“ستارلينك” في اليمن بين الحقائق التقنية والتضليل
منذ 7 ساعات
تعز-شهاب العفيف نشرت قناة المسيرة التابعة لجماعة الحوثي على حسابها في منصة “إكس”، تقريراً مصوراً، ورد فيه أن اليمن تحتل المرتبة الثانية عالمياً في استخدام خدمات ستارلينك بعد الولايات المتحدة الأمريكية، واستعرض التقرير خدمة الإنترنت الفضائي وخارطة انتشاره في العالم، وارتباطات شركة “سبيس إكس” المشغلة له بالمخابرات الأمريكية
التقرير ذكر ما وصفها أهداف ومخاطر من إدخال الخدمة إلى اليمن، قائلًا: “الارتباط بين ستارلينك والسي آي أيه يفسر حرص دوائر القرار في واشنطن على إدخال هذه التقنيات إلى اليمن في ظل معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بعد أن وجدوها جبهة أمنية متماسكة عصية على الاختراق”
فهل اليمن تحتل المرتبة الثانية عالميًّا في استخدام ستارلينك، وهل ارتباطات الخدمة مع المخابرات الأمريكية كانت السبب في إدخالها إلى اليمن لاختراق جماعة الحوثي، وما مدى صحة أهداف خدمة ستارلينك أنها تستخدم لأغراض تجسسية، وحقيقة خارطة انتشارها حول العالم التي ذكرها التقرير؟لاقى فيديو قناة المسيرة تفاعلاً واسعاً من عشرات الحسابات على منصة إكس التي قامت بنشره أو التي نشرت محتوى آخر في نفس السياق بناء على المعلومات التي وردت فيه، حيث شاهد الفيديو أكثر من1,920 مشاهدة، و 113إعجاب، و45 إعادة نشر
روابط مجموعة حسابات نشرت الادعاء ومحتوى آخر بناء على معلومات الفيديو ( رابط1، رابط2، رابط3، رابط4، رابط5، رابط6، رابط7، رابط8، رابط9، رابط10، رابط11، رابط12، رابط13، رابط14، رابط15 )كما نُشر الفيديو على الفيسبوك، في حساب صدام القدمي الذي يعمل مذيعاً في قناة المسيرة التابعة للحوثيين، ليحصل على أكثر من 700 ألف مشاهدة، وأكثر من 13 ألف تفاعل، و1,415 مشاركة
عند البحث عن صحة ما أورده تقرير قناة المسيرة، نجد أن فيه الكثير من التضليل الذي جعل من مستخدم الإنترنت الفضائي عرضة للانتهاك والمساءلة غير القانونية في مناطق سيطرة الحوثيين
فاليمن ليست في المرتبة الثانية عالمياً في استخدام الإنترنت الفضائي ستارلينك، لعدة أسباب، منها، أن اليمن تأخرت في إدخال الخدمة مقارنة بالولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وكندا ودول أفريقية كانت سباقة في إدخال الخدمة بعضها منذ عام 2020، حيث أُعلن عن إطلاق المرحلة التجريبية الرسمية للخدمة في1 أيلول سبتمبر 2024، فيما أُعلن عن نقاط البيع الرسمية في العاصمة المؤقتة عدن مطلع آب أغسطس 2025، عندما دشن وزير الاتصالات وتقنية المعلومات في الحكومة اليمنية واعد باذيب المرحلة الأولى من نقاط بيع أجهزة ستارلينك في كل من محافظات (عدن، حضرموت، المهرة، شبوة، مأرب، تعز)
ووفقًا لوزير الاتصالات باذيب، فإن إطلاق خدمة “ستارلينك”، “يمثل نقلة نوعية في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، ويعكس توجهات الوزارة نحو تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتحسين جودة الخدمات، وتوسيع نطاق التغطية ليشمل مختلف المحافظات، بما يسهم في تسهيل وصول المواطنين والمؤسسات إلى الإنترنت عالي السرعة”
عقب التدشين أكد الوزير خلال مقابلة مصورة مع قناتي العربية والحدث، أن عدد المشتركين في خدمة ستارلينك بلغ 25 ألف مشترك، متوقعاً وصول عدد المشتركين خلال الأشهر القادمة نحو70 ألف مشترك، وهو ما يفنّد مزاعم تقرير قناة المسيرة بأن اليمن في المرتبة الثانية عالمياً
وعند مقارنتها مع الولايات المتحدة الأمريكية التي تأتي في صدارة الدول بإطلاق الخدمة عام 2020 يبلغ عدد المشتركين فيها نحو2
5 مليون مشترك حتى عام 2025، وفقاً لتقرير التغطية العالمية لتوفر خدمة ستارلينك
ويتواجد ستارلينك في أكثر من 100 دولة حول العالم، وخلال العام الماضي أطلقت ستارلينك خدمتها في 42 دولة وإقليماً جديداً، تجاوزت 6 ملايين عميل، بحسب تقرير صادر في تموز يوليو الماضي عن “TS2 Space” وهي شركة عالمية تعمل في مجال الاتصالات الفضائية والأقمار الصناعية، وهو ما يؤكد أن الخدمة تسعى لتوفير الإنترنت الفضائي عالي السرعة، والانتشار في غالبية دول العالم
في 18 أيلول سبتمبر 2024، نشر حساب ستارلينك على إكس، صورة تظهر فيها خريطة اليمن الجغرافية، معنونة بأن ستارلينك أصبح متوفراً في اليمن، شاركها الحساب الرسمي لأيلون ماسك مالك منصة إكس
في اليوم ذاته، نشر حساب يتبع قناة المسيرة يتابعه أكثر من 1 مليون و380 ألف متابع على إكس، خبراً عاجلاً من وزارة الاتصالات التابعة للحوثيين بصنعاء، يحذر المواطنين من التعامل مع شركة “ستارلينك” التي تقدم خدمات الإنترنت الفضائي مبررين ذلك بأن خدماتها غير قانونية
وفي 27 حزيران يونيو الحساب ذاته، نشر خبراً عن الحرس الثوري الإيراني، أنه ضبط 8 أجهزة إنترنت فضائي ستارلينك في محافظة هرمزغان بإيران، أدخلت وفقاً للخبر بهدف التجسس لإسرائيل
كانت تلك الأخبار كمقدمة لشن الحوثيين حملتهم الممنهجة ضد ستارلينك ومستخدمي الخدمة من المواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم، حيث نشرت وسائل إعلام تابعة للحوثي، نقلاً عن مصدر أمني في الجماعة، في تاريخ 11 آب أغسطس الماضي، أن امتلاك جهاز ستارلينك يعتبر جريمة تخابر يعاقب عليها القانون، ووفقاً لذات المصدر فإنه تم ضبط عدد من أجهزة ستارلينك التي كما وصفوها بأنها تستخدم “لأغراض تجسسية”
وفي 14 آب أغسطس 2025، عاودت قناة المسيرة نشر تقرير تلفزيوني في حسابها على منصة إكس، يذكر التقرير أن اليمن تحتل المرتبة الثانية عالمياً باستخدام ستارلينك، وطرق دخولها لليمن، وجاء نشر هذا الفيديو بعد يومين فقط من نشر الادعاء السابق، حيث حصل على أكثر من 6,600 مشاهدة، و370 إعجاب، و176 إعادة نشر
يقول خبير الاتصالات وأمن المعلومات فهمي الباحث، لـ “المشاهد”: “إنه من غير المعقول أن اليمن تحتل المرتبة الثانية عالمياً في استخدام ستارلينك، وأن عدد المشتركين فيها لا يتجاوز أرقام بسيطة جداً مقارنة ببقية الدول، مثل أمريكا وأوكرانيا ودول بأفريقيا
”ويضيف أنه، لا يوجد مصدر يؤكد هذه المعلومة أو يعطي ترتيب الدول من حيث عدد المستخدمين فهي مجرد مغالطات لجماعة الحوثي ولديها أهداف أخرى من منع ستارلينك واستهداف من يستخدمه؛ فهي تريد استخدام يمن نت حتى لا يتراجع المردود الاقتصادي الذي تحصل عليه من الاتصالات، وأنها تسعى أن يمر عبرها كل شيء؛ كي لا تفقد جزءاً من السيطرة على قطاع الإنترنت والمعلومات والتحكم فيها
وأشار إلى أن “الحكومة اليمنية سعت منذ 2025، للتواصل مع شركة الإنترنت الفضائي؛ لأن اليمن يبحث عن مصدر بديل للإنترنت غير الذي يتحكم فيه الحوثيون”
بالنسبة لارتباط المخابرات، وفقاً للباحث، فهي عادة ما تستخدم الإنترنت بشكل عام سواء ستالايت أو غيره، أي جهاز بالإنترنت فهو مرتبط بشبكة عالمية بغض النظر عن طريقة التوصيل سواء عبر الكابلات البحرية أو عبر الأقمار الصناعية
خبر الاتصالات وأمن المعلومات، فهمي الباحث: بالنسبة لارتباط المخابرات، فهي عادة ما تستخدم الإنترنت بشكل عام سواء ستالايت أو غيره، أي جهاز بالإنترنت فهو مرتبط بشبكة عالمية بغض النظر عن طريقة التوصيل سواء عبر الكابلات البحرية أو عبر الأقمار الصناعية
وأكد أن ستارلينك تنفي موضوع التجسس، وتقول إنها شركة إنترنت فضائي، وتقرير الحوثيين اعتمد بموضوع التجسس على إيران
يتوصل التقرير إلى أن حملة الحوثيين ضد الإنترنت الفضائي ستارلينك، ومستخدميه، تفتقر للأسس التقنية والمعلومات المنطقية، ويشوبها التضليل
من جانب آخر سيسهل ستارلينك من الوصول لخدمة الإنترنت الفضائي بسهولة دون احتكار الحوثيين، وحجبهم لعدد من المواقع الإخبارية، والصحف، منذ سبتمبر 2014
ما رأيك بهذا الخبر؟سعدنا بزيارتك واهتمامك بهذا الموضوع
يرجى مشاركة رأيك عن محتوى المقال وملاحظاتك على المعلومات والحقائق الواردة على الإيميل التالي مع كتابة عنوان المقال في موضوع الرسالة
بريدنا الإلكتروني: almushahideditor@gmail
comليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير