“خيارات الحوثي” عقب سيطرة الانتقالي على حضرموت
منذ 2 ساعات
صنعاء – عبدالله باجابرفي التاسع من ديسمبر الجاري أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي، استكمال سيطرة قواته على محافظة المهرة ووادي حضرموت، شرقي اليمن
وبالتالي أصبحت قوات الانتقالي تتحكم بمساحاتٍ شاسعةٍ من الأراضي التي كانت تحت سيطرة الحكومة اليمنية؛ الأمر الذي اعتبرته الأخيرة، عبر رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، بأنها إجراءات أحادية اتخذها الانتقالي
العليمي قال إن هذه الإجراءات من شأنها تقويض المركز القانوني للدولة، والإضرار بالمصلحة العامة، وخلق واقعٍ موازٍ خارج إطار المرجعيات الوطنية، وفي مقدمتها إعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض
بالنسبة لقطاعاتٍ كبيرة من اليمنيين فإن ما حصل يمثل خطوات ما قبل “دق آخر مسمار في نعش دولة الوحدة اليمنية”
وعقب سيطرة الانتقالي على حضرموت تتجه الأنظار نحو ردود أفعال باقي الأطراف الرئيسية في النزاع اليمني، وهم جماعة الحوثي التي ما تزال تشكل تهديدًا لمناطق تمثل الحكومة الشرعية، وتمثل ملاذًا لكل اليمنيين، والمقصود هنا تعز، ومأرب المجاورة لحضرموت أكبر المحافظات اليمنية
فكيف تنظر جماعة الحوثي لسيطرة الانتقالي على حضرموت؟ وما هي السيناريوهات المتوقع قيامها من قبل جماعة الحوثي في الفترة المقبلة؟
في أول ردة فعل لجماعة الحوثي عقب سقوط حضرموت بيد الانتقالي، جاءت من عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي حزام الأسد
وقال الأسد: “المحافظات الجنوبية والشرقية تعيش واقع احتلالٍ كامل، وكل محاولات هندسة هذا الواقع وشرعنته لتقاسم الجغرافيا والثروة بين شركاء العدوان ووكلائهم لن تغيّر من الحقيقة شيئًا”
عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي حزام الأسد: المحافظات الجنوبية والشرقية تعيش واقع احتلالٍ كامل، وكل محاولات هندسة هذا الواقع وشرعنته لتقاسم الجغرافيا والثروة بين شركاء العدوان ووكلائهم لن تغيّر من الحقيقة شيئًا”
وتوعد الأسد خصوم جماعته بالانتقام في تغريدةٍ على حسابه في منصة “إكس“، في الـ12 ديسمبر قائلًا: “شعبنا، عازم على تحرير كل شبر من هذا البلد العظيم مهما كان الثمن”
وفي موقفٍ آخر، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، في الـ14 ديسمبر: “إن سيطرة الانتقالي على محافظة حضرموت تأتي في إطار سياسات إسرائيل لتفكيك وتقسيم دول المنطقة”
ودعا بقائي الأطراف اليمنية إلى إجراء حوارٍ لتحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة اليمن وسيادته وسلامة أراضيه
وأضاف أن أي خطوةٍ تتعارض مع هذا الحوار اليمني، من أجل ترسيخ الوحدة اليمنية، تشكل تماشيًا مع أهداف أعداء أمن واستقرار المنطقة
وبالتزامن مع الأحداث دعت أحزاب اللقاء المشترك مجلس القيادة الرئاسي إلى ضرورة توحيد أهداف ومواقف القوى السياسية داخل إطار الشرعية
وذلك بما يخدم هدف استعادة الدولة، والتوافق على آليةٍ واضحة لإدارة شؤون المحافظات المحررة ضمن استراتيجيةٍ وطنية لمواجهة الحوثي
رغم إعلان الانتقالي سيطرته على حضرموت؛ إلا أن الأجواء هناك ما زالت على صفيح ساخن، وكل يومٍ يزداد توترًا، خاصة مع حلف قبائل حضرموت بقيادة عمرو بن حبريش
وكان بن حبريش صرح في فعالية الذكرى الـ12 لتأسيس الحلف بأن الأمور في حضرموت لا تُقاس بالأرتال العسكرية ولا بالإعلام المُغالِط، بل بالنتائج على الأرض
وقال: “إن النتائج اليوم لصالح مشروع حضرموت”، في إشارةٍ إلى مطالبات الحلف الذي يرأسه بن حبريش بالحكم الذاتي”
من جهته، يرى الصحفي المقرب من المجلس الانتقالي الجنوبي، جمال حيدره، أن سيطرة الانتقالي على حضرموت تأتي ضمن استراتيجيةٍ عسكريةٍ مدروسة بعناية
ويعتقد حيدره، أن الاستراتيجية بدأت بقطع خطوط شرايين الإمداد الحيوية لجماعة الحوثي في الشرق، وستلي هذه الخطوة خطوة مماثلة غربًا
مشيرًا إلى أن ذلك يأتي في سياق تحركٍ عسكري أوسع خارج خطوط النار السابقة في تعز ومأرب، ولاحقًا في صعدة وإب، وكلها تتجه نحو صنعاء
المحلل السياسي اليمني عادل الشجاع كان له رأي مخالف لحيدرة، ويرى خلال حديثه لـ”المشاهد”، أن ثمة تخادم بين المجلس الانتقالي الجنوبي وجماعة الحوثي عبر تفاهماتٍ سرية بين دولٍ إقليمية
ويتوقع الشجاع أن الأوضاع بعد سيطرة الانتقالي على حضرموت لن تستمر على ما هي عليه اليوم
وقال: “اليمنيون في الوقت الراهن يقفون على رمالٍ متحركة، وكل طرف يقيس الوضع ويختبر الرمال والاتجاهات”
مشيرًا إلى أن المنطقة كلها تخضع حاليًا لإعادة رسم الخريطة
ويؤيده في الطرح الصحافي السعودي عبدالرحمن الراشد
ويرى الراشد، في مقالٍ نشرته صحيفة الشرق الأوسط السعودية، أن الانتقالي أثبت عقب سيطرته على حضرموت بأنه “مشروع حوثي أخر”، وخطر على جارتي اليمن، “في إشارةٍ إلى السعودية وسلطنة عمان”
ويعتبر الشجاع ما حدث في حضرموت أنه يأتي في إطار مخططٍ مدروس بعناية، تقوده الإمارات بإسنادٍ غير مباشر من إيران
وأوضح أنه سيكون له تبعات خطيرة على مأرب وتعز؛ لأن سقوط حضرموت وما رافقه من فوضى وعدم استقرار -من وجهة نظر الشجاع- سيفتح الطريق أمام الحوثيين للتمدد نحو الشمال الشرقي
وذلك يهدد بشكل مباشرٍ بتدمير ما تبقى من خط صمود القوات الحكومية؛ ما يهدد أيضًا استقرار المملكة العربية السعودية
ويختتم الشجاع: الأحداث الأخيرة في حضرموت تعني تهيئة اليمن للتقسيم، وإيران وإسرائيل سيلتقيان على مصلحتهما في اليمن؛ للاستمرار بتنفيذ مؤامرة تقسيم اليمن، ضمن مشروع تقسيم المنطقة
”ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: [email protected] تصلك أهم أخبار المشاهد نت إلى بريدك مباشرة
الإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقاريرمن نحن