“صائل”.. ذكورة إيجابية مع بناته من الهمم العالية
منذ سنة
محمد صائل، أب لثلاث بنات في مديرية مودية بمحافظة أبين، يقضي معظم وقته في الاهتمام ببناته من الهمم العالية رغم الصم والبكم
يجد صائل سعادته في الوقوف بجانبهن ، وتوفير احتياجاتهن دون كلل أو سخط
برغم الصعوبات التي تواجهها الأسرة في رعاية الأطفال الصم والبكم، إلا أن صائل لم يجد ذلك عبئا عليه، بل مصدرا للسعادة وسببا لحب الحياة
في حديثه ل “المشاهد”، يقول صائل: “منذ إدراكي الأول لإعاقة بناتي السمعية لم أستسلم، ولم أحزن، بالعكس كنت سعيدا بهن، وهن عندي كالأقمار المضيئة في الليالي المظلمة
”الأب محمد صائل، في العقد السابع من العمر، قضى معظم سنوات عمره مدرسا متنقلا في ضواحي محافظة أبين، وركز حياته على الوقوف بجانب بناته (بهجة، أشجان، أسوان)، وتحفيزهن وتشجيعهن
الشابات الثلاث، عشرينيات العمر، مؤمنات بقدراتهن المختلفة كما يعبرن بلغة الإشارة، ويؤكدن أن وجود والدهن بجانبهن دائما كان وما زال له الأثر البالغ في إعطائهن الدعم المعنوي لمواجهة مصاعب الحياة، وجعل وضعهن النفسي أكثر استقرارا
يقول صائل: “كنت أفتش عن مواهبهن، وإظهارها وتشجيعها، وفرت ماكينة خياطة وشجعت ابنتي على تعلم الخياطة، وأصبحت مخيطة جيدة بشهادة الجميع، وتبيع منتجاتها إلى ساكني القرية
صحيح أن المردود المالي ليس كافيا، لكنها تحصل على مصدر دخل من مجهودها الشخصي، وهو ما أردته”
يضيف: “ابنتي الأخرى، لمست فيها حب الرسم، فعملت على تشجيعها وصقل موهبتها من خلال توفير الأدوات اللازمة لذلك، بالإضافة إلى تعليمها الأساسيات عن طريق الإنترنت، وبالتشجيع يوما بعد يوم، أصبحت رسامة موهوبة”
تجيد ابنته الثالثة نقش الحناء، والخضاب بنوعية (الأسود، الأحمر)
يقول صائل: “هي تستمتع بعملها في النقش كثيرا، وهي ترسم البسمة في وجوه الأطفال والنساء عندما تنقش على أيديهن”
يحكي صائل قصة عن ابنته بهجة، ويقول: حضرت بهجة إحدى مناسبات الأعراس، وأرادت أن ترقص حالها كحال الفتيات الأخرى، لكن إحدى النساء قامت بسحبها من المكان المحدد للرقص، بحجة أن بهجة مصابة بالصمم ولا تستطيع سماع الأغاني
بعد ذلك، جاءت بهجة إلى أبيها وتشكو له ما حصل لها “
يضيف:” حينها لم أتردد للحظة في الذهاب إلى العرس
كانت دموعها كالخنجر على صدري، وددت لو أوقف العرس بأكمله إرضاء لها، لكن أصحابه اعتذروا وجبروا بخاطري وخاطر ابنتي، ولن أتردد لحظة في أخذ حقهن والدفاع عنهن مهما كلف الأمر “
تدعو الناشطة المجتمعية سارة علوان إلى الدخول إلى صفحة الأب صائل، للاطلاع علي كيف يفخر هذا الأب ببناته
تقول سارة:” عندما يكون الأب وغيرة من ذكور الأسرة داعمين للمرأة ونشاطها ومواهبها وتعليمها، تحلق عاليا وتغدو امرأة ذات شأن، ويكون لديها كيانها الخاص، وتتمتع بالثقة العالية “
يشير الأب صائل إلى ضرورة أن نشعر المعاق بأهميته، ودمجه في المجتمع، لا سيما في حال كانوا فتيات، فالكثير بحسب حديثه يتحرجون من أبنائهم المعاقين، ويغلقون عليهم أبواب المنازل، وهذا لم يحدث مع بناته، ويأمل من خلال نشاطه على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أن يستفيد الآباء من تجربته
يختم حديثه، ويقول:” أسعى إلى نشر إبداعات ومواهب بناتي على حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي، من أجل توعية المجتمع بأهمية رعاية ودعم الفتيات
وصلتني رسالة من إحدى الأخوات تخبرني أنها تابعت مسيرتي مع بناتي الصم والبكم، وكان لديها ابنه من نفس الفئة، وكانت منشوراتي عن بناتي دافعا كبيرا لها في الاهتمام وتنمية مواهب ابنتها ورعايتها وعدم التقليل من شأنها، وهذا ما وددت الوصول إليه “
ليصلك كل جديدالإعلاميون في خطرمشاورات السلام كشف التضليل التحقيقات التقارير