“شات جي بي تي” في الجامعات اليمنية
منذ 14 أيام
تعز- أصيل حمود“الذكاء الاصطناعي يوفر الوقت والجهد لكنه يعلّم الطلاب الكسل والاتكالية”
هكذا بدأ “أحمد حميد” طالب الأمن السيبراني بكلية المجتمع في تعز، الحديث عن تجربته مع الذكاء الاصطناعي في حل الأنشطة الأكاديمية
يقول إن هذه التقنية تساعده في تجاوز الصعوبات، لكنه يعترف بأن الاعتماد عليها بشكل مفرط يضعف قدرته على البحث والتفكير
أوضح “أحمد” في حديثه “للمشاهد” أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي تجعل الطالب أقل بحثًا وأضعف فهمًا” ويقول: ” الواجبات هدفها التعلم وليس فقط تقديم إجابة جاهزة
وحتى لو حصلت على درجات عالية، فإن هذا لا يفيدك في الواقع
”شهدت السنوات الأخيرة انتشارًا متزايدًا لتطبيقات الذكاء الاصطناعي بين الطلاب لأداء الواجبات وحل الأنشطة الدراسية
هذا الانتشار للتقنية بين الطلاب تثير مخاوف من تأثيرها على قدرات الطلاب الفكرية وتحصيلهم العلمي
وفقًا لتقرير صادر من مركز “بيو” للأبحاث، ارتفعت نسبة المراهقين في أمريكا، الذين يستخدمون تطبيق “شات جي بي تي” في أعمالهم المدرسية من 13% في عام 2023 إلى 26% في عام 2024
مما يشير إلى تزايد الاعتماد على أدوات الذكاء الاصطناعي في التعليم
حسب دراسة مسحية شارك فيها 95 طالبا وطالبة وأكاديميين، من مختلف الأقسام في جامعة العلوم والتكنولوجيا، في عدن، فإن 96% من العينة تستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي التعليمية
نحو 79% من هذه العينة يستخدمون شات جي بي تي
وقالت الدراسة التي نشرت في يناير هذا العام، أن هذا التبني الكبير، يشير إلى الحضور الكبير لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي التعليمية في الجامعة
وأوصت الدراسة بتعليم الطلبة كيفية استخدام شات جي بي تي والأدوات المشابهة بشكل أخلاقي وآمن
وصل عدد المستخدمين النشطين لتطبيق شات جي بي تي، في فبراير الجاري، 300 مليون مستخدم أسبوعيا مقابل 200 مليون مستخدم أسبوعيا في أغسطس الماضي
تهدف الأنشطة الأكاديمية بصورة أساسية إلى تنمية العقل
لكن ذلك يتلاشى عندما يعتمد الطلاب على أدوات تفكر بدلًا منهم
وهذا ما يهدد المحصلة المعرفية ويضعف مهارات التفكير النقدي والإبداعي لديهم
في تجربة عملية بمساعدة أحد أساتذة الجامعة، أُعطي “سامي عدنان”، اسم مستعار لطالب الأمن السيبراني في جامعة تعز، سؤالًا في أحد مقرراته الدراسية لهذا العام
وبعد الإجابة عن نصف السؤال، لجأ محمد إلى هاتفه واستخدم الذكاء الاصطناعي للحصول على إجابة كانت نموذجية
في المقابل أعطي نفس السؤال ليحله بدون استخدام التقنية فكانت إجابته ناقصة وغير صحيحة
“سامي” قال في حديث “للمشاهد” بأن الذكاء الاصطناعي يوفر إجابات سريعة ونموذجية
لكنه قال بأن الاعتماد عليه قد يؤثر على قدرة الطالب على التفكير وحل الأسئلة بشكل مستقل
“أنس عقلان” أستاذ البرمجة في جامعة العلوم والتكنولوجيا في تعز، يرى أن استخدام الذكاء الاصطناعي في حل الأنشطة أفقد الكثير من الطلاب القدرة على الفهم الحقيقي للمعلومات
يقول في حديثه “للمشاهد”: “عندما أناقش بعض الإجابات الممتازة للأنشطة مع الطلاب، أجد أنهم لا يفهمونها جزئيًا أو كليًا، لأنهم لم يحلوها بأنفسهم
”أنس عقلان، أستاذ جامعي: عندما أناقش بعض الإجابات الممتازة للأنشطة مع الطلاب، أجد أنهم لا يفهمونها جزئيًا أو كليًا، لأنهم لم يحلوها بأنفسهم
”يضيف “أنس” بأن الاعتماد الكلي على الذكاء الاصطناعي يُبعد الطلاب عن التفكير والإبداع
“حل النشاط هو فرصة لتنمية العقل، لكن الاعتماد على التقنية يجعل الطلاب أقل تفكيرًا وإبداعًا
”في ظل هذا التحول السريع، يبقى السؤال: هل يمكن للطلاب تحقيق التوازن بين الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتنمية قدراتهم الذاتية؟ تعتمد إجابة هذا السؤال على والاستخدام الواعي وتبني أساليب تعليمية تعزز من التفكير النقدي والإبداعي
علاوة على تبني سياسات تعليمية تواكب هذا التحدي الجديد
يرى “محمد نبيل” مدرب استخدام الذكاء الاصطناعي في معهد “أي تي سي” في تعز، أن هناك مسارين مختلفين لاستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي
ويقول في حديثه “للمشاهد” بأن المسار الأول هو الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة المعلومة وتقليل الوقت والمجهود
أما المسار الثاني فيؤدي الى تراجع القدرات الذهنية والفكرية لدى الناس بسبب السهولة المفرطة وجعل الذكاء الاصطناعي يقوم بالأشياء نيابة عنهم
”محمد نبيل، مدرب: تحقيق التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي وتنمية المهارات الذاتية يتطلب استراتيجيات تعزز دعم القدرات الذهنية وتوعية الطلاب
”وأشار” نبيل” إلى أن تحقيق التوازن بين استخدام الذكاء الاصطناعي وتنمية المهارات الذاتية يتطلب استراتيجيات تعزز دعم القدرات الذهنية وتوعية الطلاب
“يمكن تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لتوعية الطلاب بمخاطر إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي وتشجيعهم على أداء بعض المهام بدون الحاجة إليه
”بدوره يشدد عقلان على ضرورة تنمية التفكير النقدي لدى الطلاب
ويقول “يجب تشجيع الطلاب على حل بعض الأنشطة بأنفسهم، واستخدام الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة فقط وليس كبديل يفكر نيابة عن الطالب
”إن الذكاء الاصطناعي أداة تحمل فرصًا وتحديات في مجال التعليم
تحقيق التوازن بين الاستفادة من التقنية وتنمية المهارات الذاتية يتطلب جهودًا مشتركة من الطلاب، المعلمين، وصناع القرار التعليمي لضمان نظام تعليمي فعال
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير