‘‘ذا ناشيونال‘‘: غياب الاستقرار في اليمن يفاقم معاناة المهاجرين ويحول البلاد إلى ممر خطر نحو الخليج

منذ 4 ساعات

سلّطت صحيفة ذا ناشيونال الضوء على المأساة الإنسانية المتواصلة للمهاجرين القادمين من منطقة القرن الإفريقي، والذين يعبرون الأراضي اليمنية في طريقهم إلى دول الخليج، مؤكدة أن غياب الاستقرار والصراعات المسلحة في اليمن جعلت من هذا البلد ممرًا محفوفًا بالمخاطر ومسرحًا لانتهاكات مروعة بحق المهاجرين

وجاء في تقرير الصحيفة أن الحادث المأساوي الذي وقع الأحد قبالة السواحل الجنوبية لليمن، وأسفر عن غرق عشرات المهاجرين، ليس سوى صورة مصغّرة لفوضى أوسع يعيشها اليمن منذ سنوات، نتيجة الصراع بين الجماعات المسلحة والانقسام السياسي، وما نتج عنه من تفاقم الفقر والبطالة

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه الحادثة المؤلمة تأتي في سياق سلسلة من المآسي المماثلة، أبرزها غرق قارب في يونيو 2021 أدى إلى مصرع 25 مهاجرًا، وحريق في مركز احتجاز للمهاجرين في صنعاء في مارس من العام نفسه، أدى إلى مقتل العشرات وإصابة أكثر من 170، حيث وُجهت اتهامات لجماعة الحوثي بإشعال الحريق عمدًا عقب احتجاجات على ظروف الاحتجاز السيئة

واعتبرت الصحيفة أن البيئة الأمنية الهشة في اليمن، وغياب مؤسسات فاعلة، يعوقان تنفيذ دعوات المنظمات الدولية، مثل تلك الصادرة عن المنظمة الدولية للهجرة، والتي تطالب بتكثيف عمليات البحث والإنقاذ ومحاسبة المهربين والمتاجرين بالبشر

ووصفت تحقيق هذه المطالب في بلد ممزق بأنها مهمة شديدة الصعوبة

وأضافت أن المهاجرين، رغم كونهم خارج دائرة الصراع المباشر، إلا أنهم يواجهون وضعًا أكثر هشاشة من السكان المحليين، حيث يتعرض كثير منهم للاستغلال والعنف الجسدي والنفسي والجنسي من قبل المهربين والمسلحين، في ظل غياب سلطة القانون وانتشار الإفلات من العقاب

وفي ختام تقريرها، شددت الصحيفة على أن المجتمع الدولي لم يعد يملك ترف الوقوف متفرجًا أمام هذه الكارثة المتفاقمة

وأكدت أن بداية الحل تكمن في إعادة الاستقرار إلى اليمن وتمكين مؤسساته من التعامل مع الأزمات، مشيرة إلى أن تراجع مستوى العنف مؤخرًا ووجود بوادر سياسية مشجعة، وفق تصريحات المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، إلى جانب انشغال إيران بأزماتها الداخلية، قد توفر فرصة لتقليص نفوذها ودعم جهود السلام

وحذّرت الصحيفة من أن استمرار غياب إطار شامل للسلام والتنمية سيُبقي المنظمات الإنسانية وحدها في مواجهة تداعيات أزمة متروكة دون معالجة، رغم إمكانية تجنّبها في وقت سابق