومية في هذا الوقت

كاشفًا عن مؤشراتٍ بوجود ضغوطٍ من المجتمع الدولي على الطرفين بوجوب حسم الأزمة اليمنية سياسيًا أكثر من عمليات الحسم العسكري

مواصلًا: “المخاوف الحقيقية بالنسبة لجماعة الحوثي تكمن باستغلال معارضيها في مناطق سيطرتها لتصاعد الصراعات الداخلية فيما بينها

معتبرًا أن هذا سيتيح لمعارضي الجماعة فرصة الانقلاب عليها”

ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع

يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة

بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail

com احصل على آخر أخبار المشاهد نت مباشرة إلى بريدك الإلكتروني

الإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقاريرمن نحن