“حلويات صحية” لأمراض السكري

منذ 7 أيام

تعز- لمياء بديعوجدتْ نجاة محمد، توليفةً خاصة تمكن المصابين بالأمراض المزمنة من تناول الحلويات، من خلال صناعة “حلوياتٍ صحيّة”

تحترف نجاة صناعة الحلويات الصحيّة منذ خمس سنوات، في مدينة تعز، جنوب غرب اليمن

في الواقع تقوم نجاة بصناعة الحلويات وفق مراجع وإرشادات صحيّة، ساعدتها على الانتشار والنجاح

لنجاة محل تجاري خاص بها لبيع تلك الحلويات، أطلقت عليه اسم “الركن الصحي للحلويات والمأكولات”

تقدم نجاة أنواعًا مختلفة من الحلويات الصحيّة، تضمن تناول المصابين بالأمراض المزمنة وفي مقدمتهم مرضى “السكري تناول الحلويات بأمان

بدأت نجاة في صناعة الحلويات المختلفة منذ أكثر من 15 عامًا

وهي كذلك مُدرِبة في عمل وتجهيز الحلويات، وصانعة “جاتوهات”

لكن تحولها لصناعة الحلويات الصحية بدأ بعد إصابة زوجها بمرض “السكري”، الذي كان نقطة تحوّلٍ في حياتها

تقول: “كان زوجي يحب الحلويات وكنتُ أحضرها له بشكل متواصل، لكن بعد إصابته بالسكري؛ حُرم من مأكولات كثيرة وعلى رأسها الحلويات، فأصبحتُ أُحضر له حلويات صحية لتعوّضه عن الحلويات العادية”

نجاة محمد، صانعة حلوى: “كان زوجي يحب الحلويات وكنتُ أحضرها له بشكل متواصل، لكن بعد إصابته بالسكري؛ حُرم من مأكولات كثيرة وعلى رأسها الحلويات، فأصبحتُ أُحضر له حلويات صحية لتعوّضه عن الحلويات العادية”

وتتابع: “كثيرون أُعجبوا بالفكرة، ومدحوها، وأكدوا حاجتهم لمثل هذه الأصناف من الحلويات، لذا وسعّتُ كمية الإنتاج، ولما زاد الضغط عليّ في المنزل، قررتُ توسيع مشروعي وفتح محلٍ في السوق خاص بهذه الحلويات”

توضح نجاة أن لديها مرجع صحي، وكادر طبي مختص في مجال التغذية الصحية، تقوده دكتورة أخصائية في التغذية العلاجية، والتي تقرر كميات المواد المستخدمة في صناعة الحلويات، ونوعية الأصناف

وتقول: “لا نُخضّر أي صنفٍ إلا بعد المرور بإجراءات صارمة، مثل قياس السعرات، والبروتين والتأكد من الفوائد الغذائية”

بحسب نجاة، فإن محلها في وسط مدينة تعز، يقدم أنواعًا مختلفة من البسكويت، مكوّنها الرئيسي من الحبوب، وزيوت طبيعية كزيت السمسم، وزيت الزيتون، والزبدة الحيوانية

كما تبيع نجاة في محلها حلوى “الكاسات”، والكيك، والشكولاتة، والطحينية، والهريسة الشعبية، وجميعها مصنوعة وفق مواصفات صحيّة

وتشير إلى أنه أثناء عملية صناعة الحلويات الصحيّة لا يتم استخدام: الدقيق الأبيض، السكر الأبيض، وزيت الطباخة المهدرج، والتي تحتوي على سعرات حرارية عالية

وتواصل: “في بداية افتتاح المحل كان عملاؤنا يقتصرون على المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري وسوء تغذية البروتين والطاقة، وكذلك “السيلياك” وهو (اضطراب مزمن في الجهاز الهضمي)”

“أما الآن فقد توسع زبائن المحل، ليشملوا حتى أولئك الذين لا يعانون من الأمراض، مثل أصحاب الحمية، والرياضيين، والراغبين بتخفيف الوزن”

تقول نجاة

واجهت نجاة تحديات مجتمعية في بداية فتح مشروعها الخاص

كانت النظرة السلبية تجاهها هي التحدي، لكن مع مرور الوقت تحسنت تلك النظرات؛ بسبب ما تقدمه من خدمات صحية يحتاجها الكثيرون

كما استحسن عملاء المحل تجربتها، وبات كثيرون منهم يأتون من مناطق بعيدة ومختلفة بمدينة تعز

ورغم ذلك، ماتزال تواجه صعوبات عديدة في توفير المواد الخام، وتخوّف بعض العملاء من تجربتها أول مرة

علاوة على ذلك، فإن ارتفاع أسعار الكهرباء التجارية يشكل تحديا حقيقيا

بعض الحلويات المُنتجَة تتطلب برودةً للحفاظ عليها وتجهيزها بشكل ممتاز وهذا يستهلك طاقة أكبر

أخصائية التغذية العلاجية، الدكتورة هديل الحمادي، والتي تعمل كاستشارية صحية لنجاة في صناعة الحلويات الصحيّة، تقول إن الاستشارة تتم وفقًا للمرض الذي يعاني منه الشخص، وكذلك الأدوية التي يستخدمها، وإذا كان يخضع لنظام معين حاليًا وسابقًا أو لا

وتضيف: “أما الأشخاص الذين لا يعانون من الأمراض المزمنة ويُقبلون على الحلويات الصحية فقط للوقاية، يتم الاستفسار منهم لمعرفة العمر، قياسات الوزن، تاريخ المرض، النظام الغذائي السابق، وما إلى ذلك”

وعن المواد المستخدمة صحيًّا في الحلويات، تذكر الحمادي عددًا منها مثل زيوت: الزيتون، السمسم، جوز الهند العضوي، وزيوت المكسرات، بينما بدائل السكر مثل: دبس التمر والعسل وسكر “ستيفيا” الصحي

أما بالنسبة لبدائل الدقيق الأبيض يتم استخدام دقيق المكسرات والفواكه مثل التفاح، والزبدة الحيوانية، وتوضح الحمادي أن كل هذه الأصناف تُستخدم بنسبٍ معينة ومناسبة

تشير الحمادي إلى أن هناك نتائج إيجابية كثيرة للمرضى الذين تناولوا الحلويات الصحية وتجنبوا الحلويات العادية

ومن الفوائد، عدم حرمان المريض من الحلويات، والحفاظ على صحة من يسعون للوقاية من الأمراض، وتشجيعهم على الاستمرارية في تناولها

كما أن الحلويات تحفز مستوى هرمون السعادة في الجسم، وتحتوي على البوتاسيوم ويوجد بعض أنواع الحلويات بديل جيد لـ”أوميجا 3″، كما تتضمن الحلويات نسبة كبيرة من الألياف التي تساعد على تحسين عملية الهضم

يقول أستاذ علم الاجتماع بجامعة تعز، الدكتور محمود البكاري، إن عمل المرأة في المجتمع اليمني يمثل حاجة وضرورة موضوعية، حيث تسهم بجزء كبير في تحمل أعباء الأسرة والحياة المعيشية في المجتمع

ويضيف البكاري: “المرأة اليوم استطاعت أن تثبت جدارتها في المشاريع التنموية التي تؤسسها، وهناك العديد من النماذج التي عملت على إحداث تغيير اجتماعي، وأصبحت النظرة الدونية تجاه المرأة تتحسن عمّا كانت عليه في الماضي”

الدكتور محمود البكاري: “المرأة اليوم استطاعت أن تثبت جدارتها في المشاريع التنموية التي تؤسسها، وهناك العديد من النماذج التي عملت على إحداث تغيير اجتماعي، وأصبحت النظرة الدونية تجاه المرأة تتحسن عمّا كانت عليه في الماضي”

البكاري يشير إلى أن هناك مناطق ومجتمعات محلية استطاعت المرأة فيها اقتحام مجال الأعمال التجارية والاستثمار، وهي مجالات كانت حكرًا على الرجال

ولذلك، فإن المطلوب مزيد من الاهتمام بدور المرأة وتمكينها وتشجيعها على الارتقاء في كافة المجالات، كونها تمثل نصف المجتمع، ودورها هام للغاية في عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة، يقول البكاري

تم إنتاج هذه المادة ضمن مشروع تعزيز دور وسائل الإعلام في دعم قضايا الصحة الإنجابية والعنف القائم على النوع الاجتماعي   الذي ينفذه مركز الدراسات والإعلام الاقتصاديليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير