زخم عربي تقوده السعودية والجزائر في صناعة توربينات الغاز .. تفاصيل
منذ 3 ساعات
تشهد صناعة توربينات الغاز اهتمامًا متزايدًا في المنطقة العربية، خصوصًا في السعودية والجزائر، وسط تزايد الطلب العالمي على توليد الكهرباء بالغاز
وعلى الصعيد العالمي، يُتوقع أن يسجل الطلب على توربينات الغاز رقمًا قياسيًا جديدًا خلال العام الجاري، بعد نمو سنوي تجاوز 34%، إلى 60 غيغاواط، وهو أعلى مستوى مسجل خلال عقد كامل
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب ليتجاوز قدرة التصنيع العالمية البالغة 70 غيغاواط بنسبة تصل إلى 20%، ما يثير المخاوف حول طول مدة التسليم وارتفاع الأسعار، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)
وفي خضم هذا التنافس، تشارك في قدرة التصنيع العالمية 25 شركة كبرى و40 مصنعًا، من بينها وجود مصنع سعودي يمثّل ركيزة في المنطقة
تمضي صناعة توربينات الغاز في السعودية بدعم من مبادرات التوطين ضمن رؤية 2030، وذلك بعد أن شهد عام 2016 تجميع أول توربين غازي على أرض المملكة في مركز سيمنس إنرجي بالدمام
وجاء ذلك ضمن اتفاقية إستراتيجية وُقِّعت في عام 2011 بين أرامكو السعودية، وسيمنس الألمانية، والشركة السعودية للكهرباء (SEC)، وتضمنت إنشاء هذا المركز، ليكون أول مرفق لتصنيع وتجميع توربينات الغاز في البلاد
وفي ظل التقدم نحو التوطين، نجحت المملكة في إطلاق مصنع آخر، إذ دشّنت في يوليو/تموز 2024 أول وحدة توربينات غازية تابعة لشركة جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة GESAT
وشركة جنرال إلكتريك السعودية هي مشروع مشترك تأسس في يونيو/حزيران 2017 بين شركة دسر وجنرال إلكتريك (GE)
ومن المتوقع أن تصل الطاقة الإنتاجية للمصنع لِما بين 8 و10 وحدات سنويًا من توربينات الغاز المتقدمة
ويُذكَر أن جنرال إلكتريك السعودية للتوربينات المتقدمة (GESAT) احتلّت المركز السادس ضمن قائمة أكبر 10 شركات عالمية في سوق توربينات الغاز
ويرصد الرسم البياني التالي -الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- توزيع قدرة تصنيع توربينات الغاز عالميًا وحصة السعودية التي تبلغ 5% في 2025:توزيع قدرة تصنيع توربينات الغاز حسب الدول في 2025وفي إطار خدمات صيانة وإصلاح التوربينات، دشّنت المملكة في 2017 مرفق صيانة وإصلاح للتوربينات الغازية والبخارية والضواغط التابع لشركة ميتسوبيشي هيتاشي لأنظمة الطاقة المحدودة (MHPS) في الدمام، ما يعكس سياسة المملكة لتوطين كامل سلسلة القيمة لخدمات الطاقة
منذ عام 2014، بدأت خطوات صناعة توربينات الغاز في الجزائر، من خلال الشراكة بين شركتي جنرال إلكتريك وسونلغاز، عبر إنشاء شركة تدعى جنرال إلكتريك الجزائر للتوربينات جيات
ويتوزع رأس مال الشركة الواقعة في عين ياقوت بولاية باتنة بين سونلغاز بحصّة 51% وشركة جنرال إلكتريك بحصّة 49%، وتمتلك 4 مصانع تمتد على مساحة تصل إلى 20 هكتارًا، كالتالي:وكان مصنع توربينات الغاز في الجزائر قد شهدَ خلال عام 2024، اتفاقية مع جنرال إلكتريك الأميركية لزيادة القدرة الحالية، تضمنت إنتاج معدّات المراكز الكهربائية للجهد العالي والعالي جدًا
وشكّل عام 2021 نقطة تحول كبرى، حيث دخلت الجزائر مجال تصدير التوربينات الغازية رسميًا في أكتوبر/تشرين الأول، عندما أعلنت جيات توقيع اتفاقية لتصدير توربينين غازيّين لأحد العملاء في منطقة الشرق الأوسط
وعُدَّت الجزائر بذلك أول دولة في أفريقيا تُصدّر هذا النوع من التوربينات، التي يُتوقع أن تسهم بتوليد نحو 500 ميغاواط من الطاقة الكهربائية بعد تشغيلها
وتبع ذلك التصدير صفقات أخرى، أبرزها شحنة جديدة من التوربينات صُدِّرت إلى هولندا بقيمة 1
375 مليون دولار في أغسطس/آب 2022
وفي أبريل/نيسان 2025، وقّعت سونلغاز وجنرال إلكتريك مذكرات تفاهم جديدة مع أحد العملاء في الشرق الأوسط، لم تُكشَف هويّته، تضمنت تصدير شحنات جديدة من توربينات الغاز الجزائرية
وفي الوقت نفسه، تدرس الجزائر المنافسة على توريد توربينات غاز إلى سوريا، إذ تُجري الأخيرة مفاوضات مع شركتين عالميتين لتوريد التوربينات ضمن إعادة إعمار قطاع الطاقة
وتؤكد مصادر في تصريحات خاصة إلى منصة الطاقة المتخصصة، قدرة مصنع جنرال إلكتريك الجزائر على إنتاج توربينات عالية الكفاءة بأسعار تنافسية
ورغم عدم وجود محادثات حالية بين البلدين، قالت المصادر: إن الجزائر مستعدة لتوقيع عقد فور توافر الشروط المناسبة لتوريد التوربينات
كما تُجري الجزائر مفاوضات مع دول أفريقية لتصدير توربينات الغاز، بحسب تصريحات رسمية صادرة في شهر مارس/آذار 2025