«سحر الأصبحي».. تاريخ درامي يجدده الشغف

منذ 7 أشهر

صنعاء – سحر علوانشهدت السنوات الأخيرة تطورًا ملحوظًا في الأعمال الفنية الدرامية اليمنية، وكان للنساء دور مهم كممثلات في هذه التطور

ومن الفنانات اليمنيات الرائدات الفنانة سحر الأصبحي، وجه درامي يمني نسائي مألوف منذ أكثر من 25 سنة في اليمن، ولها بصمتها الإبداعية والدرامية الخاصة

تنحدر سحر الأصبحي من مدينة التربة بمحافظة تعز، وبدأت عملها كممثلة في سبعينيات القرن الماضي، حين كان عمرها سبع سنين، وفق حديثها لـ«المشاهد»

ومثلت حينها دورًا في مسلسل “فجر”، تلاه العمل في مسلسل “ولجة” للمخرج المرحوم يحيى الحيمي

سحر الأصبحي من الفنانات اليمنيات اللاتي يسعين إلى تجديد المشهد الفني والثقافي في اليمن، وذلك من خلال أدائهن المتميز وقدرتهن على تجاوز العقبات والتحديات التي تواجه المرأة

محطات فنية من البداية شاركت الفنانة سحر الأصبحي بعمر الـ11 عامًا في مسرحية “المنافق” للمخرج محمد الهمداني، وبعدها بمسلسل “مهر” للمخرج عبدالعزيز الحرازي، ثم مسلسل “زكية بنت مرشد النحاس)”، ولم يتوقف ظهورها عن العمل الفني إلا في فترة بسيطة

تقول الأصبحي: بداية عملي بالمسرح صقل موهبتي في التمثيل الإبداعي؛ لأن المسرح يتطلب حضورًا متمكنًا وإيقاعًا وتعاملًا رشيقًا مع الجمهور، كما يتطلب ثقةً كبيرة ونبرة صوت قوية

أكسبها العمل المسرحي مقدرةً ومهارةً في الأداء، جعلها فيما بعد تخوض العمل الدرامي بشكل واثق ومتمكن، بحسب تعبيرها

حضور وتأثير تحمل الأدوار التي قامت بها سحر الأصبحي في الدراما اليمنية على مدى سنوات تأثيرًا اجتماعيًا

وتضيف: الدراما هذا العام قدمت قضايا ومعالجات مجتمعية بارزة، مُشيرةً إلى أن الأعمال جميعها كانت تسعى للتنافس وتقديم ما هو أفضل كل عام دون استثناء

وجسدت الأصبحي هذا العام دور المرأة اليمنية ذات الشخصية الصارمة، في محاولة لإيصال رسائل مؤثرة عن معاناة النساء باليمن، من خلال الدور الذي قامت به في مسلسل” لقمة حلال”

وقامت الأصبحي بأدوار تراجيدية متنوعة في مسلسل “خروج نهائي”، وهو دور يتحدث عن قضية المرأة المظلومة المحرومة من حقها في الميراث، وكان لهذا الدور تأثير كبير من خلال تعليقات المشاهدين، حد وصفها

“أحب انتقاء الأدوار، وأُفضّل الشخصيات صعبة الأداء، فمنها تظهر قدرة الممثل وشغفه ويستطيع تقديم أفضل ما لديه من دور إبداعي”

تقول لـ«لمشاهد»

انقطاع مؤقتغابت الفنانة سحر الأصبحي لمدة 11 عامًا عن الشاشة والأعمال الدرامية؛ بسبب ظروف تعرضت لها، كونها أم يحتاجها أطفالها، بعيدًة عن الإنشغال والأضواء والتمثيل

صادف غياب الأصبحي فترة الحرب والأحداث السياسية التي فضلت فيها أن تكون بعيدة عن الانتماءات الحزبية والخوض في الصراعات، والإنزواء في المنزل ورعاية عائلتها

وأشارت إلى تقصير الجهات المسؤولة تجاه الفنانين، ودورهم المغيب بالاهتمام بالمبدعين

الدراما بين جيلين!على مدى سنوات، ظلت الأعمال الدرامية تناقش قضايا المجتمع اليمني ومنها قضايا النساء والمرأة

وبهذا الشان، تدترى الأصبحي أن الدراما في السنوات السابقة كانت تقدم قضايا ولم تقدم المرأة، موضحةً أن أدوار النساء كانت عامة ولم تكن مُخصصة، تمثلت في قضايا أسرية ومجتمعية يحكمها مجتمع متحفظ

أما الآن فقد انتقلت أدوار النساء لمرحلة تكون فيها أكثر حضور وواقعية في الأحدث

وتوضح الأصبحي أن القضايا التي تناقشها الدراما تحدد وفق جيل منفتح على وسائل التكنولوجيا والتواصل، وتعتقد أن الكُتاب والمؤلفين استطاعوا ترجمة القصص في أعمالهم الدرامية بواقعية أكثر من السابق

وتضيف: أصبحت هناك الجرأة في كتابة القضايا المُعاشة، وخاصة قضايا الانفلات والضغط الأسري، والتحرش والابتزاز وما تتعرض له الفتيات، والمشكلات التي يواجهها الشباب كالمخدرات مثلا، باتت أكثر تجسيدًا في الأعمال الدرامية الحديثة

نساء خلف الكواليستقول الأصبحي إن النساء قادرات على وضع أي بصمة درامية في حال وجود ميول داخلي عندهن

وتُبيّن أن أدوار النساء لم تعد مقتصرة على التمثيل، فقد استطاعت النساء من خلال تأهيلهن في التصميم والجرافكس والتصوير والديكور والإكسسوارات والإخراج فرض وجودهن، بعكس بعض الأدوار التي تتطلب جهدًا كبيرًا في الإضاءة، والذي يتناسب مع الرجال أكثر من النساء، بحسب وصفها

ولفتت إلى أن بعض الأعمال الدرامية والقصص الفنية في السنوات الأخيرة قامت بكتابتها وتأليفها نساء

مش عيب!تعتقد الأصبحي أن إبراز الموهبة الفنية وتسخير الشخصيات لتجسيد قضايا مجتمعية وخاصة للنساء، ليس بالأمر السهل ويحمل مسؤولية كبيرة، تبدأ من المؤلف، وتمر بتوجيهات المخرج، وتنتهي بتقديم المشكلة وإتقان الدور من قبل الممثل

وهذا بدوره يعني إيصال رسالة وتقديم حل لمشكلات عديدة يعاني منها المجتمع وتظهرها الدراما بشكل تمثيلي للحد من العواقب، بحسب قولها

وتفيد الأصبحي أن الدراما لها دور كبير في تغيير مفاهيم مجتمعية وتناصر قضايا طغت عليها العادات والتقاليد، وأنهكت المحيط الأسري نتيجة الضغط؛ ليأتي دور الدراما في إظهار ما يمكن إعادة تشكيله في وعي المجتمع وإكسابه حلول تراعي القيم والمبادئ، وترفع من مستواه الثقافي والاجتماعي والأسري بصورة أكثر قربًا وتعبيرًا من هموم الناس وما يعيشونه

تكريمحصدت الأصبحي الكثير من الجوائز نظير أعمالها الدرامية والسينمائية، وكُرمت من رئاسة الجمهورية بوسام استحقاق من الدرجة الأولى عام 2007

كما حصلت على شهادات من شركة فوكس الأمريكية، وكُرمت من عدة دول عربية منها الأردن، العراق وسوربا، وكذلك من هولندا

تقول الأصبحي من أفضل الأعمال السينمائية التي قمت بها هي” بائعة البيض”

في فيلم “يوم جديد في صنعاء القديمة”، للمخرج اليمني البريطاني بدر بن حرسي، وشارك بهذا العمل ممثلين أجانب من دول عربية وأجنبية، وحصد الفلم من خلاله جوائز عديدة

ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير